2018.. بداية النهاية للمشروع القطري التركي على يد الجيش الليبي
عام 2018 هو بداية الانهيار للمشروع الإرهابي لقطر وتركيا في ليبيا، بعد سنوات من تدخلاتهما السافرة ودعمهما للإرهاب.
لم يكن 2018 عامًا عاديًا على الساحة الليبية؛ إذ أثبتت الأحداث أنه شهد بداية انهيار المشروع الإرهابي لقطر وتركيا هناك، بعد سنوات من تدخلاتهما السافرة وتوجيه كل سبل الدعم لجماعة الإخوان الإرهابية وغيرها من الجماعات التي نشطت في هذا البلد، عقب أحداث 17 فبراير/شباط 2011، للسيطرة على مفاصل الدولة.
- الجيش الليبي: أدلة تثبت دعم تركيا للإرهابيين بالسلاح
- عارف النايض: "الجضران" واجهة تنظيم القاعدة الإرهابي المدعوم قطريا
- أسبوع هزائم قطر.. الحديدة اليمنية ودرنة والهلال النفطي في ليبيا
وقدمت قطر وتركيا دعماً مالياً ضخماً لقيادات جماعة الإخوان والجماعات الإرهابية في شرق ليبيا؛ لمواجهة تقدم الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر، فضلا عن دعم قيادات الجماعة الإرهابية في البلاد للهيمنة على مفاصل الدولة، خاصة مصرف ليبيا المركزي في العاصمة طرابلس وعدد من المؤسسات المالية.
وعكف القائد العام للجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، على وضع خطة عسكرية مُحكَمة لتحرير مدينة درنة من قيادات الإرهاب الممولين من قطر وتركيا بالمدينة، وقطع دابر الجماعات المتطرفة التي ارتكبت جرائم بشعة ضد مدنيين وعسكريين في شرق البلاد، خلال السنوات الأخيرة الماضية.
تحرير درنة
وحاولت وسائل الإعلام القطرية والتركية، خلال عملية الجيش الوطني الليبي، الدفاع عن الجماعات الإرهابية والقيادات المتطرفة التي توجد في درنة، ومحاولة تزييف الحقائق بزعم أن الجماعات التي توجد في المدينة تمثل من وصفتهم بـ"ثوار درنة"، فضلا عن فبركة قناة الجزيرة القطرية الداعمة للإرهاب لمشاهد حول مزاعم ارتكاب الجيش الوطني الليبي انتهاكات بالمدينة الواقعة في أقصى الشرق الليبي.
ولعل ما يؤكد تورط الدوحة وأنقرة، عثور القوات الليبية على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر القطرية داخل منزل الإرهابي عطية الشاعري، زعيم تنظيم ما يُسمى "مجلس شورى درنة" بمنطقة شيحا في ميدان المعارك التي يخوضها الجيش ضد الجماعات الإرهابية في مدينة درنة شمال شرقي البلاد، بحسب المسماري.
هذه الأسلحة، أكدت مصادر "العين الإخبارية"، أنها مختومة بشعار الجيش القطري، وعُثر عليها في منزل القيادي الإرهابي مشابهة لتلك التي عُثِر عليها الجيش عند تحرير مدينة بنغازي.
وأكد اللواء سالم الرفادي قائد غرفة عمليات "عمر المختار"، في تصريحات سابقة، أن قطر تدعم الإرهابيين في ليبيا منذ وقت طويل، موضحًا أن الجيش رصد عمليات إمداد بالأسلحة تأتي للإرهابيين من غرب البلاد.
وتبعد درنة نحو 200 كم عن بنغازي وكانت آخر مدينة في شرق ليبيا لا تخضع لسيطرة الجيش الوطني الليبي، وكانت خلال السنوات الأربع الماضية معقلا للجماعات الإرهابية، بما فيها "داعش" و"القاعدة".
ونجحت قوات الجيش الليبي منتصف عام 2018 في تحرير درنة من قبضة الجماعات الإرهابية؛ حيث أعلن المشير حفتر، يونيو/حزيران 2018، تحرير المدينة رسمياً من الجماعات الإرهابية التي تمولها قطر وتركيا.
الهلال النفطي يتحرر
وتمكنت القوات المسلحة الليبية من أسر عددٍ من الإرهابيين في الهلال النفطي، واغتنام عددٍ من الآليات التابعة لمليشيا الجضران، فيما لاحق الجيش الليبي الجماعات الإرهابية بين وادي أكحيلة والسدرة في الهلال النفطي.
وكان مصدر عسكري ليبي كشف لـ"العين الإخبارية"، المؤامرة والتحركات والاتصالات القطرية لحشد عملائها في ليبيا للانقضاض على منطقة الهلال النفطي؛ من أجل تدميره بعد فشل المليشيات الإرهابية المدعومة من الدوحة في السيطرة عليه.
وقال المصدر، إن الدوحة ضخت أموالا للجماعات الإرهابية في ليبيا، وعلى رأسها ما يُعرَف بـ"سرايا الدفاع" ومجلس شورى ثوار بنغازي وأجدابيا، للتحضير لهجوم تخريبي على المنشآت النفطية، لا للسيطرة على الأرض.
وتمكّن الجيش الليبي الذي أعلن في نهاية مايو/أيار الماضي، حالة النفير العام ورفع درجة الاستعداد في منطقة الهلال النفطي، قبل أن يتمكن من السيطرة عليها، والاستعداد تحسبا لأي هجمات إرهابية من العناصر الفارة من مدينتي بنغازي ودرنة.
تصفية قيادات التمويل القطري
ليس هذا فحسب؛ بل ركزت عمليات الجيش الوطني الليبي على تصفية قادة الجماعات الإرهابية المتمركزين في مدينة درنة، ومحاصرة قادة تلك الجماعات لمنع تدفق أي إمدادات قطرية أو تركية لهم سواء براً أو بحراً، ونجحت قوات الجيش الليبي في قتل أكثر من 100 إرهابي في أحياء درنة، بينما سلم 100 آخرون أنفسهم، واعترفوا بتلقيهم دعماً مالياً ولوجيستياً من تركيا وقطر خلال السيطرة على المدينة منذ عام 2011.
وأعلنت مصادر عسكرية ليبية عن تصفية أبرز قادة جماعات الإرهاب والتطرف الممولين من الدوحة وأنقرة، وأبرزهم الإرهابي عمر رفاعي سرور، وتصفية المدعو ياسر مشري، أحد قيادات ما يُسمى مجلس شورى ثوار درنة، والقضاء على أبرز قادة الإرهاب القطري، وفي مقدمتهم الإرهابي سالم الحصادي والإرهابي فرج الفريطيس والإرهابي فارس الشلوي والإرهابي عبد الوكيل المنصوري والإرهابي أمجد العوامي.
عشماوي ورؤوس الإرهاب
أمام هذه الضربات، انهارت الجماعات الإرهابية ودفاعاتها مع سقوط قياداتها واحدا تلو الآخر، وكان آخرهم الإرهابي هشام عشماوي في حي المغار بدرنة، وذلك بعد كمين أعدَّته قوات الجيش الوطني الليبي قبيل هروبه من محاور القتال، ومحاصرة عدد من الإرهابيين المرافقين له، وفي مقدمتهم مرعي زغبية أحد أخطر الإرهابيين في البلاد.
وتركزت عمليات الجيش الوطني الليبي خلال الأسابيع الأخيرة لعام 2018 على تطهير مدن الجنوب الليبي من الجماعات الإرهابية وعصابات الجريمة التي تنشط في عدد من مدن الجنوب، وتركيز قيادة الجيش الليبي على تخريج المزيد من الدفعات العسكرية للقوات؛ تعزيزا ودعما لقدرات الجيش الذي يخطط لبسط سيطرته الكاملة على مدن الجنوب، خلال العام المقبل، لتطهير البلاد من كل الجماعات الإرهابية التي دخلت البلاد بدعم وتمويل مالي ولوجيستي من قطر وتركيا.