سعدية العقاد سخرت ثلاث سنوات من عمرها في خدمة الدين الإسلامي، وذلك بكتابة القرآن الكريم كاملاً بخط يدها بالرسم العثماني
بأنامل خطية متواضعة استطاعت أن تأتي بأسلوب نادر وجديد من فنون الخط العربي، حيث سخرت ثلاث سنوات من عمرها في خدمة الدين الإسلامي، وذلك بكتابة القرآن الكريم كاملاً بخط يدها بالرسم العثماني.
فعلى الرغم من ضيق مساحة بيت أسرتها الذي لا يتجاوز 100 قدم مربع المتمثلة بغرفتين فقط لستة أفراد من العائلة، لم تمانع الفتاة الفلسطينية سعدية العقاد 20 عاما من غزة من تخصيص مساحة في بيتها لممارسة انشتطها وهوايتها في مجال الرسم، حيث كانت مفاجأتها هذه المرة لأبيها بكتابة القرآن الكريم كاملاً بالرسم العثماني بعد أن كانت تُفاجئ أسرتها برسم شخصياتهم فرداً فرداً، فوجدت بأن كلام الله أولى من البشر وأجدر بالتعب من أجله.
تبدأ العقاد مهنتها في هذا المجال بتناولها لقلم الخط العربي 2 ملم، وكتابة الآيات القرآنية واحدة تلو الأخرى، ثم وضع الحركات والفواصل على الكلمات بعد الانتهاء من كل آية، ثم ترقيم الصفحات ووضع الهوامش بعد الانتهاء من كل صفحة، حيث لم يتم الاستعانة بالآلات الطباعية بشكل مطلق، والمدهش بأنه يصعب مقارنة هذا القرآن اليدوي بالقرآن المنسوخ بشكل آلي إذا ما وضعا بجانب بعضهما.
وتوضح العقاد بأن هذا الإنجاز استغرق منها ثلاثة سنوات متتالية حيث كانت تكتفي بكتابة نصف صفحة تقريباً من هذا المصحف في اليوم الواحد، فتلك الخطوط الجميلة تحتاج إلى مزيدا من الوقت والجهد والتركيز حتى يظهر كلام الله المكتوب بأبهى صورة له تنجذب إليه عيون قارئيه، فضلا عن ذلك شكلت له غلافاً من حرير نسجت خيوطه بيدها.
وأشارت إلى أن موهبة الخط والرسم مجرد هواية كانت تمارسها منذ صغرها برسمها لصديقاتها ولأسرتها ولا علاقة لها بتخصصها الجامعي في مجال الإدارة، ثم ما لبثت حتى كشفت عن إنجازها الذي أخفته عن الجميع طوال فترة عملها به دون ترك هوايتها برسم الأشخاص حتى لا يشعر أي شخص بأنها منشغلة بأمور أخرى وهي كتابة القرآن، خوفاً من الإحباط ولوم الناس لها بهذا المجال الذي لا فائدة مادية منه سوى الأجر والثواب الذي كانت تسعى إليه.