التغييرات التي أجراها ترامب في الإدارة الأمريكية، والتي تستهدف إيران، نجد أنها سوف تطال بشكل كبير حلفاء طهران في المنطقة.
حركة التغييرات التي أجراها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الخارجية الأمريكية بإقالة ريكس تيلرسون وتعيين مايك بومبيو المعروف بتشدده تجاه إيران والإرهاب خلفاً له، وتعيين جون بولتون مستشاراً للأمن القومي الأمريكي وهو المعروف أيضاً بتشدده تجاه إيران، فهذه التغييرات الحاصلة داخل الإدارة الأمريكية والتي تشهد عودة تيار الصقور في الواجهة السياسة الأمريكية، وضعت النظام الحاكم في قطر أمام مأزق كبير وجعله يعيش حالة من التخبط والارتباك.
إقالة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون صفعة قوية للنظام في قطر، خاصة أن تيلرسون حاول أن يطرح حلا وسطاً لأزمة قطر تنقذ النظام الحاكم في الدوحة، من خلال التوقيع على مذكرة تعاون لمكافحة الإرهاب بين الدوحة وواشنطن، فقد كانت مساعي السيد ريكس تيلرسون وهو على رأس وزارة الخارجية الأمريكية، والذي يمتلك وجهة نظر تعتبر مغايرة تماماً لوجهة نظر الرئيس ترامب الذي صرح في بداية المقاطعة الرباعية للدوحة بأن عزل قطر هو البداية لنهاية الإرهاب، تهدف بشكل كبير إلى تخفيف الضغط الأمريكي على قطر.
التغييرات التي حدثت في الإدارة الأمريكية يبدو أنها سوف ترفع من سقف مطالب واشنطن للدوحة، فلم يعد الإرهاب وحده على قائمة المطالب الأمريكية، فالمرحلة المقبلة هي مرحلة يمكن وصفها بنهاية السياسات المتناقضة، خاصة مع ولادة موقف أمريكي متشدد تجاه إيران
التغييرات التي أجراها ترامب في الإدارة الأمريكية، والتي تستهدف إيران، نجد أنها سوف تطال بشكل كبير حلفاء طهران في المنطقة ومن بين هؤلاء الحلفاء قطر، والتي سعت لرفع مستوى تحالفها مع إيران لمستويات عالية وصلت حد تجديد الحرس الثوري الإيراني قبل أيام عن دعمه للنظام القطري، ومن هنا يمكن القول إن ما كانت تعول عليه الدوحة من موقف أمريكي لحل الأزمة، والضغط على الدول المقاطعة قد تبخر في ظل وجود قيادات جديدة معروفة بتوجهاتها المتشددة تجاه إيران والإرهاب.
لقد أدركت الدوحة أنها الخاسر الأكبر من حركة التغييرات التي أجراها ترامب في الخارجية والأمن القومي الأمريكييْن، وهذا ما يفسره إصدار قائمة الإرهاب القطرية التي جاءت متطابقة بعض الشيء مع قائمة الإرهاب التي صاغتها الدول المقاطعة، لكن هذه الخطوة من الدوحة لا تعتبر بأي حال من الأحوال مقياساً بمدى جديتها لحل الأزمة؛ لأنها تعد خطوة ناقصة، ولذلك فهذه الخطوة تهدف بالدرجة الأولى لتقديم ورقة لإثبات حسن النوايا للإدارة الأمريكية وخطوة لجس النبض الأمريكي، خاصة أن هذه التغييرات التي أجراها ترامب جاءت قبل زيارة تميم لأمريكا، الأمر الذي أوقع النظام القطري في حالة من التخبط والارتباك، فهذه الخطوة التي تستبق زيارة تميم لأمريكا جاءت في محاولة للتأكيد على عزم الدوحة لمحاربة الإرهاب والتزامها بالمذكرة التي وقعتها مع واشنطن.
التغييرات التي حدثت في الإدارة الأمريكية يبدو أنها سوف ترفع من سقف مطالب واشنطن للدوحة، فلم يعد الإرهاب وحده على قائمة المطالب الأمريكية، فالمرحلة المقبلة هي مرحلة يمكن وصفها بنهاية السياسات المتناقضة، خاصة مع ولادة موقف أمريكي متشدد تجاه إيران، وهو ما يضع النظام في قطر أمام مأزق، وهو الذي عرف بانتهاجه لسياسات متناقضة جمع فيها بين التعاون والتحالف مع إيران وأمريكا، وهو ما سيتعين على الدوحة أن تعيد صياغة سياساتها من جديد، فلم يعد الوقوف في المنتصف أمر مقبولاً، فنحن أمام سياسة أمريكية جديدة ستكون متشددة أكثر "إما أن تكون معي أو أن تكون ضدي".
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة