"أسئلة وتساؤلات".. معرض فلسطيني يمزج بين الصورة والكلمة واللحن
المعرض يحقق أهدافه وأولها إبراز مواهب الشباب الفلسطيني الذين أبعدتهم الأضواء وتركتهم المؤسسة الرسمية يشقون طريقهم بعيدا عن أي دعم
يحاول الشباب الفلسطيني في قطاع غزة أن يثبت وجوده، رغم الظروف الصعبة التي يواجهونها، فيشاركون في مبادرات فنية مختلفة تفجر طاقاتهم الإبداعية.
وأطلق مجموعة من الشباب معرض "أسئلة وتساؤلات"، الذي يمزج بين الصورة والكلمة واللحن، ليؤكدوا من خلال فنهم أنهم مع وحدة الوطن، ولو من خلال السؤال الملون الذي يظهر من خلال لوحات فنية.
وقال إيهاب الغرباوي، البالغ من العمر 25 عاماً، وهو منسق المعرض لـ"العين الإخبارية": "فكرة المعرض بدأت منذ سنوات، ونوقشت مراراً في أروقة مؤسسة تامر التعليمية، وعندما وُجد ممول لها، قُدمت ضمن مشاريع أخرى".
وأضاف: "خرج المعرض الاستثنائي ليقام في الضفة وغزة، وليفتح السؤال الوجودي الأصعب بدون إشارات استفهام، ولكن من خلال الألوان والكلمات واللحن، فحقق أهدافه وأولها إبراز مواهب الشباب الفلسطيني الذين أبعدتهم الأضواء، وتركتهم المؤسسة الرسمية يشقون طريقهم بعيداً عن أي دعم ومساندة".
وتابع "الغرباوي": "بدأت الجهود الشبابية لتنفيذ المشروع من شهر أبريل/نيسان 2019، حتى شهر نوفمبر/تشرين الثاني، وكان المعرض تتويجاً لهذه الجهود، وتم افتتاحه على مدار 3 أيام في رام الله وغزة بالتزامن".
وأوضح: "تنوعت مخرجات المعرض، حيث جمعت بين الرسم والتصوير والكتابة والموسيقى، وقد أبدع الشباب المشاركون في هذا المعرض، وعبّروا خير تعبير عن هويتهم وإبداعهم".
وواصل "الغرباوي": "المشروع يهدف إلى تطوير منظومة التعلم والتعليم وقدرات الشباب النقدية، عبر وجهات نظر مختلفة، وهذا تطلب الكثير من الإعداد وورشات عمل ولقاءات نتج عنها معرض أسئلة وتساؤلات".
ويتطلع الشاب إيهاب الغرباوي إلى ما هو أبعد من مشروع ومعرض، لأن الشباب المبدع في قطاع غزة متعطش في إبراز مواهبه ودعمه، لكي يثبت وجوده، ويواصل مشواره نحو سوق العمل، وبناء حياة كريمة.
وقال: "تطلعات الشباب في قطاع غزة كثيرة ومتنوعة، وقد يصعب دعمها جملة واحدة، وتحويلها إلى مشاريع لتمويلها، ولكن تحقيق بعضها يعطي الأمل للمنتظرين".
وكشف: "المشروع الأخير، الذي تضمن معرض أسئلة وتساؤلات، فتح مجالاً لعمل 100 شابة وشاب في فلسطين، من بينهم 35 شابا وشابة من قطاع غزة، كما أقيم معرض خاص بالفكرة ذاتها في القدس تحت عنوان (لماذا لا نسأل؟)".
وعن الأسباب التي دفعت الشباب إلى التفكير في هذا المعرض، قال "الغرباوي": "الأسباب كانت كثيرة، وأهمها دعم الشباب المبدع بأكثر من جنس إبداعي، مثل الرسم والتصوير الفوتوغرافي والكتابة الإبداعية والعزف الموسيقي، ولإبراز الكفاءات الشابة وتطويرها، فطاقات الشباب في قطاع غزة واضحة وترتقي لمستوى إظهارها على شكل إبداع حقيقي".
ويركز إيهاب الغرباوي، منسق معرض "أسئلة وتساؤلات"، على وسائل تطوير قدرات المواهب لدى الشباب في قطاع غزة.
وقال "الغرباوي": "الأدوات المتوفرة في المؤسسات الثقافية في قطاع غزة هذه الفترة لا تتعدى أن تسمى أدوات عادية جداً، وتم استنفادها واستغلالها، فأصبحت شبه معدومة، ولكن يتم استخدامها تحت واقع الاضطرار، لمواصلة اكتشاف المواهب الشابة ودعمها، لأن النقيض يعني العزلة، وتسليم النفس للهلاك بفعل انتظار أشياء لا تصل".
وأوضح: "لهذا فكرنا أن نستبق أي فعل ثقافي مهما كان، بعقد دورات تدريبية، وأن يكون القائمون عليها ذوي اختصاص سواء في الرسم أو الموسيقى أو الكتابة الإبداعية والتصوير الفوتوغرافي، وهذه التدريبات لا تكون ضمن المشاريع الممولة بل غالباً بجهود ذاتية".
وكشف إيهاب الغرباوي لـ"العين الإخبارية" عن غاية في أنفس الشباب تتحول إلى أسئلة مباشرة، لتكشف عن واقع المواطن الفلسطيني.
وقال: "في معرض أسئلة وتساؤلات وصلت صورة لفريق أجنبي كان مشرفاً على المعرض، والصورة لسكة قطار، ليطرحوا السؤال عن مكان وجوده في قطاع غزة، ويكون الجواب لا توجد قطارات في قطاع غزة، ويأتي السؤال الأهم من طرفهم (لماذا؟)، والجواب يشرح واقع الفلسطيني ومعاناته".
وأشار إلى أنه على هذا الشكل كان معرض أسئلة وتساؤلات، لكل صورة قصة، ولكل فقرة كتابية حكاية، والموسيقى تمد كل لوحة معلق بإحساس يصل كل ناظر وقارئ في المعرض.
وأكد "الغرباوي": "طموحنا ألا يتوقف دعم الشباب المبدع عند تمويل مشروع أو عدد من المشاريع، بل طموحنا يصل إلى خلق فرص عمل للشباب بمجالاتهم التي يبدعون فيها ومن خلالها".
وبحسب النسب المنشورة عن الشباب من المركز الفلسطيني للإحصاء لعام 2019، فإن فلسطين تضم 1.1 مليون شاب وشابة.
وبلغت نسبة الشباب (18-29 سنة) في فلسطين نحو 23% من إجمالي السكان، أي نحو (1.13 مليون)، وبلغت نسبة الجنس بين الشباب بواقع 105 شباب لكل 100 شابة.
وأشارت تقديرات عدد السكان في فلسطين منتصف عام 2019، إلى أن إجمالي عدد السكان بلغ نحو 4.98 مليون، مع العلم أيضاً أن نسبة الشباب كانت أيضاً نحو 23% في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأظهرت بيانات التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت أن نسبة الأسر في فلسطين التي يتولى فيها شاب تدبير الأسرة واتخاذ القرارات الهامة فيها نحو 15% بواقع 14% في الضفة الغربية و17% في قطاع غزة.
في حين بلغت هذه النسبة لعام 2007 في فلسطين نحو 9% بواقع 10% في الضفة الغربية و8% في قطاع غزة، أي قبل الانقسام الداخلي.
aXA6IDE4LjExNy4xMDYuMjMg جزيرة ام اند امز