قطر اليوم، ولأنها أوقعت نفسها في دوامة لا تعرف عمقها، تتخبّط بوضع سيناريوهات جديدة كل يوم
الدراما الحديثة مسلسلات بحلقات لا تنتهي، وأجزاء لا نعلم آخرها، والفرق بينها وبين مسلسلات الماضي أن الكتَّاب كانوا شرفاء يعتمدون المهنية، وقصصاً نهاياتها معروفة منذ وضع خطة العمل الأولى.
لكن قطر اليوم، ولأنها أوقعت نفسها في دوامة لا تعرف عمقها، والظلام الذي ينتظرها في القاع، تتخبّط بوضع سيناريوهات جديدة كل يوم، تتعلّق بقشة أي حدث لتصنع منه ما تظن أنه يخدمها.
ولذلك نطالب قطر إذا كانت صادقة فيما تدعي على أشقائها الذين خانتهم أن تُخْرِج كل أوراقها الآن، وبالتأكيد سيردّ الشرفاء عليها.
المسلسل القطري لمن يتابع الدراما الجديدة هو مسلسل مُستوحى من الدراما التركية، التي لا تنتهي حلقاتها، وعندما تلتقط أنفاسك لتنهي جزءاً تجد أجزاء في انتظارك، ولا لوم على تميم، لأنه صغير ويسهل التأثير فيه وعليه ويتعلم من قادته وقدوته
لكنها لن تفعل، لأن تميم لا يريد التراجع عن العمل الدرامي الذي تولى بطولته، فهو الصغير المستمتع بالظهور، على شاشات الدعاية بين الدم والسلاح؛ بخلفية يقف فيها رجال العباءات" اكشن" يستهوي أي شاب.
مسلسل: قطر في خطر
بطولة: تميم الصغير
إخراج: حمد "الزعيم "
مساعدا المخرج: عزمي بشارة ووضاح خنفر
سيناريو: رجب طيب أردوغان
إنتاج: شركة الفرس النارية وشركاؤها
ضيوف الشرف: الإخونجية
دراما ثرية بالأحداث التاريخية المُفبركة، وتزييف الحاضر الذي نرى نتائجه المشينة، فعار عليك يا حمد.
ونحن فعلاً مللنا من مشاهدة حلقات لا تنتهي من الأكاذيب، انطلقت منذ بداية المؤامرة مع انطلاق "الجزيرة"، منبر الشر ومصنع غسل أدمغة الشعوب ليتحولوا جميعاً إلى قطيع إرهابيين مطيعين مجيبين.
المسلسل القطري لمن يتابع الدراما الجديدة هو مسلسل مُستوحى من الدراما التركية، التي لا تنتهي حلقاتها، وعندما تلتقط أنفاسك لتنهي جزءاً تجد أجزاء في انتظارك، ولا لوم على تميم، لأنه صغير ويسهل التأثير فيه وعليه، ويتعلم من قادته وقدوته، وصدور من يلجأ لأحضانهم ليبكي.
تعلم امتلاك السلاح وتخزينه، كما تعلم تحريك الحروب وتدمير الدول، ودعم الإرهابيين واحتضانهم.
اللوم على حمد الذي جعل الكذب إرثاً لابنه لتنسج منه سيناريوهات الشر والخديعة.
وأحدث المسلسلات القطرية التي نتابع حلقاتها هذه الأيام بملل، هي قصة من خيالهم وجعلوا بطلها الشيخ عبد الله بن علي، الذي حاول أن يلعب دور الوسيط فلعبوا به وأسقطوه في دوامة الصراع الذي صنعوه، فقط من أجل خدمة أجندتهم.
والآن وبعد الحلقة الجديدة في سلسلة الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني؛ أن يعرفوا أن النظام يتاجر بهم وبالمصالح الوطنية دون الالتزام بحرمة العائلة ومبادئنا الأخلاقية والاجتماعية التي تربينا عليها.
وأعود لقضية الدراما فأجدنا اليوم نعيش أمام ثلاث حكايات.. خرافات...
وأنا أكتب هذه الكلمات أشعر كأني أستمع إلى خلفية موسيقية، مستوحاة من قصص ألف ليلة وليلة...
الخرافة الأولى.. هي ما يدور في خيال أردوغان، ويطل علينا في كل يوم، بفصل جديد منها ولا ينسى أن تتضمن "أمجاد" الأجداد.
وجنَّد كل ما لديه من سلاح وأجهزة استخبارية ووسائل إعلامية، لنصدّق جميعاً ونقتنع أن الأمجاد على وشك الرجوع على يد الإمبراطور.
و"حريم السلطان" المسلسل التوثيقي" العظيم" الذي يعشقه الإخونجية ويعتبرونه تأريخاً لتاريخ "أمة" يحلمون بعودتها لتزهر أفكارهم السوداء التي يريدون أن يصبغوا بها عالمنا وعالم الأجيال المقبلة، ويريدون أن يقطعوا عنا الهواء والنور.
الخرافة الثانية...خرافة الفرس الذين يغطّون نيرانهم تحت عباءات الدين، وهم أيضا حالمون بإحراقنا جميعاً، إنهائنا من على وجه البسيطة، ليأخذوا ما لنا.
وبعدها ستُقلع العباءات وتُوقد النيران من جديد، ليختفي الدين والعباءة والعبادة.
وأعود للخرافة الأهم..
الخرافة الثالثة والأهم.. قصة تميم الصغير..
الآباء عادة يُورثون حسن الخلق، والعلم والأصل والجاه والمال، وخاصة إذا كان المُورَّث أميراً.
فالأصل أن يُورّث أساساً النبل والأمانة، لأن الشعب أمانة، والحكم أمانة، والعدل أمانة...
لكن تميم الصغير، وُرِّث الحقد والكره، وحب الاستبداد والامتلاك رغم كل ما يملكه من مال.
لأن الأب حمد حلمه امتلاك الشعوب والدول، وهنا قَلْبُ الخرافة الأسود ولُبُّها.
اشتروا ما تيسّر لهم من ممتلكات في كل دول العالم، والجشع مستمر...
اشتروا استضافة كأس العالم والجشع مستمر...
قتلوا شعوباً، وهدّموا دولاً دمروها على آخرها بنظام استخباراتي شيطاني والجشع مستمر...
الدم والأرواح وممتلكاتهم في العالم، والأسلحة التي اشتروا ...والجشع استمر ليَطال إخوانهم، جيرانهم ...ومازالوا يتطاولون.
الخرافة كبرت، تحولت من حلم إلى كابوس، لذلك نرى تميم الصغير الآن يحاول الاختباء في الحضن الإيراني حيناً والتركي أحياناً.
ومع كل الأسلحة التي يمتلك، والقواعد المحيطة به، فهي لا تُشعره بالأمان.
صغير وسيبقى صغيراً خائفاً يرتعب، لأنه لم ولا يلعب بلعب الأطفال، فحمد سلّمه جماجم، وسقاه دماء ظناً منه أنها ستقوي عود الصغير، لكنه يرتعش خوفاً ففي كل قطرة دم روح تنتفض داخلها.
وأتساءل عن مصير الصغير تميم؛ فأرى أنه سيتم على قطر ونهايتها ستكون على يديه.
طفل لم يحافظ على الأمانة، لا على شعبه ولا تراب بلاده.. والشعب قد يسكت لكن الحق زلازل..
فلا خرافة الفرس ولا الأتراك حقيقة، بل أحلام في خيالهم ستتحول قريباً إلى كوابيس، والتي رأينا بوادرها في احتجاجات إيران والمعارضة التركية التي كلما تحركت يلجمها أردوغان، لكن الأمر لن يطول.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة