الإرهاب.. ألغام قطرية بطريق التحالف مع واشنطن
قطر تنفق مبالغ مالية طائلة على الدعم المنهجي لأنشطة جماعة الإخوان في مصر وفروعها الموجودة حول العالم
دعم الإرهاب وزعزعة الأمن.. أسباب محورية تجعل من القرار الأمريكي للمضي قدما في إعلان قطر حليفا رئيسيا، "خطأ فادحا" قد يمنح الدوحة أدوات خراب إضافية.
طرح أكده البروفيسور الإسرائيلي أفرايم عنبار، الذي يرى أن الخطوة لن تكون حكيمة، وإن كانت قطر تأوي أكبر قاعدة عسكرية أمريكية بالمنطقة، لعدم استيفائها شروط اعتبارها حليفا حقيقيا من خارج حلف شمال الأطلسي (الناتو).
عنبار، رئيس معهد القدس للاستراتيجية والأمن الإسرائيلي، قال إن منح قطر هذا التصنيف يجعلها تحصل على مزايا أمريكية بالتجارة الدفاعية والتعاون الأمني.
- محامي الشيخ طلال آل ثاني: موكلي معتقل في قطر لدوافع سياسية
- سياسيان ليبيان ينتقدان تأخر فرض العقوبات الأوروبية على تركيا
دعم الإرهاب
وفي مقال له منشور بصحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، أضاف عنبار أن الدوحة تنفق مبالغ مالية طائلة على الدعم المنهجي لأنشطة جماعة الإخوان في مصر وفروعها حول العالم.
كما تمول قطر عدة جماعات متطرفة، وأدين الكثير من مواطنيها في قضايا تتعلق بأنشطة إرهابية إقليمية.
وأشار إلى أن قطر تستخدم أيضا قناة "الجزيرة" في تقويض استقرار الدول العربية المجاورة الموالية للغرب، حتى إن واشنطن خلصت مؤخرا إلى أن الشبكة ليست نافذة إعلامية، بل أداة بأيدي "لوبي".
وأكد البروفيسور الإسرائيلي أنه لم يكن مفاجئا مقاطعة دول الرباعي العربي، السعودية والإمارات والبحرين ومصر، لقطر منذ 2017، في محاولة لكبح سلوكها التخريبي، لكن دون جدوى.
قطر طلبت أيضا مساعدة تركيا، يتابع الخبير، كما أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، المرتبط أيضا بجماعة الإخوان، وضع 5 آلاف جندي على الأراضي القطرية من أجل الدفاع عنها، فضلا عن دعم الأخيرة لمغامرات السياسة الخارجية لأردوغان.
ولفت إلى أن الدوحة ساعدت أردوغان في التغلب على الصعوبات الاقتصادية التي واجهها بالسنوات الأخيرة، فضلا عن تمويلها لتدخلات أنقرة في ليبيا.
المحور المعادي
بالنسبة لـ"عنبار" فإن واشنطن فشلت في تمييز ظهور المحور المعادي للغرب، الذي لا يعتبر جديدا بأكمله، في الشرق الأوسط، والمكون من تركيا وقطر.
ولفت إلى أن البلدين عارضا معاهدة السلام الموقعة بين الإمارات وإسرائيل بوساطة أمريكية، كما يحاولان تقويض استقرار مصر، فضلا عن دعمهما صراحة حركة حماس في غزة، وتسهيل تعاون الحركة مع حزب الله اللبناني.
ومستعرضا مؤشرات التقارب بين البلدين السنيين المتطرفين مع الشيعة المتطرفين الذين تقودهم إيران، قال عنبار إن الدوحة تتقرب من طهران لبعض الوقت، وأحد المؤشرات على ذلك هو أن الخطوط الجوية القطرية كانت الناقل الأجنبي الوحيد الذي يحط في إيران على مدار الأشهر الستة الماضية.
وأوضح البروفيسور أن كل ذلك بالطبع يثير مخاوف من بيع أسلحة أمريكية إلى قطر، والتي قد تقدم إلى إيران، مما يهدد قوات واشنطن بالمنطقة.
وشدد على ضرورة مراجعة واشنطن لعلاقاتها مع قطر وتركيا، الطرفين المثيرين للمشاكل بالشرق الأوسط، معتبرا أن الولايات المتحدة بحاجة لأن تكون قادرة على التمييز بين الصديق والعدو.
وخلص البروفيسور الإسرائيلي بناء على ما تقدم، إلى أن منح الدوحة صفة الحليف الرئيسي من خارج الناتو سيكون "خطأ فادحا".