رسائل مسربة أكدت ما كانت تخفيه قطر من دفعها مئات الملايين إلى مليشيات وجماعات إرهابية
بالنسبة للدول المقاطعة لقطر، فإنها لم يكن ينقصها دليل على تورط النظام القطري في دعم وتمويل المنظمات والجماعات والمليشيات الإرهابية في كل مكان، فهذا النهج القطري الخبيث هو أهم أسباب تحرك دول المقاطعة ضدها، لذلك فإن تقرير صحيفة «واشنطن بوست» لم يكن مفاجئاً لهذه الدول، إلا أنه في غاية الأهمية لفضح ممارسات النظام القطري للعالم كله، وبالوثائق، خصوصاً بعد إنكار مستمر من الدوحة، ومكابرة غريبة، واتباع أسلوب الهجوم عبر خطاب إعلامي كاذب، كوسيلة للتغطية على الفعل الإجرامي المُشين!
رسائل مسربة أكدت ما كانت تخفيه قطر من دفعها مئات الملايين إلى مليشيات وجماعات إرهابية لتحرير رهائن قطريين في العراق، ليس هذا فحسب، بل إن قطر التي تتغنى كذباً وتمويهاً بمساعدة الشعب السوري، هجّرت أربع قرى خدمة لأجندة إيران في سورية، فقط مقابل تحرير 25 شخصاً من مواطنيها!
فصول المسرحية انكشفت بالوثائق والأدلة، ودعم وتمويل قطر للإرهابيين والجماعات المشبوهة أمر لا يمكن إنكاره، ومليارات الدولارات حرّمها النظام القطري على شعبه، وأنفقها بسخاء على الجماعات والمليشيات الإرهابية، كل ذلك إرضاء لغرور شخص لم يكترث يوماً لحياة الملايين من البشر.
صحيفة «واشنطن بوست» نشرت تقريراً حول الصفقة المشبوهة، التي تم من خلالها تحرير الرهائن القطريين المختطفين في العراق، حيث حصلت «الصحيفة» على الرسائل النصية التي تعتبر جزءاً من مجموعة اتصالات خاصة حول الرهائن، وتم تسجيلها من قبل حكومة أجنبية، التي زودّت بها بدورها الجهات التي سرّبتها للصحيفة، وتتضمن الاتصالات محادثات الهاتف المحمول، ورسائل البريد الصوتي!
الرسائل النصية المسربة تظهر أن قطر دفعت مئات الملايين فديةً، مقابل تحرير الرهائن القطريين، وأكدت الوثائق السرية أن القطريين كانوا على استعداد للدفع لهم، كما أظهرت الرسائل النصية أن قطر دفعت المبالغ لمليشيات وجماعات إرهابية.
وكشفت رسالة نصية عن أن المسؤولين القطريين يوافقون على دفع مبالغ تصل إلى 275 مليون دولار على الأقل لتحرير الرهائن، وأن خطة الدفع خصصت مبلغاً إضافياً قيمته 150 مليون دولار نقداً، للأفراد والجماعات الذين يعملون كوسطاء، على الرغم من أن المسؤولين الأميركيين ينظرون إليهم منذ فترة طويلة على أنهم من رعاة الإرهاب الدولي، وهذه المبالغ تعتبر جزءاً من صفقة أكبر، تشمل الحكومات الإيرانية والعراقية والتركية، فضلاً عن مليشيات «حزب الله» اللبنانية، ومجموعتي معارضة سوريتين على الأقل، بما في ذلك «جبهة النصرة»، وفصيل المتمردين المرتبط بتنظيم «القاعدة»، وتشمل الاتصالات الحرس الثوري الإيراني، و«كتائب حزب الله»، وهي جماعة عراقية شبه عسكرية، ترتبط بهجمات مميتة عدة على القوات الأميركية إبان حرب العراق!
المحادثات والرسائل النصية، التي حصلت عليها «الصحيفة»، تشير إلى أن كبار الدبلوماسيين القطريين وقعوا على سلسلة من الدفعات الجانبية، تراوح بين خمسة و50 مليون دولار، للمسؤولين الإيرانيين والعراقيين وزعماء القوات شبه العسكرية، مع تخصيص 25 مليون دولار لرئيس كتائب «حزب الله»، و50 مليون دولار مخصصة لقاسم سليماني، قائد الحرس الثوري الإيراني، والمشارك الرئيس في صفقة الرهائن، وارتفع المبلغ الإجمالي المطلوب لعودة الرهائن في بعض الأحيان إلى مليار دولار، إلا أن الوثائق لم تكشف بعد المبلغ النهائي، الذي تم التوصل إليه في نهاية المفاوضات!
فصول المسرحية انكشفت بالوثائق والأدلة، ودعم وتمويل قطر للإرهابيين والجماعات المشبوهة أمر لا يمكن إنكاره، ومليارات الدولارات حرّمها النظام القطري على شعبه، وأنفقها بسخاء على الجماعات والمليشيات الإرهابية، كل ذلك إرضاء لغرور شخص لم يكترث يوماً لحياة الملايين من البشر، ولا لضياع المليارات من الأموال!
نقلا عن "الإمارات اليوم"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة