قطر المعروف عنها أنها تمارس الإرهاب عبر الوساطات التي تتخذ منها سبيلا وطريقا لتمويل الجماعات الإرهابية بطريقة مقننة
لا شك أن الجنون القطري وتناقضاته وممارسة الإرهاب بكل أشكاله وأنواعه، الذي جعلها مرتعاً لكل مرتزق وكالمغناطيس لكل مشبوه وخائن لوطنه على مستوى العرب والمسلمين، لم يتوقف وربما لن يتوقف بسهولة في ظل التغاضي العالمي لأسباب أصبحت معلومة ومعروفة للجميع بدون استثناء، فهي تعتبر هذه السلوكيات المتهورة والهمجية مكسبا لها، وأداة ضغط تستغلها لإثبات قوتها وهيبتها، في ظل استثمار أموالها لخدمة هذا الجنون بدلا من دعم التنمية والاستقرار والرخاء في العالم وتبني مبدأ الخير والسلام والأمان، لا طريق صناعة الشر وبث الفتنة والفوضى والاضطرابات في المنطقة، ما جعلها تعمل بأقصى طاقتها في حروب التعبئة الإعلامية وتشتيت الأنظار عن إرهابها وجنونها إلى تشويه الدول المقاطعة لها، تساعدها في ذلك خبرتها وجيش عريض من الإخوان وأذناب إيران وبعض اليساريين، فلن تجد إرهابا أو دعوة إلى الإرهاب إلا وتجد لقطر يدا فيها، والعالم يعي ذلك. لكن المال الذي تحاول وتتوقع أنها من خلاله تستطيع أن تصنع التاريخ وتغير الجغرافيا، استطاع أن يخرس الألسنة ويعمي الْأَبْصَار ويعمي الْقُلُوب ويستر العيوب.
أعتقد أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلغاء محادثات السلام مع طالبان في الدوحة ضربة موجعة للوساطة القطرية، لا سيما بعد اعتراف الجماعة بالعمليات الإرهابية التي حدثت مؤخرا وإزهاق المزيد من أرواح الأمريكيين، وهو ما سيجعل أي تمويل أو تعاطف قطري مع طالبان عداء للأمريكان
تعودنا من قطر ونظامها العدواني التلون وأنهم يقولون ما لا يفعلون، وتدعي القيام بأعمال أكبر من حجمها هي في الأصل تنافي وتناقض سياساتها ومشروعها، فما يفعله ويمارسه هذا النظام في الصومال من إرهاب اتضح جليا للعالم رغم ادعائها دعم الحكومة الصومالية، فهو يمارسه في أفغانستان وفي عاصمتها كابول من خلال دعم جماعة طالبان وغيرها لتقويض الأمن ولتفريخ وصناعة شخصيات على غرار أسامة بن لادن والظواهري وغيرهما.
قطر المعروف عنها أنها تمارس الإرهاب عبر الوساطات التي تتخذ منها سبيلا وطريقا لتمويل الجماعات الإرهابية بطريقة مقننة، مارسته في اليمن وسوريا والعراق ولبنان وغزة وحاليا تمارسه في أفغانستان، وما استضافة المفاوضات الأمريكية في العاصمة القطرية الدوحة إلا جزء من ممارسة هذا الدور –المزيف- الذي تدعي من خلاله الدعوة إلى الحوار بين الأطراف الأفغانية، فمن يدعم ويمول الإرهاب لا يمكن أن يكون جزءا من السلام والحوار (فالغراب لا يمكن أن يتحول فجأة إلى حمامة سلام).
وما تصريح المتحدث باسم الرئاسة الأفغانية عبر قوله "طالبان تقتل الشعب الأفغاني بأوامر من قطر" إلا تأكيد على تناقض الدور القطري وأن أفعالها تنافي أقولها، وأن مكتب طالبان في الدوحة وضع للتآمر والتخطيط والتفجير لما يحدث في العالم الإسلامي من عمليات إرهابية وبتمويل قطري، وأنها الأب الروحي لهذه الجماعات ومن خلال قلب كابول تصل لقتل العالم والأبرياء.
لهذا أعتقد أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلغاء محادثات السلام مع طالبان في الدوحة ضربة موجعة للوساطة القطرية، لا سيما بعد اعتراف الجماعة بالعمليات الإرهابية التي حدثت مؤخرا وإزهاق المزيد من أرواح الأمريكيين، وهو ما سيجعل أي تمويل أو تعاطف قطري مع طالبان عداء للأمريكان ومشاركة في قتلهم.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة