قطر بأسبوع.. "الحمدين" يستقبل عام عزلته الثالث بجرائم جديدة
تزامن الأسبوع المنقضي مع مرور عامين على مقاطعة الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، قطر لدعمها الإرهاب، ودخول الأخيرة عام عزلتها الثالث
تزامن الأسبوع المنقضي مع مرور عامين على مقاطعة الدول الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) قطر لدعمها الإرهاب، ودخول الأخيرة عام عزلتها الثالث.
عامان نجحت خلالها دول الرباعي العربي في كشف حقيقة تنظيم "الحمدين" الحاكم في قطر أمام العالم ومحاصرة إرهابه وكشف ولائه لنظام الملالي في طهران، وتآمره على دول المنطقة، وارتكابه العديد من الانتهاكات في حق شعبه.
عامان حقق فيها الرباعي العربي نجاحا تلو النجاح على مختلف الأصعدة، ومني تنظيم "الحمدين" بعزلة إقليمية ودولية وهزائم وفضائح وخسائر في مختلف المجالات، كما تمت إحباط مؤامراته لتدويل الحرمين.
ودخل تنظيم "الحمدين" العام الثالث للمقاطعة، بتجديد ولائه لتنظيم الملالي وارتكابه انتهاكات جديدة بحق مصريين مقيمين في الدوحة، فيما انتفض عدد من ضحايا إرهاب التنظيم لمحاسبته ومقاضاته محليا ودوليا على جرائمه.
كل ما انتهجته قطر من سياسات وما تكشف لاحقا من حقائق يدعم موقف الرباعي العربي في قرار المقاطعة، ويؤكد قوة موقفها.
عامان من العزلة والفشل والخسائر
وصادف يوم الأربعاء الماضي ذكرى مرور عامين على مقاطعة قطر، حيث ألعنت الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب في 5 يونيو/حزيران 2017 قطع العلاقات الدبلوماسية وخطوط النقل مع قطر بسبب إصرارها على دعم التنظيمات الإرهابية في المنطقة والعالم، وتنظيم الحمدين يعيش في عزلة عربية وخليجية ودولية على مدار عامين.
وتمثلت أبرز تجليات تلك العزلة في غياب أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني عن 5 قمم استضافتها السعودية على مدار عامي الأزمة، حيث غاب عن القمة العربية الـ29 في مدينة الظهران السعودية قبل نحو عام، والقمة الخليجية في الرياض ديسمبر/كانون الأول الماضي.
كما غاب عن القمتين العربية والخليجية الطارئتين في مكة 30 مايو/أيار الماضي، ثم عن القمة الإسلامية العادية الـ14 التي عقدت في مكة يوم ٣١ مايو الماضي.
أيضا تجلت تلك العزلة في القمم التي حضرها تميم وظهر فيها معزولا، لذا هرب منها بعد حضوره لدقائق بها كما حدث في القمة العربية الثلاثين في تونس نهاية مارس/آذار الماضي والتي غادرها بعد دقائق من انطلاقها، كما حدث في القمة العربية التنموية في بيروت يناير الماضي، إذ حضرها تميم لدقائق بأوامر إيرانية دعما لحزب الله الإرهابي.
ويرى خبراء أن تفويت قطر فرصة المشاركة في القمم الخمس التي استضافتها السعودية على أهميتها، خصوصا قمم مكة الثلاث التي عقدت قبل أيام في وقت تواجه فيه المنطقة تهديدات وتحديات خطيرة أمنية وسياسية من قبل حليفتها إيران، يشير بشكل واضح إلى ضياع البوصلة السياسية لنظام الحمدين، وفقدانه سيادته، وانحيازه لحلفائه (تركيا وإيران) ضد أمن واستقرار المنطقة.
ودللوا على ذلك بقيام قطر بالتحفظ علي البيانين الختاميين للقمتين الخليجية والعربية الطارئتين، اللتين عقدتا في مكة مساء الخميس 30 مايو/أيار الماضي، رغم عدم إبدائها أي معارضة آنذاك، وذلك بعد 3 أيام من إقرارهما، في سابقة مخزية في الأعراف الدبلوماسية.
وفي أحدث صور الغدر التي وقعت بالتزامن مع مرور عامين على مقاطعة قطر استغل تنظيم "الحمدين" الدعوة التي وجهتها المملكة لقطر للمشاركة في قمم مكة، وقام بتدبير مؤامرة جديدة، الأمر الذي يثبت صحة موقف الرباعي العربي باستمرار مقاطعتهم للدوحة، التي لم تغير سياساتها الداعمة للإرهاب.
واستغل رئيس وزراء قطر عبدالله بن ناصر وجوده على رأس وفد بلاده في مكة للمشاركة في القمم العربية والخليجية والإسلامية، والتقط صورة له من مقر إقامته الذي يطل على الحرم المكي، يظهر فيه وهو ينظر من النافذة، بينما يؤدي ضيوف الرحمن ومن بينهم قطريون العمرة في المسجد الحرام.
وبعد عودته إلى بلاده قام إعلام "الحمدين" وذبابه الإلكتروني بنشر الصورة والترويج، لأن رئيس الوزراء رفض أداء العمرة تضامنا مع القطريين الذين يزعمون كذبا أنهم محرومون من أداء العمرة.
مؤامرة رئيس وزراء قطر جاءت بعد فشل وسائل الإعلام التابعة لتنظيم الحمدين وذبابه الإلكتروني في حملة تستهدف ترهيب القطريين من أداء العمرة خلال شهر رمضان 1440هـ/2019م، بالتزامن مع إعلان السعودية ترحيبها بالقطريين لأداء العمرة، وتيسيرها كل الإجراءات لأدائهم العمرة واستثنائهم من التسجيل الإلكتروني.
وبعد سقوط القناع الذي يخفي خلفه وجوه التآمر والخيانة على العرب والمسلمين، أحد أبرز ثمار مقاطعة الرباعي العربي الداعي لمكافحة الإرهاب لإمارة الشر "قطر".
فلم يكن أحد بحال من الأحوال يتخيل أن تصل أحقاد تنظيم "الحمدين" الحاكم في قطر على السعودية إلى تبني موقف إيران والمطالبة بتدويل الحرمين، ونسج المؤامرات وتدبير الحملات وإطلاق الأكاذيب لتحقيق هذا الهدف، وسط فشل تلو آخر.
ولاء لطهران.. تخاذل مستمر
وفي تأكيد جديد على ارتهان النظام القطري بمصالح نظام ولاية الفقيه المسيطر على حكم طهران، طلب تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر من الرئيس الإيراني حسن روحاني الأربعاء الماضي توسيع العلاقات بين البلدين في كافة المجالات، وفقا لوسائل إعلام رسمية.
وهاجم روحاني في اتصال هاتفي مع تميم، وفقا لموقع الرئاسة الإيرانية، القمتين الخليجية والعربية اللتين عقدتا نهاية مايو/أيار الماضي في مكة المكرمة، معربا عن تأييد بلاده سياسات الدوحة التي تطالبها منذ عامين دول الرباعي الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية، الإمارات، البحرين، مصر) بالتخلي عن دعم التنظيمات الإرهابية والأنظمة السياسية المعادية لدول الجوار.
ورحب روحاني بموقف الدوحة الذي وصف مراقبون بـ"المتخاذل" بعد تراجعها عن تأييد بنود القمتين (الخليجية والعربية) التي أجمعت على ضرورة وجود ردع عالمي للسلوك الإيراني العدائي إقليميا ودوليا.
فوائد عديدة
يعد تساقط عملاء وجواسيس نظام "الحمدين" وفضح مؤامراته من أبرز الفوائد التي حصلت عليها المنطقة والعالم جراء المقاطعة.
وحلت الذكرى الثانية لمقاطعة قطر في وقت يقضي فيه عدد من عملاء "الحمدين" عقوبة السجن، فيما يتم ملاحقة عملاء آخرين في دول أخرى، وفي دول ثالثة تم سقوط القناع عن عملائه وجواسيسه.
وأيدت محكمة التمييز البحرينية، في الـ28 من يناير/كانون الثاني الماضي، حكما بالسجن المؤبد (25 عاما) ضد علي سلمان أمين عام جمعية الوفاق المنحلة، واثنين من مساعديه بتهمة "التخابر مع قطر وإفشاء وتسليم أسرار دفاعية".
أيضا قضت إحدى محاكم البحرين في شهر فبراير/شباط الماضي بالسجن لمدة تتراوح بين 5 و3 سنوات بحق متهمين اثنين لحصولهما على تمويل من وزير قطري سابق بهدف "الإضرار بمصالح مملكة البحرين".
وفي إطار ملاحقة عملاء قطر، أصدر مدير مكتب التحقيقات بمكتب النائب العام الليبي الصديق الصور، 3 يناير/كانون الثاني الماضي، مذكرة بالقبض وضبط وإحضار عدد من الأشخاص، من بينهم عميل قطر الأول الإرهابي عبدالحكيم بلحاج أمير الجماعة الليبية المقاتلة.
أما في الصومال، فيزداد الغضب الشعبي من السيطرة المطلقة لعميل قطر الإرهابي فهد ياسين مدير القصر الرئاسي ونائب رئيس جهاز المخابرات على مقاليد أهم الأجهزة الأمنية في البلاد.
وقبل أيام قام الداعية السعودي عائض القرني والمعارض السعودي السابق كساب العتيبي بفضح تآمر قطر على بلادهما، وكيفية تجنيدها الدعاة، وتمويلها للمؤامرات، وتوظيف "الجزيرة" فيها، لتؤكد ما سبق وكشفته دول الرباعي العربي.
وما بين المحاكمات وتكشف المؤامرات فضح النظام القطري ذلك اللقاء الحميمي في مطار "كيغالي" الرواندي، في شهر أبريل/نيسان الماضي، الذي جمع أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني مع أبرز المطلوبين على لائحة الإرهاب في موريتانيا، المصطفى ولد الإمام الشافعي.
أيضا كان من فوائد المقاطعة فضح تلك العلاقة بين تنظيم "الحمدين" ونظام أردوغان في تركيا، في دعم وإيواء الإرهابيين المطلوبين لدى بلدانهم.
وجاءت الذكرى الثانية للمقاطعة، بعد شهرين من نشر كتاب جديد يحمل اسم "أوراق قطر"، يفضح تمويل تنظيم الحمدين الحاكم في الدوحة للإرهاب في أوروبا عبر مؤسسة "قطر الخيرية".
أيضا نجحت مقاطعة قطر في الكشف عن الأدوار المشبوهة المكلفة بها "الجزيرة" وأخواتها من قبل تنظيم "الحمدين"، وتوظيفها لتسويق أجندته العدائية الداعمة للإرهاب ونشر الفتنة والاضطرابات في المنطقة.
أحدث الخطوات ضد "جزيرة الفتنة" اتخذتها السلطات السودانية قبل أسبوع، بإغلاقها مكتب قناة الجزيرة بالخرطوم وسحب الترخيص الممنوح لها لمزاولة العمل.
الخطوة السودانية جاءت بعد أيام من قيام قناة "الجزيرة" القطرية بوقف اثنين من صحفييها عن العمل، إثر تقرير أغضب الحكومة الإسرائيلية.
والخطوتان يتزامنان مع رفض متنامٍ لقناة "الجزيرة" القطرية وغضب شعبي عارم من تغطيتها المثيرة للفتنة، وانحيازها ضد مصالح الأمة العربية والإسلامية والشعوب الخليجية، ودعمها المتطرفين والإرهابيين.
لوكيربي جديدة.. عام الحساب
وفي مستهل عام عزلتها الثالث، ينتظر أن يدفع تنظيم الحمدين ثمن جرائمه ودعمه الإرهاب.
وتنظر محكمة مصرية 20 يونيو/حزيران الجاري دعوى قضائية لأسر 5 من شهداء العمليات الإرهابية؛ لمقاضاة نظام "الحمدين" بقطر، ومطالبته بتعويض قدره 150 مليون دولار، جراء تورطه في دعم وتمويل الإرهاب.
وأقامت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان (خاصة) في يوليو/تموز 2018 دعوى قضائية للمطالبة بتعويض أسر وأهالي ضحايا العمليات الإرهابية من قبل النظام القطري لدعمه التنظيمات الإرهابية، وفي فبراير/شباط أجلت محكمة جنوب القاهرة نظر الدعوى إلى جلسة 20 يونيو الجاري.
وطالبت الدعوى القضائية بدفع مبلغ تعويض قدره 150 مليون دولار لـ5 أسر من شهداء العمليات الإرهابية، بسبب الأضرار المادية والمعنوية التي لحقت بهم.
وفي تصريحات سابقة لـ"العين الإخبارية"، قال حافظ أبوسعدة رئيس المنظمة إنهم طالبوا خلال الجلسة الأخيرة للقضية في فبراير 2019 بإدخال رئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم وقناة الجزيرة الفضائية للقضية، لتورطهما في التحريض ضد أفراد الجيش والشرطة المصرية.
وأكد أبوسعدة -الذي يشغل أيضا عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر (حكومي)- أن الدعوى تتضمن ما يثبت تورط النظام القطري بدعم وتمويل تنظيمات إرهابية في مصر منذ عام 2012 حتى الآن.
وأوضح الحقوقي المصري البارز أن دعوى التعويضات للمنظمة تستند إلى نموذج حادث "لوكيربى"، حين تم إلزام ليبيا بدفع تعويضات لأسر ضحايا حادث سقوط طائرة أمريكية فوق بلدة لوكيربي في اسكتلندا عام 1988.
شكوى دولية
أيضا على صعيد محاسبة تنظيم الحمدين على جرائمه، قال شريف إسماعيل، المتحدث الرسمي باسم الشبكة الدولية (تحالف) الحقوقية، إن الشبكة تعتزم عرض أزمة اعتقال قطر مصريين اثنين منذ 7 أشهر بلا تهم، على مجلس حقوق الإنسان بجنيف.
وأضاف إسماعيل، في تصريحات سابقة لـ"العين الإخبارية"، أن "مصادر مقربة من المصريين علي محمد سالم ووليد عبدالعزيز أبلغت المنظمة الأفريقية للتراث وحقوق الإنسان (عضو الشبكة الدولية "تحالف" الحقوقية) باختفاء مصريين اثنين منذ 7 أشهر دون علم أسرتيهما بأي معلومات تفيد جهة الاعتقال أو أسبابه".
وأوضح المتحدث أن الشبكة تعتزم عرض ملف القضية أمام الدورة الـ41 لمجلس حقوق الإنسان المقرر انعقادها في جنيف، خلال الفترة من 24 يونيو/حزيران الجاري وحتى 12 يوليو/تموز المقبل.
وأشار إلى أن ملف التعذيب والاختفاء القسري في قطر سيتم تقديمه بالكامل أمام الدورة المقبلة لمجلس حقوق الإنسان.
aXA6IDMuMTM1LjIwNC40MyA= جزيرة ام اند امز