قطر في شهرها الثالث.. عجوز فاتها القطار
لا تعي قطر ما تفعله من مكابرة ومراوغة وجعجعة إعلامية أمام عجلة الطحن الرباعي لإرهابها الذي عاث في الأرض دمارا وخرابا ودماءً.
مع دخول الأزمة القطرية شهرها الثالث، بدت الدوحة كعجوز فاتها القطار، لا تعي ما تفعله من مكابرة ومراوغة وجعجعة إعلامية أمام عجلة الطحن الرباعي لإرهابها الذي عاث في الأرض دمارا وخرابا ودماءً.
فمنذ أن قررت السعودية والإمارات ومصر البحرين، في الخامس من يونيو الماضي، قطع العلاقات مع قطر، نتيجة دعمها الإرهاب وارتمائها في أحضان إيران التي يظهر نظامها عداءً كبيرا للخليج والمنطقة برُمتها، ما زالت الدوحة ثملة بموقفها المتعنت أمام الاستجابة للمطالب المشروعة التي قدمتها الدول الأربع، وسعى في مناكبها القريب قبل البعيد من الأصدقاء والحلفاء.
ولم تكف قطر طيلة الأيام الماضية، عن تزوير الحقائق وبث الأكاذيب عبر الأبواق الإعلامية التابعة لها، والتسول أمام أبواب الدبلوماسية الغربية والمؤسسات الدولية، على أمل الظفر بموقف تتكئ عليه، متذرعة باعتبارات السيادة التي باعتها بثمن بخس للنظام الإيراني الذي أصبح الآمر الناهي في الدوحة التي فتحت له الباب على مصراعيه للتغلغل في دولة خليجية للمرة الأولى ظلت طهران تحلم به سنين طويلة إلى أن تحقق بفضل خيانة وتآمر هذا النتوء الترابي.
ولعل التقارب القطري الإيراني الذي أعقب الأزمة واستنجاد الدوحة بطهران، أشبه بالمريض الذي يتكئ على ميت، فالأولى لا تمتلك القوة والتأثير وتُسخر مقدرات الشعب في خدمة التنظيمات الإرهابية، فيما الثانية تستخدم قطر كسلاح لها في الخليج بصفة خاصة والمنطقة العربية بشكل عام، وتصرف من مالها على ميليشياتها التي تعبث خرابا وإرهابا في سوريا والعراق ولبنان واليمن.
في المقابل، ظل موقف الرباعي المقاطع، متماسكاً وثابتاً من اليوم الأول، كون الأمر يتعلق بدعم وتمويل قطر للإرهاب والتدخل في الشؤون الداخلية للدول، ودعم خطاب الكراهية والتطرف، وكلها قضايا تتعلق بمنظومة الأمن الخليجي.
وفي أكثر من مناسبة ومحفل، أكد مسؤولو الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، أنه لا تساهل مع الإرهاب وداعميه، ودعوا السلطات القطرية إلى وقف دعم الإرهاب والتطرف، والتجاوب مع المطالب العربية.
وإلى جانب تلك المواقف الحاسمة والثابتة للدول الداعية لمكافحة الإرهاب، تلقت قطر خلال الفترة الماضية، الهزائم يوما تلو الآخر، فمن "إيكاو" إلى "تسييس الحج" نزفت دبلوماسيتها فشلاً.
فحين ذهبت الدوحة بشكوى إلى المنظمة الدولية للطيران المدني (إيكاو) تطالبها بالتدخل بعد إغلاق دول عربية مجالها الجوي أمام رحلاتها، رفضت المنظمة الشكوى، وأعربت عن تأييدها للإجراءات التي اتخذتها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب.
وعندما أرسلت شكواها إلى المقرر الخاص بالأمم المتحدة المعني بحرية الدين والعقيدة، تتهم فيها المملكة العربية السعودية بوضع العراقيل أمام المواطنين القطريين والمقيمين الراغبين في أداء مناسك الحج والعمرة، كانت الرياض قد أعلنت قبل ذلك بأيام عن قواعد الحج والعمرة بالنسبة للقادمين من قطر وتقديم استثناءات من الحظر المفروض على هذه الإمارة منذ بدء الأزمة الجارية.
وأكدت وزارة الحج والعمرة السعودية أن حكومة المملكة ترحب بالحجاج والمعتمرين من مختلف دول العالم بما فيها قطر، رغم الوضع السياسي الراهن مع الدوحة.
فشل قطري أمام منظمة "إيكاو"، علّق عليه الدكتور أنور بن محمد قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات بقوله إنه "إنذار مبكّر وسيفشل معه التوجه الكارثي لتسييس الحج، والحل في المراجعة الصريحة لتراكم أخطاء في حق المنطقة والجار".
وأمام الجهل السياسي الذي كشفته الأزمة، لا خيار للدوحة سوى الالتزام بما وقعت عليه من اتفاقيات مع الأشقاء في الرياض، والبحث عن عمقها الخليجي والعربي الطبيعي، والقبول بالمطالب التي تقدمت بها الرياض وأبوظبي والقاهرة والمنامة.
aXA6IDMuMTUuMTQzLjE4IA== جزيرة ام اند امز