طرابلس في 24 ساعة.. نهاية هادئة لليلة ليبية ساخنة
ليلة "ساخنة" عاشتها العاصمة الليبية طرابلس بعد أن خيمت أجواء الترقب والتوتر على المشهد إثر تحركات عسكرية بالمنطقة الغربية.
فمن تصادم مسلح وشيك بين قوات تابعة لرئيس الحكومة الجديد فتحي باشاغا وأخرى تابعة لسلفه عبدالحميد الدبيبة، إلى "تفاهمات" والاستعداد للدخول في مفاوضات، كانت نهاية "مؤقتة" لساعات من تحشيدات كادت تتحول إلى حرب.
فالساعات الـ24 الماضية والتي كانت تمر كالدهر خوفًا من التحشيدات المسلحة التابعة لرئيسي الحكومتين السابق والحالي، انتهت إلى عدة "تفاهمات"، بعد تدخل وجهاء وقادة عسكريين من مدينة مصراتة، بالإضافة إلى السفير الأمريكي ريتشارد نورلاند، أفضت إلى نزع فتيل التوتر الذي شهده محيط العاصمة.
وبحسب مصادر ليبية، فإن التفاهمات التي توصل إليها الطرفان، في ساعة مبكرة من صباح الجمعة، قد "تضمن" دخول باشاغا رفقة وزراء بحكومته إلى طرابلس خلال الساعات القليلة المقبلة، عبر مطار معيتيقة.
طرابلس في 24 ساعة
بإعادة ضبط مؤشر عقارب الساعة على ظهر أمس الخميس، انتشرت مقاطع فيديو لاستقالة وزيرين بالحكومة الليبية السابقة، رغم محاولات الدبيبة لإعاقة موقفيهما، قبل التوصل لـ"تفاهمات" مع باشاغا بضمانات دولية، بحسب مصادر "العين الإخبارية".
وتزامنت استقالة الوزيرين مع تحشيدات مسلحة لتشكيلات تابعة للدبيبة، وسط أنباء تواترت حينها عن سعي باشاغا للدخول رفقة عدد من وزرائه إلى طرابلس، تحت حماية تشكيلات مسلحة من مدينة مصراتة التي ينحدر منها رئيسا الحكومتين السابقة والحالية.
إلا أن تدخلا "عاجلا" من قبل أعيان وقيادات مصراتة تمكن من وقف الرتل المسلح المؤيد لباشاغا، بعد أن تأكدت استحالة دخوله إلى طرابلس دون الاشتباك مع التشكيلات التابعة للدبيبة.
خطر الصدام
وبحسب مصادر ليبية، فإن المفاوضات التي قادتها قيادات محلية مع فتحي باشاغا لتجنيب مصراتة والعاصمة خطر الصدام، انتهت إلى التوافق على إعادة الرتل المسلح أدراجه.
تلك "التفاهمات" تزامنت مع بيان للحكومة الليبية برئاسة باشاغا، أكدت فيه أن القوة التي اتجهت مساء الخميس إلى طرابلس هي قوة للتأمين وليست للحرب، مشيرة إلى أنها عادت لمقرات تمركزها السابقة، شريطة أن تتوقف الحكومة السابقة عن أية إجراءات تتعلق بقفل الأجواء أو أي عراقيل تخالف القانون.
وأرجع البيان إجراء عودة القوة إلى أنها "استجابة لمطالبات أصدقائنا الدوليين والإقليميين ونزولا عند رغبة العديد من الشخصيات الوطنية".
ورغم ما تقوم به حكومة الدبيبة من إجراءات وصفها مكتب باشاغا الإعلامي بـ"التعسفية وتشكل خرقاً ومخالفة لكل القوانين"، إلا أنه قرر إعادة تلك القوة المسلحة "استجابة لمطالبات أصدقائنا الدوليين والإقليميين ونزولا عند رغبة العديد من الشخصيات الوطنية"، بحسب البيان.
خلاف سياسي
بيان حكومة باشاغا تزامن مع بيان للسفير الأمريكي ريتشارد نورلاند، أشاد فيه باستعداد رئيس الحكومة لتهدئة التوترات، والسعي لحل الخلاف السياسي الحالي من خلال المفاوضات وليس القوة.
إلا أن ثمة جملة تضمنها بيان السفير الأمريكي قال فيها: "تحدثت الليلة مع رئيس الوزراء المكلف من قبل مجلس النواب فتحي باشاغا"، اعتبرها مراقبون نهاية لمهادنة الغرب للدبيبة، خاصة بعد أن كاد يزج بالعاصمة طرابلس في أتون "حرب جديدة".
"باشاغا" يدعم التهدئة.. واشنطن على خط إنهاء تحشيدات طرابلس
وأكد السفير الأمريكي أنه "لا يمكن الحفاظ على استقرار ليبيا ووحدتها إلا من خلال الحوار واحترام حق حرية التنقل في جميع أنحاء البلاد".
بيان السفير الأمريكي تزامن مع تصريحات صحفية للمتحدث الرسمي باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أكد فيها أن الأمم المتحدة تتابع "بقلق" التقارير المتعلقة بحشد قوات وتحركات أرتال كبيرة للمجموعات المسلحة، ما أدى إلى زيادة التوتر في طرابلس وما حولها، داعيا إلى "أهمية الحفاظ على الهدوء والاستقرار في البلاد".
وقف "الاستفزازات"
وحثّ المتحدث الأممي "كل الأطراف" على التعاون مع المستشارة الخاصة للأمين العام ستيفاني ويليامز في مساعيها للتوصل إلى سبيل للخروج من الانسداد السياسي الراهن عبر التفاوض.
من جانبه، قال السفير الهولندي دولف هوخيوونيخ، في سلسلة تغريدات عبر حسابه بـ"تويتر"، الجمعة، إن الكف عن الأعمال التي وصفها بـ"الاستفزازية" من قبل جميع الأطراف الليبية هو مفتاح حل الأزمة الحالية.
aXA6IDUyLjE1LjM3Ljc0IA== جزيرة ام اند امز