التايمز تروي شهادات مروعة عن مذبحة "السنك" في بغداد
الصحيفة البريطانية تصف الهجمات التي نفذتها المليشيات التابعة لإيران ضد المتظاهرين على جسر "السنك" بوسط العاصمة بغداد بأنها "مفزعة".
وصفت صحيفة "التايمز" البريطانية الهجمات التي نفذتها المليشيات التابعة لإيران ضد المتظاهرين على جسر "السنك" بوسط العاصمة بغداد، الجمعة الماضي، بأنها "مفزعة".
ونقلت الصحيفة عن شهود عيان رواياتهم لساعات الرعب التي عاشوها، وأسفرت عن مقتل 24 شخصاً وإصابة آخرين، قائلين: "الأمر بدأ عندما تدفق رجال مقنعون على مخيم المحتجين ببغداد، وفتحوا نيران أسلحتهم الكلاشينكوف عشوائيًا، ثم أمرتهم المليشيا، التي يعتقد أنها موالية لإيران، بدعم الحكومة العراقية، واحتجزت عشرات المحتجين لعدة ساعات".
وأضاف الشاهد، الذي كان ضمن المحتجزين، أن الشباب تعرضوا للضرب والطعن والجرح بالسكاكين، وفي بعض الحالات قتلوا بدم بارد، في إطار عقوبات عنيفة بسبب استمرار المعارضة.
وتابعت الصحيفة أن الفرق الطبية التي كانت تعمل على علاج الجرحى بمكان الأحداث يعتقدون أن أعداد الضحايا أكبر بكثير عن الرقم المعلن، مشيرة إلى أن الضحايا ربما بين 80 لـ85 شخصاً.
ومنذ بداية الاحتجاجات كانت هناك تقارير بشأن عناصر مقنعة يطلقون النار على المحتجين، مما أسفر عن مقتل العشرات.
وبحسب الصحيفة، تعرض عشرات النشطاء للاختطاف وفي بعض الأحيان لأسابيع، ومازال هناك كثيرون مفقودين وقتل البعض، أحدهما بنيران مسلح كان على دراجته البخارية خارج منزله في كربلاء.
ولا يفصح كثير من المحتجين والساسة عن هوية المليشيات المتورطة، ويكتفون بالإشارة إليهم بـ"الطرف الثالث"، بعد الحكومة والمحتجين.
وذكرت الصحيفة أن موجة العنف الأخيرة التي شهدها جسر "السنك" انتقلت بالأمور إلى مستوى جديد، فعندما اقتحمت شاحنات صغيرة بيضاء الميدان، تسلل رجال المليشيات لمخيم المحتجين في موقف السيارات، وبدأوا القتال مع المحتجين العُزل.
ونقلت الصحيفة عن محمد علي محمد (35 عاماً) قوله: "إنه تم ربط أيديه بأشرطة بلاستيكية، وعصبت عينيه، ووضعوه بمواجهة الحائط لعدة ساعات حتى أطلقوا سراحه بعد ساعات".
وأضاف أن "واحداً من أصدقائه كان يتحدث مع أفراد المليشيات ويهينه، لذا شقوا عنقه، وقبل ذلك سمع صراخاً خلفه انتهى مع صوت إطلاق نار" .
وتحدث آخرون عن تلك الساعات المرعبة التي عاشوها خلال احتجاز المليشيات لهم عدة ساعات، وتعرضهم للضرب باستخدام أنابيب، حتى إن أحدهما كان بحوزته أشعة خاصة بذراعه المكسور.
وكانت منظمة العفو الدولية أشارت إلى أن مجزرة ساحتي السنك والخلاني، التي وقعت وسط بغداد، مساء الجمعة، كانت هجمات منسقة.
وأضافت المنظمة أنها جمعت شهادات مفصلة لشهود عيان عن الهجوم الذي قام به مسلحون مجهولون، وتحققت من مقاطع مصورة من بغداد تدعم شهادات الشهود، الذين تحدثوا عن وصول قوافل المسلحين.
ووفق بيان للمنظمة الدولية، فإن "أعداداً هائلة من المسلحين" على ظهر شاحنات وسيارات صغيرة أطلقوا النار على المتظاهرين، كما قاموا بالهجوم على المبنى الذي حوّله المحتجون لمقر لهم وأضرموا النار في أجزاء منه.
aXA6IDEzLjU4LjQwLjE3MSA= جزيرة ام اند امز