الحوار السياسي بالصومال ينتظر مساعدة دولية لإنقاذه من فرماجو
ولاية بونتلاند تدعو الرئيس فرماجو لتعيين رئيس وزراء جديد، ليكون جزءا من مسار الحوار السياسي لإيجاد حكومة مسؤولة عن تنفيذ أي اتفاق سياسي
أعلنت ولاية بونتلاند مقاطعتها لمؤتمر طوسمريب للحوار السياسي بين الحكومة الفيدرالية، والولايات الإقليمية، وفرضت شروطا لمواصلة مشاركاتها في اجتماعات مسار الحوار المقبلة .
شروط الولاية جاءت بعد محاولات الرئيس محمد عبدالله فرماجو الواضحة لإفشال المؤتمر، وهو ما كشفته تصريحاته قبل أيام بأنه "لن يتوصل إلى اتفاق نهائي مع رؤساء الولايات حول الانتخابات".
وأصدرت الرئاسة في ولاية بونتلاند بيانا، وصلت "العين الإخبارية" نسخة منه:" اتهمت فيه الرئيس محمد عبدالله فرماجو بإجهاض مخرجات مؤتمر طوسمريب الأول والثاني".
ودعت ولاية بونتلاند الرئيس فرماجو لتعيين رئيس وزراء جديد للبلاد، ليكون جزءا من مسار الحوار السياسي حول الانتخابات لإيجاد حكومة مسؤولة عن تنفيذ أي اتفاق سياسي قد يتم التوصل إليه بين فرماجو ورؤساء الولايات الإقليمية .
وفرضت ولاية بونتلاند شروطا لمواصلة مشاركتها في المسار، منها تعيين رئيس وزراء يتحمل مسؤولية تنفيذ مخرجات الحوار السياسي، ومشاركة الأحزاب المعارضة في الحوار، ومشاركة المجتمع الدولي في المسار للوصول إلى ضمانات دولية تلزم الأطراف الصومالية بتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه .
في 25 يوليو/تموز الماضي، سحب البرلمان الصومالي الثقة عن رئيس الوزراء الصومالي السابق حسن علي خيري بتعاون بين فرماجو، ورئيس مجلس الشعب محمد مرسل شيخ عبدالرحمن، بعد رفض خيري خطة لتمديد فترة حكم فرماجو لعامين، وتأجيل الانتخابات المقررة مطلع العام المقبل .
"طوسمريب".. مسار توافق صومالي تلغمه أطماع فرماجو
وسارع الرئيس فرماجو إلى قبول سحب الثقة عن رئيس الوزراء، وتعيين نائبه مهدي غوليد خضر لتصريف أعمال الحكومة إلى حين تعيين رئيس وزراء جديد .
وكان من المقرر أن ينطلق مؤتمر "طوسمريب 3" بين الرئيس فرماجو، ورؤساء الولايات الإقليمية في 15 من أغسطس/آب الحالي، لكن فرماجو في كلمة له أمام البرلمان قبل السفر إلى طوسمريب أكد أنه لن يتوصل إلى اتفاق نهائي مع رؤساء الولايات حول الانتخابات، وهو ما فسره المراقبون بإفشال المؤتمر قبل افتتاحه .
ووصل الرئيس فرماجو، ورؤساء ولايات هيرشبيلي، جنوب غرب الصومال، ومحافظ بنادر" محمد عبدي عبدي واري، عبدالعزيز حين محمد و عمر محمود فلش" على التوالي إلى ولاية غلمدغ يومي السبت والأحد للمشاركة في المؤتمر الثالث من مسار طوسمريب للحوار السياسي، وتواجد رئيس غلمدغ أحمد عبدي كاريه قور قور في المدينة بصفته راعي الحوار .
ولم تعلن ولاية جوبلاند موقفها من المؤتمر، لكن لم يصل حتى الآن وفد منها إلى عاصمة ولاية غلمدغ وسط الصومال.
وتشكل مسار طوسمريب للحوار السياسي في يوليو/تموز الماضي بعد خلافات حادة بين الحكومة الفيدرالية والولايات الإقليمية حول نظام الانتخابات، حيث عقد رؤساء الولايات اجتماعا خاصا بينهم اتفقوا على توحيد موقفهم من الانتخابات في الفترة بين 11-12 يوليو/ تموز الماضي.
وانضم وفد من الحكومة الصومالية يتكون من الرئيس فرماجو، ورئيس الوزراء السابق خيري، للمؤتمر مع الولايات في الفترة ما بين 18-22 يوليو/تموز الماضي، واتفقوا إجراء الانتخابات في موعدها، والاجتماع مجددا في 15 أغسطس/آب الجاري لتحديد نظام الانتخابات .
ويتمسك الرئيس فرماجو بالاقتراع المباشر في الانتخابات بنظام "شخص واحد صوت واحد" الذي يمكنه من تمديد فترة حكمه، بينما رؤساء الولايات والمعارضة يدعون إلى الاقتراع غير المباشر بنظام "4.5" العشائري لتقاسم السلطة في الصومال الذي يؤدي إجراء الانتخابات في موعدها، ويقطع الطريق أمام أطماع فرماجو للتمديد .