لا شك أن الشكوى القطرية بشأن انتهاك الإمارات لمجالها الجوي غير صحيحة ومرتبكة، ويمكن الرد عليها رسمياً بالأدلة والقرائن
تواردت الأخبار بأن الدوحة أبلغت مجلس الأمن باختراق مقاتلة إماراتية مجالها الجوي، وأنها تحذّر أبوظبي، الحقيقة أن دولة قطر نعرفها حق المعرفة؛ فقد اعتادت على الكذب والتزوير وتلفيق التهم وادعاء المظلومية والأمثلة على ذلك كثيرة، منها ادّعاء الحصار ومنع الحجاج القطريين من أداء شعائرهم الدينية، وكذلك تم اكتشاف كذبها وزيفها من خلال الشكاوى التي تقدمت بها إلى منظمة الطيران المدني إيكاو ومنظمة التجارة العالمية وادعاء اختراق وكالة الأنباء القطرية إلخ.
إن ما نراه من تصعيد قطري هو غير مبرّر، وهو يؤكد أن ما كان يحدث من نشاط عدواني في الماضي ويحدث في السر وتحت الطاولة بينما اليوم أصبح مكشوفاً ويحدث فوق الطاولة وعلانية، وما نسمعه ونشاهده ما هو إلا أكاذيب قطرية يروّج لها الإعلام ويكذّبها الواقع.
لا شك أن الشكوى القطرية بشأن انتهاك الإمارات لمجالها الجوي غير صحيحة ومرتبكة، ويمكن الرد عليها رسمياً بالأدلة والقرائن، وهي غريبة، فالسؤال الذي يطرح نفسه أين قوات الأتراك وأين قوات إيران عن الرد على هذا الاختراق؟.
إن هذه الدويلة منذ بداية أزمة المقاطعة وهي تعيش مسلسل الاختراقات والأكاذيب والافتراءات وصلت إلى الادعاء باختراق مجالها الجوي كما تقول؟!!
الحقيقة أن ما نراه من تصعيد قطري هو غير مبرّر، وهو يؤكد أن ما كان يحدث من نشاط عدواني في الماضي ويحدث في السر وتحت الطاولة؛ أصبح اليوم مكشوفاً، ويحدث فوق الطاولة وعلانية، وما نسمعه ونشاهده ما هو إلا أكاذيب قطرية يروّج لها الإعلام ويكذبها الواقع.
ربما تعتبر قطر أن هذه السلوكيات المتهورة والهمجية مكسب لها، وأداة ضغط تستغلها لإثبات قوتها وهيبتها، لكن في المقابل فإن هذا السلوك البشع من السلطات القطرية بلغ أشده، فهذه السياسة القطرية مع جيرانها انكشفت في أزمة عزلتها بشكل معلن، ولم يعد هناك ما قد يقال في الخفاء، فهي ترى أن مواردها وثرواتها الضخمة تسمح لها بأن تواصل سياستها العدائية، وألا تعير المفاهيم السياسية والاجتماعية أي اعتبار، متوهمة أن المال القطري دائماً قادر على شراء ما تشاء، فالمال يستطيع شراء أشياء كثيرة، لكنه لا يشتري الهيبة والاحترام والتقدير، وكأنها تنسى أو تتناسى أن الثروة قد تزول بقدرة قادر!
لقد سخّرت قطر أموالها وإعلامها ودبلوماسييها بتأليب الرأي العام العالمي، والمنظمات الحقوقية ووسطاء وممثلي دول وشخصيات نافذة، وصحف وقنوات عالمية، أو من خلال إنشاء ودعم منظمات للهجوم على السعودية والإمارات وبقية الدول المقاطعة بتكثيف الشكاوى والدعاوى، ثم بترويج الشائعات باستغلال بعض الأحداث للدخول منها وتهويلها.
قطر الآن تعمل بأقصى طاقتها في حروب التعبئة الإعلامية وتشتيت الأنظار عن جوهر وأساس المشكلة إلى هوامشها، عبر مجموعة من مرتزقة جماعة الإخوان وأذناب إيران والحرس الثوري، ليس حباً في قطر بقدر ما هو كره للسعودية والإمارات.
وفي النهاية لا بد من التأكيد أن كل المحاولات القطرية الغبية التي انطلقت منذ عشرين عاماً ضد جيرانها، قد فشلت وستفشل لأنها باطلة، وفِي نفس الوقت لثقتنا الكبيرة بقوة وحكمة ورزانة قياداتنا القادرة على وضع الأمور في نصابها الصحيح.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة