والخلاصة السورية من ذلك أن نظام قطر المعزول لم يخدم القضية السورية بالقدر الذي استفاد منها، وليس لهذا النظام مشكلة مع بشار الأسد.
لم يكن تصريح "حمد بن جاسم" الشهير حول سوريا وثورة أهلها إلا تعبيراً صادقاً عن مكنون سياسة "تنظيم الحمدين" الخارجية حيال كثير من الدول، فرئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية السابق قال عبر شاشة التلفزيون الحكومي القطري وقتها: "سوريا بالنسبة لنا صيدة وتهاوشنا عليها وفلتت الصيدة وإحنا قاعدين نتهاوش عليها"، ومدلول تلك الكلمات الخطيرة لم يأخذ حيزاً كبيراً من الشرح الإعلامي للدور القطري في المسألة السورية ناهيكم عن هذا الوصف السيئ حيال دولة شقيقة كما يقال.
لم تعوض قطر بعدُ خسارتها الخارجية لاسيما أنها مستمرة بدعم النصرة "تنظيم القاعدة"، وفصيل "أحرار الشام" المتشدد، وانتهت خارجية قطر من إنجاز كل مطالب إيران بتهجير المدنيين والمساهمة بتغيير الديمغرافية السورية عبر مصطلح التسويات.
ولكن كما يقول العرب: خبايا النفوس تفضحها زلات الألسن، وتلك ليست زلة قطرية بمقدار كونها "جردة حساب" كاملة لنهج قطري أضر بثورة الشعب السوري وقضيته، فحمد بن جاسم نفسه وخليفته فيما بعد وبيت سره " خالد العطية" اعتمدا على "الإخوان المسلمين السوريين" في الميدان السوري والمجالس الخارجية للمعارضة، الدعم المالي والإعلامي واللوجستي الكبير، والتسويق الدولي المحدود أحياناً، وانعكس هذا سلباً وبشكل كبير على الحراك الشعبي والزخم العربي المساند لقضية السوريين المنكوبين.
وقريباً من سياسة قطر في سوريا الثورة نستذكر خروج قطر نفسها عن الإجماع العربي والدولي إبان استشهاد رئيس وزراء لبنان رفيق الحريري واتهام المجتمع الدولي لنظام بشار الأسد وحزب الله بالوقوف وراء تلك الجريمة، آنذاك دعم حمد بن خليفة الأسد ووطد العلاقة معه في وقت كان نظام آل الأسد يتهاوى تحت وطأة العقوبات الدولية.
وعلى الرغم من المقاطعة الخليجية العربية لنظام الحكم في قطر، وكف يدها أمريكياً عن الملف السوري بشكل كامل، حاولت أدوات قطر "الإخوانية" مجدداً التشويش السياسي قبل أيام وإنتاج جسم سياسي معارض يكون دميةً بيد إيران ويترأسه "رياض حجاب" المقيم في الدوحة عبر استقالات جماعية من الائتلاف، لكن تلك المحاولة باءت بفشل ذريع في اللحظات الأخيرة، وخشي حجاب المذكور تقديم استقالته بسبب عدم اتفاق تركيا مع هكذا خطوة بشكل كامل وخشية أنقرة من غضب روسيا.
وبذلك الفشل لم تعوض قطر بعدُ خسارتها الخارجية لاسيما أنها مستمرة بدعم النصرة "تنظيم القاعدة"، وفصيل "أحرار الشام" المتشدد، وانتهت خارجية قطر من إنجاز كل مطالب إيران بتهجير المدنيين والمساهمة بتغيير الديمغرافية السورية عبر مصطلح التسويات.
والخلاصة السورية من ذلك أن نظام قطر المعزول لم يخدم القضية السورية بالقدر الذي استفاد منها، وليس لهذا النظام مشكلة مع بشار الأسد بدليل كلام حمد بن جاسم ذاته وكذلك عشرات الطائرات التي تقلع من الدوحة وتحط في دمشق شهرياً، فضلاً عن علاقات ربما تكون علنية مجدداً بطلب من الحليف الإيراني الذي بات سفيره في الدوحة "محمد علي سبحاني" كلمة السر في جملة من سياسات قطر للأسف.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة