«فجوة محيرة» في تاريخ البشرية.. أين اختفي الإنسان 20 ألف عام؟
قال خبراء إن الفجوة المحيرة في معرفة مكان وجود الإنسان القديم على مدى فترة 20 ألف عام تقريبا قد تم سدها أخيرا.
حدد الباحثون الهضبة الإيرانية باعتبارها مفترق طرق جغرافي محوري في الهجرة الجماعية المبكرة للإنسان العاقل خارج أفريقيا.
قام فريق دولي من العلماء بتفصيل النتائج التي توصلوا إليها في دراسة بعنوان "الهضبة الإيرانية كانت بمثابة مركز للإنسان العاقل بعد الانتشار الرئيسي خارج أفريقيا"، والتي نشرت في مجلة Nature Communications.
واستنادا إلى الأدلة الجينية والأثرية، يعتقد المؤرخون أن الإنسان العاقل بدأ انتشاره من أفريقيا منذ ما بين 60 ألفا إلى 70 ألف سنة. ومع ذلك يقال إن توسعهم عبر أوراسيا قد حدث قبل 45000 عام، مما جعل الباحثين يتساءلون أين استقروا مسبقا.
وفقا للباحثين، كان من الصعب التوفيق بين المكان الجغرافي للبشر الأوائل خلال هذا الإطار الزمني.
قال مايكل بيتراجليا، المؤلف المشارك للدراسة ومدير جامعة جريفيث: "توفر الدراسة رؤية أكثر تماسكا للماضي القديم، وتقدم نظرة ثاقبة للفترة الحرجة بين التوسع خارج أفريقيا والتمايز بين السكان الأوراسيين".
وأكد أن الفريق قام بتحليل الأدلة الجينومية المتاحة ووجد صلة أجداد بين السكان الحاليين في الهضبة الإيرانية والبشر القدماء الذين استقروا خارج أفريقيا.
وجاء في بيان جامعة جريفيث: "تم اكتشاف مثل هذا التوقيع الجيني بفضل نهج جديد يفكك 40 ألف عام من الاختلاط والأحداث المربكة الأخرى".
وأوضح: "يؤكد هذا الارتباط الجيني أهمية الهضبة كموقع محوري للاستيطان البشري المبكر والهجرات اللاحقة".
فحص الفريق أيضا البيانات المناخية التي أظهرت أن المنطقة كانت موطنا مثاليا للمستوطنين الأوائل، وأكثر قدرة بشكل كبير على الحفاظ على أعداد أكبر من السكان مقارنة بالمناطق في غرب آسيا.
وكتب الباحثون في الدراسة: "علاوة على ذلك، فإن وجود منطقة قابلة للحياة تقع على ضفتي البحر الأحمر وتمتد عبر البحر الأبيض المتوسط يبدو أنها توفر موطنا مناسبا".
وكشفت محاكاة المناظر الطبيعية القديمة ومناخ الهضبة الإيرانية أيضا أنها كانت على ارتفاع أعلى عندما كان البشر الأوائل ينتشرون من أفريقيا، الأمر الذي كان من شأنه أن يمنح السكان ميزة على المناطق المحيطة.
وقال المؤلف الأول للدراسة ليوناردو فاليني من جامعة بادوفا في إيطاليا: "يوضح هذا الاكتشاف جزءا من تاريخ الإنسان العاقل خارج أفريقيا يمتد لـ20 ألف عام، وهو إطار زمني يلقي الضوء على العلاقات بين مختلف المجموعات السكانية الأوراسية، مما يوفر أدلة مهمة لفهم التاريخ الديموغرافي".
وأكد البروفيسور لوكا باجاني، كبير الباحثين في الدراسة: "أن الكشف عن الهضبة الإيرانية كمركز للهجرة البشرية المبكرة يفتح أبوابا جديدة للاستكشاف الأثري، مما يثري فهمنا لرحلة جنسنا البشري عبر القارات ويسلط الضوء على الدور المحوري لهذه المنطقة في تشكيل التاريخ البشري".
aXA6IDE4LjIyMC4xMTIuMjEwIA== جزيرة ام اند امز