بلا شك فإن فكرة السلام والتعاون تصب في صالح الشعب الفلسطيني باستخدام الدبلوماسية عوضاً عن الشعارات التي تريح المسامع فقط،
إسرائيل.. سبب مشكلات الشرق الأوسط، ليست وحدها بالتأكيد، فكثير من دول الإقليم انضمت إليها في هذا بل فاقتها في إشعال أزمات المنطقة، والاعتداء على أراضي العرب واحتلالها، ورغم ذلك لا يمكن نفي أن إسرائيل في صراع مستمر منذ أكثر من سبعين عاماً مع الشعب الفلسطيني الباحث عن حقه في الحصول على دولة، - وبالضرورة بقية الشعوب العربية الداعمة للحق الفلسطيني - رغم جميع المحاولات الدولية لحل هذا الإشكال المزعزع للاستقرار في الشرق الأوسط.
اشتعل الصراع العربي الإسرائيلي، وخاض الطرفان حروباً ونزالات، لكن في الوقت المناسب اتفقت إسرائيل ومصر "كامب ديفيد مارس 1979" ثم إسرائيل والفلسطينيون "اتفاقية أوسلو سبتمبر1993" وإسرائيل والأردن "اتفاقية وادي عربة أكتوبر 1994"، وفي كل مرة توقع اتفاقية سلام تصبح المنطقة أكثر أمانًا ويسود السلام في بلدان عانت سنوات طويلة من الحروب.
ورغم تلك الاتفاقات، ظلت قضية فلسطين في الوجدان العربي أولى القضايا، وفي حين بادرت القيادات العربية الداعمة لفلسطين في تحمل ما أوجبته على نفسها من دعم فلسطين دبلوماسياً واقتصادياً، انطلقت دول وجماعات لكيل الاتهامات والتخوين، وقدمت الصراخ والشعارات على تقدير الواقع ودراسة متطلباته ومتغيراته مستخدمة الندب وإطلاق الشعارات والأناشيد الحماسية لتكريس عقدة الهزيمة المستمرة ما لم تتحرر كل بقعة من تلك الأرض، فاستغلها المتاجرون بالدين والمتربحون من القضية للنيل من مقدرات الشعوب والعبث بمصائرهم.
قدم العرب حلولاً ومقترحات تمنح إسرائيل شرعية الوجود والسلام مع شعوب المنطقة، مقابل الحقوق الفلسطينية التي أقرتها المواثيق العالمية، وبلا شك فإن فكرة السلام والتعاون تصب في صالح الشعب الفلسطيني باستخدام الدبلوماسية عوضاً عن الشعارات التي تريح المسامع فقط، فيما يعاني الشعب الفلسطيني من التضييق السياسي والاقتصادي والأمني.
حان الوقت لتخطي الماضي وتجاوز الخلافات التاريخية والنظر إلى المستقبل بالاتساق مع إعادة القضية إلى أهلها – الفلسطينيين- وألا يحمل ملفها سواهم فهم أهل الحق وأدرى بمصلحتهم مع تقديم الدعم الكامل لهم، وذلك أجدى لنيل الدعم من المجتمع الدولي ما سيصب لمصلحة الشعب الفلسطيني.
لا شك أن كلا الطرفين لا يثق في الآخر، لا الإسرائيليين ولا الفلسطينيين وتبديد مخاوف طرفي الصراع ضرورة في هذه المرحلة، تكاد تكون الضمانة الوحيدة التي ستدفع عجلة السلام في المنطقة، فيما يجب على الأطراف كافة مراعاة الواقع وتقديره.
معاهدات السلام مع دولة إسرائيل قد تكون حلاً سريعا لإنهاء الخلافات بشكل نهائي وقاطع، فما كبر وتجذر في سبعين عاماً لن يُحل في أيام معدودة، لكن للأجيال الشابة اليوم أن تعيش حاضراً أفضل بلا مخاوف، بعيداً عن الشعارات ويتيح لشعوب المنطقة فتح قنوات تواصل مع دولة إسرائيل باعتبارها جزءاً من الشرق الأوسط.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة