محلل بمعهد واشنطن: على قطر إدراك حجمها الصغير
المتحدث سرد الإمكانيات الحقيقية لقطر ومساعيها للنفوذ إلى فرنسا عبر بوابتي الاستثمار وكرة القدم.
على خلفية الهجوم الإرهابي الأخير، على مسجد في شمال شبه جزيرة سيناء المصرية، دعا أستاذ علوم سياسية في معهد واشنطن لدراسات سياسة الشرق الأدنى، فابريس بالانش، قطر التخلي عن طموحاتها الجيوسياسية بالتوسع في المنطقة، ومراعاة حجمها الحقيقي كإمارة صغيرة.
- قطر تبحث عن حلفاء جدد في آسيا بعد نصف عام من العزلة
- احتياطي قطر النقدي يتآكل.. فقد 4.6 مليار في 3 أشهر
واستطرد المحلل السياسي، خلال مقابلة مع صحيفة "شالنج" الفرنسية، قائلا إن "الجميع ضد قطر، بما فيهم (رباعي مكافحة الإرهاب) السعودية والإمارات، والبحرين، ومصر، وخلفهم الولايات المتحدة التي لاتزال تندد بتمويل الكيانات الإرهابية".
وأوضح أنهم في الوقت نفسه لا يريدون الحل العسكري؛ لأن حال تدخلهم عسكريا فهم بذلك يطلقون أيدي إيران، التي ستتخذها ذريعة للتدخل في المنطقة، لذا فهم يمارسون الضغوط الاقتصادية لتجفيف منابع الإرهاب، والتي حال استمرت، ستسهم في خسائر فادحة للاقتصاد القطري.
وضرب مثالا على ذلك بأن الخطوط القطرية تكبدت، ولاتزال، خسائر كبيرة منذ حظر الطيران، كما أن مناخ الاستثمار الأجنبي في قطر انخفض لأعلى مستوى.
وكشف بالانش عن الاستراتيجية القطرية لاختراق أوروبا للخروج من الأزمة عن طريق الاستثمارات الفرنسية.
وأشار في ذلك إلى أن نادي باريس سان جيرمان ما هو إلا محاولة زرع أيدي لهم في أوروبا، وهذا الوضع لن يستمر طويلاً.
كما اعتبر المحلل الفرنسي، المتخصص في الجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط، أن موقف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كان واضحا منذ الانتخابات الرئاسية تجاه الدوحة، حيث أكد خلال حملته وقف التقارب مع الدوحة، وخفض الامتيازات القطرية في البلاد، وبدا ذلك واضحا مقارنة بالرئيس السابق فرانسوا هولاند والأسبق نيكولا ساركوزي، اللذين كان لهما علاقات واسعة بقطر.
وتابع "على الرغم من ذلك، فإن فرنسا لا تزال البلد الثانية في أوروبا للاستثمارات القطرية"، مضيفا أن اللقاء الذي جمع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والرئيس ماكرون الأسبوع الماضي تناول هذه المسألة".
ولفت المحلل السياسي إلى أن "السعودية دعت الفرنسيين بأن ينأوا بأنفسهم من قطر، لما تطالهم من شبهات بتمويل الإرهاب، والجماعات الإرهابية المسلحة".
وأردف الباحث في معهد واشنطن لدراسات سياسة الشرق الأدنى، أن من مخاوفه أنه حتى لو فرنسا أرادت الابتعاد عن النفوذ القطري، فإن ذلك أمر صعب، نظرا لتوقيع اتفاقية "الدفاع المشترك" بين البلدين عام 1994.
إلا أنه خلال محاولة الانقلاب التي وقعت في 1997، فرنسا لم تتحرك، وعلى الرغم من ذلك فإن الاتفاقية لاتزال سارية، وبموجب الاتفاق أيضا "فإنه حال وقوع اعتداء على فرنسا فعلى قطر أن تهب لنجدتها".
وأوضح فابريس بالانش أن "نادي باريس سان جيرمان، يعد واجهة مهمة للقطرين في أوروبا"، فعلى سبيل المثال مباراة لكرة قدم تكون فرصة ذهبية لشخصيات قطرية (منسية في سلة المهملات)، على حد تعبيره، للجلوس في الصفوف الأولى على المنصات والمدرجات.
وتابع "نحن جميعا نعرف أهمية كرة القدم في السياسة، هذه النافذة تسمح بإقامة علاقات غير رسمية مع الساسة الفرنسيين، كما أن هذا الأمر بالغ الأهمية عندما تكون بحاجة إلى الدعم الغربي"، مشيرا إلى أنه "من منظور آخر، يعد (باريس سان جيرمان) ذي أهمية كبرى، في تحسين صورة الدوحة أمام المخدوعين" الذين لا يصدقون أن دولة ترعي رياضة كرة القدم يمكن أيضا أن ترعى الإرهاب.