باحث أمريكي: قطر ترسل أسلحة هائلة للإرهابيين بليبيا
الباحث الأمريكي طالب الحكومة القطرية بأن توقف دعم وتمويل الحركات المتطرفة والتنظيمات الإرهابية في ليبيا مثل جماعة الإخوان
طالب الباحث الأمريكي جوناثان شانزر الحكومة القطرية بأن توقف دعم وتمويل الحركات المتطرفة والتنظيمات الإرهابية في ليبيا مثل جماعة "الإخوان" الإرهابية وأذرعها، مشيراً إلى أن الدوحة ترسل أسلحة هائلة للإرهابيين بليبيا.
وفي مقال رأي نشرته مجلة "نيوزويك" الأمريكية، قال شانزر وهو كاتب وباحث أمريكي متخصص في دراسات الشرق الأوسط، ونائب رئيس الأبحاث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات بواشنطن، إن الحكومة الليبية المنبثقة عن برلمان طبرق (شرق)، انضمت إلى السعودية والإمارات ومصر والبحرين في قطع العلاقات مع قطر في يونيو/حزيران الماضي حيث أكد وزير الخارجية محمد الدايرى أن الدوحة "تحتضن الإرهاب".
- المسماري يوثق بالفيديو جرائم الإرهاب القطري على أرض ليبيا
- تفاصيل تورط قطر والإخوان بمقتل السفير الأمريكي في ليبيا
واعتبر شانزر أن هذه الخطوة تعكس الشكاوى القائمة منذ فترة طويلة، حول رعاية قطر للمتطرفين في الدولة التي مزقتها الحرب، لافتا إلى أنه بينما لا يحظى تدخل الدوحة في ليبيا بالكثير من التغطية الإعلامية، إلا أنه يظل إحدى الشكاوى الرئيسية في الأزمة الدبلوماسية الحالية.
وأوضح أنه منذ أحداث عام 2011، كانت ليبيا موقع حرب بالوكالة، حيث دعمت قطر وتركيا جماعة "الإخوان"، ومؤخرًا المؤتمر الوطني العام الذي يتخذ من طرابلس (غرب) مقرا له، سعيًا للحصول على ما يوصف بأنه "نظام أكثر إسلامية" في ليبيا.
ووفقا لتقارير صحفية، فإن قطر ترسل كميات هائلة من الأسلحة والأموال إلى المسلحين الذين يقاتلون الحكومة المدعومة من الغرب في ليبيا، كما أشار تقرير صادر عن الأمم المتحدة في مارس/آذار 2013 إلى أن قطر انتهكت في عامي 2011 و2012 حظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة من خلال "توفير المواد العسكرية للقوات الثورية من خلال تنظيم عدد كبير من الرحلات الجوية وتسليم مجموعة من الأسلحة والذخائر".
كما قدمت الدوحة أكثر من 750 مليون يورو (890 مليون دولار) للجماعات المتطرفة في ليبيا منذ عام 2011، ويعتقد المسؤولون العرب أن هذه المساعدات تصل إلى غرب ليبيا عن طريق طيران تجاري يتم تمويله من قبل قطر، حسب تقرير آخر.
وأشار الكاتب لما ذكره كريستيان كوتس أولريتشن من معهد "بيكر" للسياسة العامة، وهو مركز فكر أمريكي في تكساس، بأن "قطر أقامت صلات وثيقة مع قادة المليشيات الرئيسية (في ليبيا) مثل عبد الحكيم بلحاج، أمير الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة المنحلة عام 2011، وقائد المجلس العسكري للثوار في طرابلس"، والجماعة الليبية المقاتلة هي مجموعة تابعة للقاعدة فرضت عليها عقوبات من قبل كل من الولايات المتحدة والأمم المتحدة.
وقد التقى بلحاج مرتين بأسامة بن لادن، واحتجزته وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) في عام 2004، وأسس حزب الوطن في عام 2012، الذي يقول المسؤولون العرب إنه حافظ على علاقات وثيقة مع "الجماعة المقاتلة الإسلامية" وحصل على دعم مستمر من قطر.
ويشير أولريتشن أيضا إلى العلاقة بين قطر و"إسماعيل الصلابي، زعيم إحدى الميليشيات المتمردة وهي كتيبة "راف الله السحاتي"، ويشتبه أن قطر تموّل وتسلح على نطاق واسع مجموعة الصلابي، التي أكسبتها كثرة مواردها المفاجئة في عام 2011 لقب "لواء فيراري 17".
ونوه إلى أن شقيق إسماعيل الصلابي، علي الصلابي، رجل دين ليبي بارز مقرب من أمير قطر، ويقول أحد المصادر المصرية إنه يقيم علاقات وثيقة مع "الجماعة الليبية المقاتلة"، وهو ما يؤكده مسؤولون عرب على دراية بالوضع في ليبيا.
وفي الثامن من يونيو/حزيران، عقد الجيش الوطني الليبي مؤتمراً صحفياً تحدث فيه عن أدلة على دور قطر الخبيث في ليبيا، اتهم مسؤول الاستخبارات العامة القطرية اللواء سالم علي الجربوعي بدعم تنظيمات القاعدة و"داعش" و"الإخوان" من خلال تحويل 8 مليارات دولار من البنك الوطني التونسي القطري إلى بنك الإسكان في محافظة تطاوين في جنوب تونس.
ووفقا لما ذكره الجيش الوطني الليبي، أيدت قطر اغتيال كبار المسؤولين، وسهلت تدريب المتطرفين على يد حماس، وساعدت في نقل المسلحين الليبيين إلى سوريا، كما عرض الجيش رسالة كتبها محمد حمد الهاجري، القائم بأعمال سفارة قطر في ليبيا، تزعم أن قطر نشرت وحدات عسكرية في البلاد.
ولفت الكاتب إلى أنه في يونيو/حزيران، عندما أصدرت السعودية والإمارات ومصر والبحرين لأول مرة "قائمة الإرهابيين" التي تضم 59 شخصاً و12 كيانا مرتبطا بقطر، تضمنت كيانا واحدا (كتائب الدفاع في بنغازي) و5 أفراد من ليبيا، ثم أصدر الجيش الوطني الليبي، قائمة ثانية تضم 75 شخصا ليبيا و9 منظمات مرتبطة بقطر.
وتابع: تضمنت قائمة ثالثة أصدرتها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب في أواخر يوليو/ تموز شخصين و6 منظمات مقرها في ليبيا، ومن أبرز أسماء القائمة الأولى الصادق عبد الرحمن علي الغرياني الذي شغل سابقا منصب مفتي ليبيا الذي دعا إلى تدمير الحكومة الشرقية.
والأسبوع الماضي، وصف المتحدث باسم الجيش الليبي قطر والسودان وتركيا بأنها "ثالوث الإرهاب" في ليبيا، وقال أيضا إن "عددا من الطائرات القطرية تهبط بانتظام في ليبيا في عام 2017 لدعم الجماعات الإرهابية".
واختتم شانزر وهو محلل سابق في شؤون تمويل الإرهاب بوزارة الخزانة الأمريكية بالإشارة إلى أنه من غير المحتمل إنهاء الحرب الليبية في أي وقت قريب، وكذلك أزمة الخليج مع قطر، لكن وضع حد لتدخل قطر في ليبيا قد يسهل حلها.