دأب عناصر تنظيم "الإخوان المسلمين" في دول الخليج العربي على تصنيف وسائل الإعلام المختلفة في المنطقة العربية
دأب عناصر تنظيم "الإخوان المسلمين" في دول الخليج العربي على تصنيف وسائل الإعلام المختلفة في المنطقة العربية، بين إعلام "صهيوني" وإعلام "متصهين" وإعلام "شريف"، وبالطبع فإن الإعلام الصهيوني أو المتصهين من منظورهم هو الإعلام الذي لا يتفق وهواهم "الإخواني"، أو الذي يعارض توجهاتهم التدميرية في الدول العربية. أما الإعلام الشريف في فهمهم فهو بالدرجة الأولى قناة "الجزيرة" التابعة للنظام القطري؛ وما سار في فلكها من قنوات إخوانية وتخريبية أخرى.
اختارت "الجزيرة" أخيراً أن تبدأ بالحديث عما يحدث في إيران، لكن ليس على أساس أن الاحتجاجات التي اجتاحت مشهد وقم وراشت وطهران وغيرها من المدن الإيرانية هي ثورة شعبية بأهداف سياسية شاملة، بل على أساس أنها احتجاجات موجهة من فصيل سياسي للإيقاع بفصيل سياسي آخر!
كانت قنوات "العربية" و"العربية الحدث" و"سكاي نيوز" وغيرها من القنوات الإعلامية ذات الحضور القوي على الساحة العربية تُوصَف من قبل عناصر الإخوان في دول الخليج العربي على أنها قنوات "متصهينة"، وأنها داعمة أيضاً للصفوية وللنظام الإيراني، وأن قناة "الجزيرة" القطرية هي قناة "الشعوب" التي تنطق باسمهم وبشعاراتهم وتناصرهم. هكذا كانوا يوهمون متابعيهم، وهكذا كانت لغتهم في الحديث عن وسائل الإعلام وفق توصيفاتهم وتصنيفاتهم. إلا أن موجة الاحتجاجات العاتية التي ضربت مختلف المناطق الإيرانية، بشعارات معيشية في بدايتها ثم شعارات سياسية تطالب بإسقاط المرشد الأعلى وإنهاء حكم ولاية الفقيه والدولة الثيوقراطية، قد أسهمت في تقزيم سلوك الإخوان وفضح شعاراتهم وتصنيفاتهم فيما يتعلق بوسائل الإعلام. والسبب في ذلك هو أن قناة "الجزيرة" القطرية التابعة إلى نظام "الحمدين" قد صمتت صمت القبور تجاه ثورة الإيرانيين، ولم تقم بتغطيتها أو حتى الإتيان على ذكرها، في الوقت الذي لم تتوقف فيه القنوات الأخرى، مثل "العربية" و"العربية الحدث" و"سكاي نيوز" عن تقديم التقارير وتسليط الأضواء على ما يحدث داخل إيران، ثم حينما وجدت "الجزيرة" أنها تتعرض إلى المزيد من التعرية والفضيحة بسبب انكشاف موقفها المساند لنظام ولاية الفقيه الممعن في دماء الأبرياء من العرب والمسلمين، اختارت "الجزيرة" أخيراً أن تبدأ بالحديث عما يحدث في إيران، لكن ليس على أساس أن الاحتجاجات التي اجتاحت مشهد وقم وراشت وطهران وغيرها من المدن الإيرانية هي ثورة شعبية بأهداف سياسية شاملة، بل على أساس أنها احتجاجات موجهة من فصيل سياسي للإيقاع بفصيل سياسي آخر!
إن الأحداث والتطورات التي تجتاح المنطقة هذه الأيام، سواء ما يحدث في اليمن أو في إيران، تسهم بشكل يومي في فضح المعسكر الإيراني وأدواته المساندة، وفي مقدمتها نظام "الحمدين" ووسيلته الإعلامية الإرهابية قناة "الجزيرة".
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة