"برز" يزين موائد الإفطار في إثيوبيا.. مشروب من العسل الصافي
"برز" من أشهر المشروبات التي يعدها الإثيوبيون من العسل الصافي في رمضان، وهو ذو قيمة غذائية وصحية عالية، ويتميز بسهولة تحضيره
تزخر إثيوبيا بالعديد من المنتجات المحلية التي تميزها عن دول العالم، من بينها العسل بمختلف أنواعه وألوانه وأشكاله، الذي يُعتبر من أجود الأنواع دوليا، ويتوفر بعدد من الأقاليم ذات الطبيعة الجبلية أو في الغابات المنتشرة بهذه الدولة الأفريقية.
ويستخدم سكان إثيوبيا، الدولة التي تُعرف بـ"بلاد السمن والعسل والبن"، منتجاتها من العسل في العلاج وتركيب الأدوية وإعداد المشروبات المحلية والأطعمة، وأيضا صناعة بعض الحلويات.
ومن أشهر المشروبات التي يعدها الإثيوبيون من العسل الصافي ما يعرف محليا باسم "برز"، وهو ذو قيمة غذائية وصحية عالية، ويتميز بسهولة إعداده فضلا عن مذاقه اللذيذ.
وللعسل خصوصيته في شهر رمضان الكريم، إذ تتضمنه موائد إفطار رمضان في معظم البيوت الإثيوبية، ويعد على هيئة مشروب ضمن السوائل التي يحرص الصائمون على تناولها بعد الإفطار.
فرهويت جبرميكائل، إثيوبية من سكان مدينة أديس أبابا، رأت أن "برز" من أفضل المشروبات الإثيوبية فهو مفيد صحيا لكل الأعمار، موضحة أن مسلمي إثيوبيا غالبا ما يعدونه في رمضان كمشروب لسهولة تحضيره وأهميته، كما يجهز في المناسبات والأعياد عموما.
وقالت فرهويت لـ"العين الإخبارية" إن مشروب "برز" عبارة عن عصير العسل الصافي ويجهز من النوعين الأبيض والأصفر، مضيفة: "سيدة المنزل تعده بخلط كيلو العسل مع 5 لترات من الماء في إناء كبير لمدة يوم واحد فقط، وبعدها يحول إلى إناء آخر لتصفيته من الشوائب باستخدام قماش قطني يسمى (نطلا)".
ولفتت إلى أن هذا المشروب المميز يأخذ لون العسل المعد منه، مشيرة إلى أن أفضل أنواع العسل لتجهيز مشروب "برز" موجود في إقليم التجراي ومنطقة غوجام بإقليم أمهرة.
وتشتهر إثيوبيا عموما بأجود أنواع العسل، خاصة شمال البلاد بإقليمي التجراي والأمهرة (قوجام وقندر)، بجانب منطقة جما بإقليم أوروميا غرب البلاد وإقليم عفار شرق البلاد، فضلا عن إقليم الجنوب.
وقال محمد الريامي، يمني صاحب محل لبيع العسل الحبشي بأديس أبابا، إن العسل الإثيوبي مشهور عالميا بجودته، خاصة أنه يأتي من مصادر معروفة.
وأشار الريامي في تصريحات لـ"العين الإخبارية" إلى وجود 4 أنواع من العسل في إثيوبيا، أفضلها الأبيض من إقليم التجراي والأحمر من إقليم عفار، ووصفهما بـ"ملوك العسل" في السوق الإثيوبي، مشيرا إلى منافستهما في مسابقات الأسواق التجارية العالمية وفوزهما بجوائز متقدمة.
وتابع "العسل الذي تنتجه منطقة جيما بإقليم أوروميا التي تشتهر بالبن وهو عسل بنكهة البن، والعسل أصفر اللون الذي يأتي من منطقة غوجام بإقليم أمهرة شمال البلاد، لا يقلان جودة عن سابقهما".
وتتعدد مواقع إنتاج العسل بإثيوبيا بين الجبال والسهول والأشجار، ما جعله متوفرا بألوانه وأنواعه ومستوى جودته من منطقة لأخرى.
وقال الريامي إن العسل الأبيض يستخدم في علاج فيروس الكبد، ويساعد على تعزيز المناعة، بينما يساعد النوع الأحمر في الهضم وعلاج السعال والربو، ويستخدم الأصفر في علاج المسالك البولية.
ويعد العسل السائل الأسود (الداكن) أكثر الأنواع استخداما للعلاج، إذ يزخر بالعديد من العناصر العلاجية ويعرف محليا بـ"طازما" ولا يتوفر بكميات كبيرة في إثيوبيا، لصعوبة الحصول عليه كونه يوجد في المرتفعات، وهو باهظ الثمن ولا يستخدم في الأطعمة.ش
aXA6IDMuMTUuMjExLjcxIA== جزيرة ام اند امز