باحث سعودي: الدوحة وطهران وبيونج يانج.. ثالوث الإرهاب والفوضى
باحث سعودي يقول إن الدوحة تساعد نظام بيونج يانج الوحشي من خلال توظيف مواطنيه وجنوده في ظروف ترقى إلى الاسترقاق.
حذر الباحث السعودي سلمان الأنصاري، من أن قطر تشكل مع حليفتها إيران والنظام الكوري الشمالي ثالوث الإرهاب والفوضى الذي يسعى إلى زعزعة الاستقرار العالمي.
وفي مقال رأي نشره موقع "ذا هيل" المعني بأخبار الكونجرس، قال الأنصاري، وهو مؤسس ورئيس لجنة شؤون العلاقات العامة السعودية الأمريكية (سابراك)، التي تتخذ من واشنطن مقرا لها، إن الدوحة تساعد نظام بيونجيانج الوحشي من خلال توظيف مواطنيه وجنوده في ظروف ترقى إلى الاسترقاق.
- توقف طرح فرص عمل جديدة في قطر يهدد العمالة الأجنبية
- عقوبات أمريكية مرتقبة ضد إيران وروسيا وكوريا الشمالية
وأشار إلى أن نظام كوريا الشمالية الذي يقوده كيم جونغ أون يخضع حاليًا لعقوبات دولية، حيث يواصل تحدي الدعوات لإنهاء برامجه النووية والصاروخية، غير أن العملة الأجنبية التي تحصل عليها القوى العاملة في قطر، تمثل أداة حاسمة لدعم الاقتصاد الهش للبلد المعزول.
وأوضح أن ما يصل إلى 3 آلاف عامل مهاجر من كوريا الشمالية يعملون في مواقع بناء كأس العالم 2022 حتى الوقت الراهن على الرغم من إجراءات المجتمع الدولي، ومنذ أن منحت فيفا تنظيم كأس العالم 2022 لقطر، بدأ تدفق العمال بشكل ثابت على قطر، التي تخضع الآن للتدقيق بشأن دعمها للتطرف والإرهاب، كما تدعم الدوحة كوريا الشمالية من خلال السماح لعمالها بالقدوم للعمل في مدينة لوسيل، موقع استضافة نهائيات كأس العالم
ولفت إلى أن العلاقة بين قطر وكوريا الشمالية ظهرت بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول، وشهدت نشاطاً كبيراً منذ عام 2003 وحتى الآن، حيث تعاقدت شركات البناء المحلية مع العمال الكوريين الشماليين عبر شركات توظيف كورية شمالية في قطر تشمل: "سودو كونستركشن"، و"جونميونج كونستركشن"، و"نامغانغ كونستركشن"، و"جينكو".
ويدير هذه الشركات مكتب البناء الخارجي في كوريا الشمالية، وبعض هؤلاء العمال هم جنود أرسلتهم كوريا الشمالية لكسب النقود لقوات بيونجيانج العسكرية، وقد دخلت كل من "سودو" و"جونميونج" أول مرة إلى قطر في عام 2003، تلتهما "جينكو" في عام 2010، حسب الكاتب.
واعتبر أن تشغيل شركات التوظيف نحو 3 آلاف من العمال الكوريين الشماليين في أعمال الرصف وبناء المباني، قبل منح كأس العالم 2022 لقطر في عام 2010 يوضح فقط عمق الروابط بين الدوحة وبيونجيانج.
وأضاف: يأمل العمال الكوريون الشماليون في تحصيل عائداتهم عند عودتهم إلى كوريا الشمالية، لكن وفقا لشهادات معارضين وخبراء، يحصل العمال على 10٪ من رواتبهم عندما يعودون إلى ديارهم، ولا يحصل معظمهم على أي شيء، حيث قال أحد العمال الكوريين الشماليين في موقع بناء وسط الدوحة: "نحن هنا لكسب العملة الأجنبية لبلدنا".
غير أنه، وفقا للكاتب، في ظل نظام عمل الكفالة في الدوحة، فإن هؤلاء العمال الكوريين الشماليين هم عبيد لأرباب العمل وعبيد لدولة قطر، والكوريون الشماليون الذين يجدون أنفسهم بلا عمل لا يغادرون على النحو الذي ينص عليه القانون؛ وفي معظم الحالات يتحولون إلى بيع الكحول المهرب لجمع الأموال لبيونجيانج كجزء من شبكة غير مشروعة لدعم الاقتصاد الكوري الشمالي.
وتابع الأنصاري: بعبارة أخرى، فإن كل دخل العمالة المستمدة من هؤلاء العبيد القطريين يذهب مباشرة إلى برنامج بيونجيانج النووي والصاروخي القاتل، وبمعنى آخر فإن قطر إلى جانب حليفتها إيران، التي تخضع برامجها النووية والصاروخية للعقوبات، يبدو وكأنها تشكل ثالوث الإرهاب والفوضى لزعزعة الاستقرار العالمي.
وأردف: على الرغم من أن الصين وروسيا تقتربان من كوريا الشمالية بشكل مختلف عن الولايات المتحدة، لكن العلاقة المشتركة بينهما هي قطر، فقط عندما تضع الصين وروسيا والولايات المتحدة كلا من قطر وإيران وكوريا الشمالية في صندوق العقوبات نفسه سوف تتغير نتيجة السلوك.
ومضى قائلا: من المثير للاهتمام أن هذه الحقيقة كانت مشكلة العمل الدولي ضد إيران وكوريا الشمالية منذ البداية، حيث يتم التعامل مع إيران وكوريا الشمالية بشكل منفصل بسبب الجغرافيا، في حين أنه يجب التعامل مع طهران وبيونجيانج على أنهما نفس المشكلة: فالبلدان يتقاسمان التكنولوجيا؛ لا سيما في مجال الصواريخ حيث تكون هذه المعرفة واضحة في تطوير أنظمة الأسلحة في البلدين أثناء الاختبارات، وهذا الاتصال منذ عقود.
وزاد: مما لا شك فيه أن الدوحة تساعد كلا من طهران وبيونجيانج على تحقيق أهدافهما بمواصلة سياسة المعاندة، وعلى وجه التحديد، في حالة قطر، فإن تدخلها من خلال مواقفها العديدة بشأن مختلف القضايا الإقليمية يسجل في مراحل مختلفة، وساهم في تصعيد الأزمات الإقليمية وتدهور العلاقات مع بلدان الخليج الأخرى، وكوريا الشمالية ليست استثناء من هذه المجموعة الناشئة من الأدلة.
واختتم بالقول: ما يحتاج القراء معرفته هو أن عناد قطر لا يتعلق فقط بالإرهاب أو التهديد، حيث يقوض الأمير تميم ودولة قطر النظام الدولي على نطاق أوسع بكثير مما سبق توثيقه.
وبالإضافة إلى ذلك، تستطيع قطر تسليح العمال الكوريين الشماليين، لا سيما رجال الجيش، الذين يعملون في الدوحة، والعمال الكوريون الشماليون يمكن أن يخدموا في حماية الدولة القطرية كما تفعل تركيا الآن. وبصفة، عامة فإن أخوة الدوحة وطهران وبيونجيانج تشكل خطراً علينا جميعاً، وتتطلب اتخاذ إجراءات منسقة من جانب المجتمع الدولي للتخلص من هذا الشر.
aXA6IDMuMTcuMTY2LjE1NyA= جزيرة ام اند امز