ما تفعله قطر وما يبدو أنها لن تتوقف عنه، هو محاولتها وعبثها المستمر بالركائز والقيم السياسية والأمنية والاستراتيجية في المنطقة العربية.
يبدو أن قطر تتقدم خطوة أكبر من إمكاناتها، وذلك باتجاه قضية شائكة تتعلق بمحاولة العبث مرة أخرى بالأمن القومي العربي كله هذه المرة، ولعل السؤال هنا يقول: ما الذي يدفعنا إلى قول هذه الحقيقة عن قطر؟ الإجابة ليست غائبة، فهي في أذهان الجميع ولكن قبل ذلك لابد أن نتحدث عن مرتكزات مهمة تخص الدور القطري في المنطقة خلال العقدين الماضيين.. قطر تمتلك رصيدا سلبيا سجلته الذاكرة العربية عندما دعمت الثورات العربية التي أدت بالدول العربية إلى الدمار والفوضى التي يشهدها العالم اليوم.
على الجامعة العربية بقيادة دول المقاطعة أن تعيد العمل السياسي تجاه قطر للواجهة الإعلامية، وأن يتم تكثيف العمل السياسي والإعلامي لمناقشة القضية في عمقها وتهديداتها وأثرها المباشر على الأمن القومي العربي، بالإضافة إلى إشراك الشعوب العربية إعلاميا لتقييم الوضع
لم يكن هناك إجابة من الداخل القطري لماذا تفعل ذلك قطر؟ ولماذا تتصرف بشكل إمبراطوري؟ مع أن مساحتها بالكيلومترات وسكانها أقل بكثير من سكان منطقة الأحساء السعودية القريبة منها، بالإضافة إلى تناقضات سياسية صارخة، فمثلا يصرح أمير قطر السابق عندما سئل عن سبب دعم قطر للثورات العربية بقوله: "لقد وقفنا مع الشعوب لأنها كانت تريد الحرية والكرامة، وأعتقد اخترنا الخيار الصائب عندما وقفنا مع الشعوب"، هذا التصريح سيكون مقبولا لو أن رئيس دولة ديمقراطية قاله عن دولته، ولكن أن تكون قطر مصدر الحريات والديمقراطيات وداعما لها فهذا أمر مختل منطقيا وغير مقبول.
بالأمس القريب أعلنت قطر عن انسحابها من منظمة الدول المصدرة للنفط، ومع أن هذا الانسحاب اقتصاديا وتسويقيا لن يكون له أي أثر اقتصادي كون قطر من أاقل الدول المنتمية إلى هذه المنظمة في كمية الإنتاج، ولكن لماذا هذا التوقيت؟ ولماذا تتخلى قطر عن عضوية هذه المنظمة بعد أكثر من خمسة عقود من الزمان حيث لم تكن قطر خلال هذه المدة تنتج أكثر مما تنتجه اليوم؟
أليس ذلك مؤشرا على نوايا عميقة للعبث بالأمن القومي العربي، وإرباك متعمد لهذه المنظمة العريقة، وهل الهدف القطري يتجاوز ذلك إلى مشروع تخريب جديد يخص الأمن القومي العربي واستراتيجياته؟ خاصة أن قطر تتناقض من خلال دعمها لتيارات الإسلام السياسي، وفي الوقت ذاته لتيارات ليبرالية وتمول جماعات إرهابية وتمول معارضات سياسية من كل الأطياف.
ما تفعله قطر وما يبدو أنها لن تتوقف عنه هو محاولتها وعبثها المستمر بالركائز والقيم السياسية والأمنية والاستراتيجية في المنطقة العربية بأكملها، عبر تخريب متعمد ويتجه وبشكل متعمد نحو تقويض القدرات السياسية والقيم الاقتصادية والثقافية للمنطقة كلها، أعتقد أن على الجامعة العربية بقيادة دول المقاطعة أن تعيد العمل السياسي تجاه قطر للواجهة الإعلامية، وأن يتم تكثيف العمل السياسي والإعلامي لمناقشة القضية في عمقها وتهديداتها وأثرها المباشر على الأمن القومي العربي، بالإضافة إلى إشراك الشعوب العربية إعلاميا لتقييم الوضع وعقد المؤتمرات والندوات الإقليمية بشكل مباشر لمناقشة الوضع العربي والخليجي والدور القطري والآثار المحتملة على المنطقة والعالم.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة