اجتماع آل ثاني لإنقاذ قطر ينعش آمال الخلاص من إرهاب الحمدين
مراقبون لـ"بوابة العين": تميم يحمي قصوره بقوات تركية وإيرانية
الشعب القطري يرغب وبقوة في العودة للحضن الخليجي والعربي
أكد مراقبون دبلوماسيون لبوابة "العين" الاخبارية أن اجتماع "شيوخ آل ثاني" لإنقاذ قطر أمس، بقيادة الشيخ سلطان بن سحيم آل ثاني، جاء تعبيراً حقيقياً عن حال الشعب القطري، الذي يرغب وبقوة في العودة للحضن الخليجي والعربي، ويرفض سياسة النظام الحاكم في معاداة أشقائهم وزعزعة استقرار المنطقة.
وترأس الشيخ سلطان بن سحيم آل ثاني، ليل أمس الإثنين، اجتماعاً ضم أكثر من 20 فرداً من آل ثاني في مجلس واحد، هو الأول من نوعه منذ قطع العلاقات مع قطر، من جميع أفرع الأسرة ومن الشخصيات الوقورة والحكيمة.
نموذج للمعارضة
يقول السفير محمد مرسي، آخر سفير مصري في قطر قبل قطع العلاقات، إن مواقف الشيخ بن سحيم ودعوته النظام الحاكم للتراجع عن عناده، أمر لا يختلف عليه اثنان في دولة قطر، معتبرا أنها تعبير حقيقي عن موقف ورأي الشارع القطري، الذي كان ولا يزال يرفض أي سياسة تضر بعلاقة بلاده مع أشقائها في السعودية والإمارات وباقي دول الخليج، أو تعمد إيذاء أي مواطن عربي.
وأوضح السفير مرسي أن اجتماع شيوخ آل ثاني جاء كنموذج حي للمعارضين القطريين، الذين أرادوا أن يثبتوا أنفسهم ووجودهم، والتأثير الجاد على مواقف الحكومة القطرية من أجل التراجع عن سياستها العدوانية واحتضانها للإرهاب.
ودعا سفير مصر السابق في الدوحة المعارضة القطرية إلى تنظيم أنفسها وترتيب أوضاعها بشكل أكثر احترافية، حتى يكون لها تأثير أوضح في ترشيد سياسات النظام الحاكم، منوها بأنها لا تزال بحاجة إلى تنظيم، خاصة إذا كانت تدافع عن مواقف عادلة لديها الحق في الذود عنها.
انقسامات في الدوحة
ويشير اجتماع أمس إلى انقسام كبير داخل الأسرة الحاكمة في قطر، الأمر الذي بات، وفقا لمراقبين، يشكّل خطراً كبيراً على شرعية النظام، إذا ما استمر عناده. يقول السفير أشرف حربي، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، والمستشار بمركز الخليج للدراسات الاستراتيجية، "يوجد انقسام كبير تعيشه الأسرة الحاكمة في قطر؛ فهناك فريق مع تميم وفريق آخر ضده"، معتبرا أنه "استكمال لحلقة تضييق الخناق على النظام القطري الحالي".
ويضيف السفير حربي "الشيخ سلطان بن سحيم عضو مهم جداً له تأثير داخل مجلس الأسرة الحاكمة"؛ متوقعاً أن يكون هناك مزيد من الدعم لهذه الدعوات من جانب مجلس العائلة.
من جهته، يرى محمد المنيسي، سفير مصر الأسبق في الدوحة، أن النظام القطري يعول على الحماية العسكرية الإيرانية والتركية في مواجهة أي أصوات معارضة داخلية، ومنها اجتماعات الشيوخ المناوئين.
ويوضح أن "حاكم قطر يحيط نفسه حاليا بأكثر من 30 ألف جندي تركي عالي التدريب لحماية قصوره من الخارج، في حين يحميه من الداخل نحو 180 جنديا من صفوة قوات الحرس الثوري الإيراني"، "ومن هنا لا ينظر إلى المعارضين وصحة موقفهم، بقدر ما يحصن نفسه عسكريا لحماية كرسيه"، على حد قوله.
وكان الشيخ بن سحيم قد هنأ في كلمته أمس الشعب القطري باليوم الوطني، مؤكداً أن الاحتفال الحقيقي سيكون يوم تعود قطر لعروبتها وحضنها الخليجي، وأن أبناء قطر في الداخل والخارج سيعملون معاً.
وخلال الاجتماع دعا الشيخ بن سحيم قطر للعودة إلى عروبتها ونسيجها الخليجي، مشدداً على أنه "من يضر بقبائل قطر يضرنا جميعاً".
وأضاف "جدودنا لم ينقضوا العهود ولن يغدروا بجيرانهم، وقطر لن تكون خنجراً مسموماً لجيرانها، سندافع عن جيراننا ومحيطنا العربي".
وقطعت الدول الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات ومصر والبحرين) في يونيو/حزيران الماضي (تبعها دول عربية أخرى) جميع علاقاتها مع قطر لدعمها الإرهاب في المنطقة وتمويل جماعات متطرفة.
وخلال الأشهر الماضية رفضت الدوحة الاستجابة للمطالب العربية لاستعادة العلاقات معها، وكل جهود الوساطة العربية والدولية لحل الأزمة، معتمدة على تحالفها مع النظام الإيراني المعادي لدول الخليج.
aXA6IDMuMTQ1LjE2My4xMzgg جزيرة ام اند امز