قطر.. متى تبلغ الدولة المراهقة سن الرشد؟
قطر تعيش مرحلة من المراهقة السياسية في التعامل مع واقع أزمتها، وهو ما يقابله موقف حاسم من الدول الـ4 المقاطعة إلى أن تبلغ سن الرشد
تخبط سياسي، تغريد خارج العقل والنضج، عداء إعلامي.. هكذا يسير المشهد في قطر منذ أن انكشف دورها في التآمر على بيتها الخليجي ومحيطها العربي، قبل شهر ونيف، لتعدو دولة طائشة مراهقة لم تبلغ سن الرشد وهي التي تعبث بكل ما أوتي من جهد لإنهاء مقاطعتها التي طالت صميم إرهابها.
فمنذ المقاطعة الخليجية العربية لقطر في الخامس من يونيو/حزيران الماضي، لا تزال المؤشرات والرسائل القادمة من الدوحة لا توحي بأن هناك عقلاً رشيداً، بل تعنتا صريحا وغرورا أقرب للعبث الطفولي مع غياب كامل عن واقع الأزمة التي أثرت على شريانها الاقتصادي والإعلامي وقطاعات أخرى.
- إنفوجراف.. بالأسماء.. هؤلاء الإرهابيون عاشوا في أحضان قطر
- إنفوجراف.. ندوة في بروكسل لتعريف أوروبا بالإرهاب القطري
تعنتُ قطري تجسد في رفض تنفيذ بنود ما ورد في مطالب الدول المقاطعة بل وتسريبها، والاستخفاف بكل التحركات السياسة التي تجري على الأرض لتسوية الأزمة، ففشلت الوساطات الغربية وقبلها الكويتية في إقناع الدوحة بتعديل إعوجاجها.
وهذا السلوك الصبياني لقطر، يقابله منذ اللحظة الأولى، موقف واضح وحازم من قبل الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب مفاده وقف دعم الإرهاب حتى وإن طال أمد هذه الأزمة، وهو ما رددته على مسامع وزراء خارجية الدول ممن أبدوا رغبتهم في حل الأزمة، فسمع الفرنسي ما وجده نظيراه الأمريكي والبريطاني خلال جولاتهم للمنطقة في الأيام الماضية.
الوضوح في الموقف الخليجي العربي تجاه الأزمة مع قطر، جاء جديده يوم أمس الإثنين على لسان الدكتور أنور بن محمد قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات، الذي قال إن الدول الداعية لمكافحة الإرهاب بدأت حرباً طويلة ضد الأفكار المتطرفة، ولا نية للتراجع عنها، قبل التأكد من نجاح هذه الحرب.
وأوضح قرقاش في كلمته أمام معهد "تشاتهام هاوس" بلندن، أن الأزمة تتعلق الآن بدعم قطر لتنظيمات إرهابية، حيث إن احتياطي النقد المالي الضخم للدوحة استخدم بالأدلة في تمويل تلك التنظيمات.
وعلى نفس الوتيرة سار مجلس الوزراء السعودي برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والذي أكد أنه لا تراجع عن البيان الرباعي المشترك للدول المقاطعة، إلى أن تلتزم السلطات القطرية بتنفيذ المطالب العادلة كاملة التي تضمن التصدي للإرهاب وتحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة.
وبدأت الأزمة القطرية في الخامس من يونيو/حزيران الماضي، عندما قطعت الرياض وأبوظبي والقاهرة والمنامة علاقاتها بالدوحة، بعد تورط الأخيرة في عمليات دعم وتمويل الإرهاب.
ومنذ ذلك التاريخ، وقطر غارقة في التخبط الشديد الذي قادها إلى مزيد من التباعد مع أشقائها الخليجيين والعرب، وذلك من خلال رفضها المطالب الـ13 للدول المقاطعة والتي تهدف إلى تحقيق معادلة مطلوبة منذ سنوات وهي توقف الدوحة عن تمويل الإرهاب ووقف العمليات التي تنال من استقرار الأشقاء، إلى جانب لجوئها لتدويل الأزمة دون إدراك أن حلها موجود داخل البيت الخليجي وليس في العواصم الغربية، وأن المجتمع الدولي مقتنع بخطورة الدور الذي تقوم به من خلال دعم الإرهاب وتمويله.
وأمام الموقف الثابت للسعودية والإمارات ومصر والبحرين، والحراك الدبلوماسي من أجل حل الأزمة الراهنة، بقي المنتظر أن تحدد الدوحة ماذا تريد؟ فإما أن تقرع أجراس العودة للحضن الخليجي والعربي الآن وليس غدا.. وإما دون ذلك فالفراق واقع.
aXA6IDMuMTQyLjEyNC4xMTkg جزيرة ام اند امز