السلاح النووي.. هل هو طريق بوتين للنصر؟
رأت مجلة ناشيونال إنترست الأمريكية أن استمرار أوكرانيا والغرب في التصعيد، سيدفع بوتين للرد بما حذره منه مرارًا: السلاح النووي.
وأشارت المجلة إلى أن فشل محاولة الرئيس الروسي الأولى إسقاط حكومة كييف وهجومه على أوكرانيا وضم مناطق شرق وجنوب ذلك البلد، دفع بوتين إلى طريقة للانتصار في الحرب عبر الظهور وكأنه يخسر.
وتعتقد أن تحركاته الأخيرة، التي أعلن خلالها عن تعبئة جزئية وإجراء استفتاءات في 4 مناطق بشأن انضمامها إلى روسيا، هي بوادر لاستخدام الأسلحة النووية ضد أوكرانيا.
وفي حال واصلت القوات الأوكرانية، المدعومة بنطاق واسع من الأسلحة الغربية، هجومها المضاد، فإنها ستشكل تهديدًا للأراضي الروسية، ما سيدفع بوتين إلى استخدام الأسلحة النووية.
وسواء أكان هذا الاستخدام ضد هدف في أوكرانيا أو مجرد لقطة استعراضية، فستكون التأثيرات هي نفسها.
وتضيف: "مثل هذه الخطوة ستقوض بلا شك الدعم الغربي لكيف، بالنظر إلى أن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي لن يعمدا إلى الرد بالمثل، كما يتوقع أن يؤدي إلى انهيار حلف الناتو".
ولطالما أشار القادة الغربيون وخبراء الدفاع إلى احتمال أن تلجأ موسكو إلى استخدام الأسلحة النووية في حالة فشل حملتها التقليدية ضد أوكرانيا.
وأصبح هذا الاحتمال الآن يقينًا افتراضيًا.
وتنص العقيدة النووية الروسية صراحةً على أنه إذا كانت الحرب التقليدية على روسيا تهدد وجود الأمة، فإن هذا من شأنه أن يبرر استخدام الأسلحة النووية.
وقد صاغ بوتين هذا التهديد الوجودي في خطابه بإعلانه التعبئة الجزئية. وكرر زعمه أن هدف الغرب في دعم أوكرانيا هو تدمير روسيا وتهديد كل الشعب الروسي. أوضح بوتين أنه يجوز لموسكو استخدام الأسلحة النووية من أجل حماية وحدة أراضي الدولة التي ستشمل الآن الأجزاء التي تمت السيطرة عليها في أوكرانيا:
ماذا سيفعل الناتو والغرب إذا ردت روسيا على هجوم أوكرانيا التقليدي الناجح بسلاح نووي؟
وفق التقرير فإن الناتو من المؤكد لن يرد بخطوة نووية مماثلة. فكل من شارك في المناورات الحربية رفيعة المستوى التي أجرتها الولايات المتحدة أو حلف شمال الأطلسي على مدى العقود العديدة الماضية يدرك استحالة قيام واشنطن - ناهيك عن حلف الناتو - بالرد بالمثل، حتى وإن كانت القوات الأمريكية أو قوات الناتو هدفًا لمثل هذا الهجوم.
وأشارت المجلة إلى أنه إذا استخدم بوتين سلاحًا نوويًا ضد أوكرانيا، فستكون الخيارات الغربية محدودة للغاية.
كما أن أوكرانيا ليست عضوا بالناتو ولا تحميها مظلته النووية، كما سيجد القادة الغربيون الرد باستخدام سلاح نووي قضية لا يمكن التكهن بنتائجها.
وقد أوضح مسؤول حكومي أمريكي سابق ومفاوض في معاهدة الحد من الأسلحة النووية، بشأن رد واشنطن على استخدام روسيا السلاح النووي، قائلا: "لا أعتقد أن الولايات المتحدة ستتخذ خطوة تصعيدية. بالتأكيد، لن ترد بأسلحة نووية ".
ويقول التقرير إن الرد الغربي المحتمل سيصب في مصلحة بوتين. وسيقابل استخدامه النووي الأولي برد أقل من الملائم، مما يدل على الضعف الغربي. وهو ما سيعزز حظوظ بوتين في الداخل.
ويعتقد بوتين أن الحرب في أوكرانيا ضرورية للتغلب على التهديد الوجودي لروسيا الذي يمثله توسع الناتو وجهودها لإنشاء دولة عميلة في أوكرانيا.
وفي هذا السياق- بحسب مجلة ناشيونال إنترست الأمريكية- فإن استخدام الأسلحة النووية له ما يبرره، وكذلك خطر التصعيد الغربي.
aXA6IDMuMTM4LjY5LjM5IA== جزيرة ام اند امز