موجة غلاء تضرب سوق عقارات طهران وركود البيع والشراء
موجة غلاء تسيطر على سوق العقارات في العاصمة الإيرانية طهران، إثر تراجع قيمة العملة المحلية "الريال" أمام الدولار الأمريكي.
وسط ركود حاد، تعم سوق العقارات في العاصمة الإيرانية طهران موجة غلاء حادة، بعد اضطراب سوق النقد الأجنبي وتراجع قيمة العملة المحلية "الريال" أمام الدولار الأمريكي، وكذلك قلة المواد الخام اللازمة لأعمال الإنشاءات بعد ركود حركة البيع والشراء محليا.
وأظهرت أرقام رسمية صادرة عن البنك المركزي الإيراني أن متوسط سعر المتر المربع الواحد في عقار سكني تحت الإنشاء في طهران سجل زيادة بمقدار 74% منذ أغسطس/آب الماضي، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي؛ فيما انخفضت مبيعات الشقق السكنية الجاهزة بنحو 33.5%.
وشهدت صفقات السوق العقارية في طهران، وفق أرقام المركزي الإيراني، تراجعا بنسبة 13.9% مقارنة بالعام الماضي، في الوقت الذي يعزو السماسرة ومالكو العقارات عدم حدوث طفرة بالسوق نظرا لارتفاع الأسعار بشكل تصاعدي، وسط الحذر من عقد صفقات بأقل من سعر السوق نظرا لتراجع قيمة الريال الإيراني.
وسلط "راديو فردا" الناطق بالفارسية، الضوء على تراجع معدلات المبيعات في سوق مواد البناء واستئجار معدات الحفر بشكل غير مسبوق في ظل اضطراب سوق النقد الأجنبي؛ ما أدى إلى زيادة تكاليف الانشاءات بشكل غير مسبوق وتهاوي نسبة الصفقات التجارية.
ولفت "راديو فردا" إلى أن متوسط سعر المتر المربع الواحد بأغلب مناطق طهران قد تخطى حاجز 6 ملايين تومان إيراني، بينما سجل متوسط أسعار الوحدات السكنية في المنطقة الأولى من العاصمة الإيرانية أرقاما فلكية تزيد على 75 %.
وكشف تقرير البنك المركزي الإيراني، الذي استند إلى بيانات خام صادرة عن نظام حكومي للتسجيل العقاري، عن تصاعد في قيمة إيجار الوحدات السكنية بمعدل زيادة بلغ 14.6% خلال شهر أغسطس/آب الماضي.
وهوت العملة الإيرانية في السوق الموازية، الأسبوع الماضي، مقابل نظيرتها الأمريكية إلى مستويات قياسية تاريخية؛ إذ حام سعر الريال حول 180 ألف ريال للدولار الواحد، بعد فترة وجيزة من تخطي العملة الخضراء حاجز 170 ألف ريال إيراني.
وتبدأ في 4 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل الحزمة الثانية من العقوبات الأمريكية على طهران، التي ستقيد صناعة النفط في البلاد، بعد حزمة عقوبات اقتصادية أولى فُرضت في أغسطس/آب الفائت أدت إلى تدهور كبير في الوضع الاقتصادي بالبلاد.
وتشهد العملة الإيرانية هبوطا منذ شهور بمقدار الثلث في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية في البلاد، وارتفاع معدلات البطالة، وزيادة الطلب على الدولار، بعد إعادة الولايات المتحدة فرض العقوبات على إيران.