اكتشاف رسوم جدارية نادرة في بومبيي يكشف أسرار ديونيسوس الغامضة

اكتشاف أثري جديد في إيطاليا يوضح الحياة الدينية والثقافية في بومبيي القديمة، مع العثور على رسوم جدارية ضخمة ونادرة داخل قاعة حفلات.
أعلنت إدارة موقع بومبيي الأثري، القريب من مدينة نابولي الإيطالية، عن اكتشاف مجموعة كبيرة "نادرة جدًا" من الرسوم الجدارية الضخمة في قاعة حفلات، تُجسّد موكب الإله باخوس، المعروف أيضًا باسمه اليوناني ديونيسوس.
ووصفت وزارة الثقافة الإيطالية هذا الاكتشاف بأنه "وثيقة تاريخية غير عادية"، معتبرةً إياه لحظة مفصلية في تاريخ علم الآثار، سواء على المستوى الإيطالي أو العالمي.
تفاصيل الرسوم الجدارية المكتشفة
تمتد هذه الرسوم الضخمة، التي تشبه تلك الموجودة في "فيلا الأسرار" الشهيرة في بومبيي، على الجدران الثلاثة لقاعة حفلات مفتوحة تطل على حديقة. وفقًا للبيان الرسمي الصادر عن الموقع الأثري، تعود هذه الجداريات إلى الفترة ما بين عامي 40 و30 قبل الميلاد، وتضم مشاهد غنية بالتفاصيل، حيث تظهر راقصات وصيادون يحملون جدياً مذبوحاً أو سيفاً، بالإضافة إلى شخصيات أسطورية ذات آذان مدببة تعزف على الناي أو تقدم القرابين.
في قلب المشهد الفني، تجلس شابة بشرية بجوار رجل عجوز يحمل مشعلًا، في إشارة إلى مشاركتها في طقوس ليلية لاكتشاف أسرار ديونيسوس. وقد رُسِمَت هذه الشخصيات على قواعد، ما يمنحها مظهراً شبيهاً بالتماثيل.
أهمية بومبيي كموقع أثري عالمي
يُعَدُّ موقع بومبيي من أبرز الوجهات الأثرية والسياحية في إيطاليا، حيث أدرجته منظمة اليونسكو ضمن قائمة التراث العالمي. ويأتي في المرتبة الثانية من حيث عدد الزوار بعد الكولوسيوم في روما، إذ استقطب نحو 4.17 ملايين زائر عام 2024. تمتد مساحة الموقع إلى نحو 22 هكتارًا، لا يزال ثلثها مدفونًا تحت الرماد البركاني وغير مستكشف.
حفظ استثنائي للمدينة تحت الرماد البركاني
في عام 79 للميلاد، ثار بركان فيزوف وقذف كميات هائلة من الرماد البركاني الذي غطّى مدينة بومبيي بالكامل. أدى ذلك إلى حفظ المباني، والجداريات، وحتى أجساد الضحايا البالغ عددهم نحو 3000 شخص بحالة شبه سليمة، ما جعل الموقع أحد أهم الشواهد الحية على الحياة اليومية في العصور الرومانية القديمة.
يضيف هذا الاكتشاف بعدًا جديدًا لفهم الطقوس الدينية في بومبيي، كما يعكس مستوى الإبداع الفني الذي وصل إليه الرومان في تلك الفترة.
aXA6IDE4LjExOC4xODYuMjI1IA== جزيرة ام اند امز