ما يحدث في ايران نتيجه طبيعية ومتوقعة وليست مفاجأة أبداً لأي متابع لوضع إيران الحقيقي
ما يحدث في إيران نتيجة طبيعية ومتوقعة وليست مفاجأة أبداً لأي متابع لوضع إيران الحقيقي، فهي تعيش اضطراباً سياسياً واقتصادياً واجتماعياً نتج عنه احتقان شعبي شديد جداً، وهذا الاضطراب ليس نتاج الفترة الأخيرة وإنما نتيجة تراكمات وسوء أوضاع منذ بداية الثورة الخمينية الكاذبة، ثورة قامت على سرقة الداخل الإيراني وحاولت نشر مشروعها الإقليمي التوسعي، واستثمرت الكثير من مواردها وأموال الشعب الإيراني لتصدير هدفها الارهابي في كل بقاع الأرض، ابتداء من أرض إيران نفسها، مستخدمة شعارات رخيصة تقوم على الدفاع عن المظلومين والمضطهدين، وحماية الأقليات، وهي عقيدة مُستمدة من أقوال قائدها الخُميني الذي قال "نحن في جمهورية إيران الإسلامية سوف نعمل بجهد من أجل تصدير ثورتنا للعالم، وإنه بمقدورنا تحدي العالم بالأيديولوجية الإسلامية، ونحن نهدف إلى تصدير ثورتنا إلى كل الدول الإسلامية، بل إلى كل الدول حيث يوجد مستكبرون يحكمون مُستضعفين"
ومن لحظتها، تذوق الشعب الإيراني أقسى أنواع الظلم، حيث تضرر من فساد النظام الإرهابي باضطهاده والوصول به إلى أدنى مستويات الفقر، وأعلى مستويات البطالة على مستوى العالم، وذلك بإهدار ثروات البلاد بتمويل الإرهاب في جميع أنحاء العالم حيث باتت إيران اليوم تُصنَّف بأنها الدولة الأولى الصانعة للإرهاب.
ببساطة، إن نظام الملالي يحصد نتائج نشره للإرهاب وتغذيته لزعزعة استقرار الدول العربية لتحقيق أهدافه بتصدير الثورة، حيث الحلم بدأ يتبخّر مع انفجار الداخل الإيراني في وجهه، وها هي أحداث ثورة 1979 تتكرر مجدداً ولكن هذه المرة ضد من سرقها.
نظام الملالي يحصد نتائج نشره للإرهاب وتغذيته لزعزعة استقرار الدول العربية لتحقيق أهدافه بتصدير الثورة، حيث الحلم بدأ يتبخّر مع انفجار الداخل الإيراني في وجهه وها هي أحداث ثورة 1979 تتكرر مجدداً ولكن هذه المرة ضد من سرقها
بقراءة تحليلية لكل ما سبق، يمكننا الجزم بأن النظام الايراني، ونظراً لطريقة عمله على مدى سنوات وسياسته القائمة على الهمجية والعدوانية، والإرهاب الذي وصل إلى أخبث مستوى، أستبعد شخصياً أن ينجح في السيطرة على الحراك الشعبي الإيراني، وأتوقع أن كل تصرف يخرج منه سيزيد الأمر سوءاً وتأزماً للأمور، فهو لا يفقه لعملية إدارة الأزمات الأمنية شيئاً، لأن سياسته كانت دائماً قائمة على تغذية الأوضاع السياسية في الدول بشكل يزيدها سوءاً ويجعلها في حالة تصاعد وتأزم، كيف يمكن لهذا النظام الإرهابي أن يدير أزمته وفق منهجية لتفادي تفاقهمها؟ يستحيل ذلك، ولو كان لديه المنهج العلمي والعملي الذي يعمل من خلاله لإدارة الأزمة، فالجانب النفسي الإرهابي الذي تعايش به طوال هذه السنوات يجعله لايستطيع أن يتعامل مع الأزمة إلا بما تغذى به، وهذا يعني أن أزمة نظام الملالي مع الحراك الشعبي ستظل في تصاعد مستمر إلى حد الانفجار الذي سيزيله من خارطة القرار الإرهابي.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة