الأيام المقبلة ستكون حافلة بالمزيد من الإخفاقات التي كان يسعى نظام الحمدين إلى التغطية عليها من خلال منظومته الإعلامية الإخوانية
أكثر ما يسيء في القنوات الإعلامية، خاصة التي تعمل على إظهار برامج تندرج تحت بند دس السم في الدسم، خروجها عن الواقع وابتعادها عن الحقيقة، وما يثير الحفيظة تلك البرامج الحوارية كالتي تقدمها بعض القنوات العربية أو المستعربة، لتعلّم كيف يكون الحوار وإذا بها ترجع بنا إلى العصور الجاهلية رغم ادعائها بأنها تسلك السبيل الصحيح وتكون النتيجة خلق توترات واشتباكات دبلوماسية بين أطراف عربية.
الأيام المقبلة ستكون حافلة بالمزيد من الإخفاقات التي كان يسعى نظام الحمدين إلى التغطية عليها من خلال منظومته الإعلامية الإخوانية وعلى رأسها قناة الحقد والتطرف "الجزيرة" التي تستمر ببث وترويج كل ما يشوه نظرة العالم إلى المجتمعات العربية والإسلامية
وتعد الجزيرة بوق القاعدة على امتداد الساحات التي تشكل بؤراً إرهابية مدعومة قطرياً وتتناغم قناة الجزيرة مع العديد من القنوات الفضائية التي تبث برامجها الحوارية ليس بسلوك الحوار والمحاورة المهنية الصحيحة إنما غايتها تكريس وتعميق الانقسام العربي من خلال تصعيد القضايا والأزمات بين دول المنطقة، فما حاجتنا لإجراء حوارات غير دقيقة وقاتلة ومتناقضة ونحن قوم يقوم إرثهم على مفهوم حضاري عماده "وجادلهم بالتي هي أحسن" بمعنى أن تلك المجادلة والمماحكة الفكرية والعقلية هي اعتراف صريح بالآخر.
والمجادلة الأحسن ذات الأسلوب الأخلاقي والمهني الصحيح هي السلوك الأمثل والنموذج الأجدى والأفضل للحوار الذي يمثل خروجاً عن ثقافة الرأي الواحد، بيد أن لهذه الثقافة ضوابط أدبية وإنسانية وأخلاقية وتقاليد حضارية ولا يمكن الابتعاد عنها مهما كانت مضامين تلك اللقاءات والحوارات فهي مشروطة أن تكون بعيدة عن الصراخ والتشنجات والعصبيات المتنافرة، ولأن الصوت العالي ليس دائماً هو صوت الحق، ولأن لهجة التنابز والتشاحن والتباغض والتحريض دليل عجز الشخص عن تقبل الآخر.
ويبقى مقدم البرنامج محافظاً على دوره كحكم في حلبة ملاكمة لفض الاشتباك فيما بعد، والمطلوب الحوار الهادئ الرزين البعيد عن لغة الهراوات والاشتباكات المرفوضة في الأساليب الإعلامية، وبطبيعة الحال قناة الجزيرة تركز على الانتهاكات الداخلية في العديد من الدول العربية كما تدخلت في شؤون ليبيا والعراق وسوريا ومصر، وفي مسائل ذات الطابع الحقوقي من قِبل المنظمات الحقوقية أو استدعاء عناصر تنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين أو قوى المعارضة أو الجماعات الإسلامية السياسية الأخرى.
الأيام المقبلة ستكون حافلة بالمزيد من الإخفاقات التي كان يسعى نظام الحمدين إلى التغطية عليها من خلال منظومته الإعلامية الإخوانية وعلى رأسها قناة الحقد والتطرف "الجزيرة" التي تستمر ببث وترويج كل ما يشوّه نظرة العالم إلى المجتمعات العربية والإسلامية، من خلال لعبة مزدوجة دنيئة تقوم على إعداد مواد تستهدف الواقع الداخلي للدول وهذا النهج متأصل في قناة الإخوان والفتن، وغايتها تحريض شباب الجاليات العربية الموجودة في بقاع شتى من العالم على الأنظمة والقوانين، وسلخهم عن الدول التي قامت باحتضانهم تمهيداً لجعلها منبوذة بالنسبة إليهم.
وتتبع هذه القناة البعيدة عن فضيلة الحق والحقيقة أساليب تضليلية وتروّج لما يوحي لها النظام القطري من خلال قيام جمعيات ومؤسسات في هذه الدول التي تعمل تحت غطاء مجتمعي أو خيري، باحتضان هؤلاء الشباب وغسل أدمغتهم وتحويلهم إلى الفكر المتطرف والإخواني ليتم إلحاقهم بعدها بمليشيات النظام الإرهابية في دول مثل ليبيا وسوريا والصومال، وإلى ذلك لم تتوقف قطر عن مواجهة مخاوفها الأمنية بتوقيع اتفاقيات عسكرية وصفقات أسلحة، ارتفعت وتيرتها منذ قرار المقاطعة العربية.
الحرية الإعلامية على الطريقة الغربية هي وجه جديد لاستعمارٍ قديم جديد بآنٍ معاً والغاية نشر الأفكار التضليلية، وسلوك قناة الجزيرة وأمثالها من المؤسسات الإعلامية الإقليمية والدولية باتجاهاتها نحو تصعيد الخلافات وتأليب المواقف المتباينة بين الدول العربية والإسلامية والعزف على أوتار الطائفية والعرقية والتيارات السياسية والدينية.
قناة الجزيرة تزرع الأحقاد والضغائن وليست حيادية ولا موضوعية إطلاقاً في تعاملها مع الآخر، وغايتها التحريض وخلق المشاكل بين دول العالم، وما تجريه من حوارات وتغطيات واستطلاعات ميدانية وإخبارية تثير تساؤلات عديدة مفادها أنها تبرز أفكار الجماعات الإسلامية المتطرفة الراديكالية ابتداء من تنظيم القاعدة وكل الحركات الجهادية إلى لقاءات مع شخصيات عنصرية صهيونية تكون قد أفرغت لتوها حقدها ورصاصها في قلوب الأطفال والأبرياء في الأراضي العربية الفلسطينية.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة