بوتين يكشف كواليس تسريب أسرار القنبلة الأمريكية للسوفيت
الرئيس الروسي أرجع الفضل الأول في ذلك إلى رغبة العلماء في عدم إعطاء فرصة لأمريكا للتفرد بالقدرة النووية في العالم.
قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إن الدافع وراء تسريب علماء أسرار تصنيع القنبلة النووية الأمريكية إلى الاتحاد السوفيتي كان الرغبة في "خلق توازن قوي في العالم".
وجاء حديث بوتين عن أسرار عملية التجسس التي شهدتها فترة الخمسينيات، في إطار حواره التلفزيوني مع قناة "شوتايم" أجراه المخرج السينمائي الأمريكي، أوليفر ستون، تحت عنوان "مقابلة مع بوتين"، ونشرت مقتطفات منه وكالة سبوتنيك الروسية.
وفي هذا الصدد، قال بوتين: "عندما صنعت الولايات المتحدة القنبلة النووية، بدأ الاتحاد السوفيتي العمل على تطوير هذا البرنامج، لذلك عمل علماؤنا في روسيا بالإضافة إلى علماء أجانب، وعلى وجه الخصوص الألمان، جاهدين على جمع أكبر قدر من المعلومات في هذا الشأن، لكن استخباراتنا تلقت كماً كبيراً من المعلومات من الولايات المتحدة".
وأشار الرئيس الروسي بشكل خاص، إلى "الزوجين روزنبرغ، اللذين تم تعذيبهما بالكرسي الكهربائي" بتهمة التجسس لصالح السوفيت.
وقال عنهما: "أكملوا هذه المعلومات، لكن من أرسلها؟ — العلماء نفسهم الذين صمموا القنبلة النووية الأمريكية".
ووفقاً لبوتين، فإن العلماء "أدركوا خطر سماحهم لخروج المارد من القمقم" في إشارة إلى الولايات المتحدة.
واعتبر أن إدخال المارد إلى "القمقم" وقتها أصبح أمراً مستحيلاً، لذلك فإن العلماء- حسب بوتين- أكثر ذكاء من السياسيين، لأنهم عن وعي سربوا المعلومات للاتحاد السوفيتي، لاستعادة التوازن النووي في العالم".
ورأى الرئيس الروسي، أن "الآن تجرى محاولات لتعطيل هذا التوازن" وهذا "خطأ فادح".
والزوجان يوليوس وأيثيل روزنبرج هما شيوعيان يهوديان من مدينة نيويورك، أدينا بتهمة التجسس للاتحاد السوفيتي ونقل أسرار نووية إليه سنة 1950 وتم الحكم عليهما بالإعدام بالكرسي الكهربائي الذي نفذ فيهما في يونيو/حزيران 1953.
وتمت المحاكمة أثناء ذروة الصدام بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، مما جعل البعض يراها محاكمة غير عادلة، فيما أصرا الزوجان روزنبرج على أنهما بريئان.
وفي إحدى رسائلها قبل وفاتها، قالت ايثيل روزنبرج "يجب أن يبرئنا التاريخ، أنا وزوجي، لأننا أول ضحايا الفاشية الأمريكية".