جريمتا قتل تهزان مصر والأردن.. هل للسوشيال ميديا دور؟
تصبح "السوشيال ميديا" في دائرة الاتهام مع كل جريمة بشعة تحدث، إذ يرى كثيرون أن تداول الجرائم على شكل واسع يساعد في انتشارها.
وفُجِع العالم العربي بجريمتين بشعتين الأولى في مصر لطالبة جامعة المنصورة نيرة أشرف، التي قُتِلت على يد زميل لها ادّعى أنه يحبها وشاهد فيديو ذبحها الملايين، وبعدها بأيام تكررت الحادثة نفسها لطالبة أخرى بجامعة العلوم التطبيقية في العاصمة الأردنية عمان إيمان أرشيد.
وباتت منصات التواصل الاجتماعي، المتهم الأول في تكرار الجريمة، الأمر الذي علّقت عليه أستاذة الطب النفسي المصرية الدكتورة أميرة الأدهم، مؤكدة أن العلاقة لا زالت قيد البحث والدراسة.
وقالت أميرة الأدهم لـ"العين الإخبارية"، إن تأثير السوشيال ميديا بوجه عام على ارتكاب جرائم هو أمر لا يزال قيد البحث من قبل المتخصصين في الطب النفسي، وتنقسم فيه الآراء إلى مذهبين.
الأول يرى أن كثرة الأخبار المذاعة في وسائل الإعلام المختلفة والصحف، يمكن أن يتسبب حالة من الإحباط السلوكي بوجه عام، وينشر حالة من الذعر والخوف حتى لأولئك الذين لديهم ميول إجرامية بطبيعتهم، أما وجهة النظر الأخرى فترى أنه كلما تم تسليط الضوء على الجرائم، زادت احتمالية ارتكابها، في ظل اختلاف ثقافات وبيئة ومعايير كل شخص يتلقى الخبر، على حد تعبيرها.
وأضافت: "أما عن ظاهرة تقليد ارتكاب جريمة بعينها، فهذه الظاهرة منتشرة منذ ثمانينيات القرن الماضي، وتحديداً في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث كان يقدم بعض المجرمين على تقليد الجرائم المرتكبة بعد نشر فصولها في وسائل الإعلام".
وتعتقد الأدهم أن هذا الأمر لا يرتبط بالسوشيال ميديا بوجه عام، بل ربما يرتبط بأمور أخرى تتعلق بالشخص نفسه وميوله الإجرامية التي قد تكون دافعاً رئيساً لارتكاب الجرائم.
وتنتقل الأدهم للحديث عن ظاهرة القتل بدافع الحب أو الغيرة، مشددة على أن هذا السلوك الإجرامي موجود بوجود الإنسان وفي الشعوب والقبائل كافة، ويكون هذا الشخص الذي يرتكب مثل تلك الجريمة هو شخص "سيكوباتي" بطبيعته يكره المجتمع.
ولا يؤثر بحسب الأدهم درجته العلمية على ارتكابه الجرائم، أو حتى سلوكه الواعي، ذلك بأن مرضى "الشخصيات السيكوباتية"، يتفاقم لديهم الأمر في هدوء، ومن الممكن أن تكون سلوكياتهم في الأغلب الأعم عاقلة ومتزنة، ومع ذلك لديهم مخزون إجرامي كامن يمكن أن ينفجر في أي وقت ودون توقعه بأي حال من الأحوال.
aXA6IDMuMTM1LjIxNC4xNzUg
جزيرة ام اند امز