بروتين واحد يعيد الأمل.. استعادة الحركة بعد الشلل

في إنجاز علمي جديد، توصل باحثون من جامعة ولاية أوهايو الأمريكية إلى طريقة واعدة لإصلاح إصابات الحبل الشوكي، المسببة للشلل.
استخدام العلماء بروتين واحد يحفز الخلايا على بناء "جسور خلوية" تساعد الأعصاب التالفة على النمو من جديد.
يعتمد الاكتشاف الذي تم الإعلان عنه في دورية " العلاج الجزيئي"، على تسخير مرونة خلايا صغيرة تُعرف بـ"الخلايا المحيطة"، والتي تتجمع تلقائيا في موقع الإصابة داخل الأوعية الدموية الدقيقة، وعند حقن بروتين خاص يُعرف بـ"PDGF-BB " في المنطقة المصابة، تبدأ هذه الخلايا في تغيير شكلها وسلوكها، فتصبح كالألياف الممتدة التي تشكل جسورا تسمح للأعصاب بإعادة بناء نفسها.
وفي التجارب التي أُجريت على الفئران، أظهر البروتين قدرة مذهلة على تحفيز إعادة نمو المحاور العصبية، وهي الامتدادات الطويلة التي تنقل الإشارات من خلايا الدماغ والنخاع الشوكي، والأهم، أن الفئران التي عولجت بهذا البروتين استعادت القدرة على تحريك أطرافها الخلفية.
ويقول الدكتور أندريا تيديشي، أستاذ علم الأعصاب المشارك والمؤلف الرئيسي للدراسة: "كلما تقدمنا في العمل، ازدادت دهشتنا من قوة هذا العلاج، فتأثيره لا يقتصر على إصابات الحبل الشوكي فحسب، بل قد يمتد إلى إصابات الدماغ والجلطات وبعض الأمراض التنكسية العصبية."
ومن المعروف أن إصابات الحبل الشوكي تدمر ليس فقط الأعصاب، بل كذلك شبكة الأوعية الدموية، مما يعيق عملية الشفاء، وهنا تكمن أهمية البحث الجديد الذي يُظهر أن دعم الأوعية الدموية عبر الخلايا المحيطة يمكن أن يخلق بيئة مثالية لإعادة نمو الأعصاب.
وأوضحت الباحثة وينجينغ سون، المشاركة في الدراسة، أن مجرد استعادة الاتصال العصبي لا يكفي، بل يجب إصلاح البنية الوعائية بأكملها لتحقيق شفاء فعال.
نتائج واعدة على الخلايا البشرية
وللتأكد من أن النتائج ليست محصورة في الفئران، اختبر الفريق تأثير البروتين على خلايا بشرية في المختبر، وبالفعل، لاحظوا نفس التغيرات البنيوية في الخلايا المحيطة، مما يشير إلى أن العلاج قد يكون فعالا على البشر أيضا.
وتشير الدراسة إلى إمكانية دمج هذا العلاج مع أدوية أخرى مثل "جابابنتين"، الذي سبق أن ثبتت فعاليته في تعزيز تجديد الأعصاب. ويأمل الفريق في تطوير نظام جرعات مناسب أو تقنية إطلاق تدريجي للعلاج حسب تطور الخلايا في موقع الإصابة.
aXA6IDE4LjIyMi41MC40OCA= جزيرة ام اند امز