فلنرتقي في رمضان في العمل والبيت وأن نُحسن التصرّف في أُمورنا كلها، فلتكن ابتسامتنا هي تحيتنا وإخلاصنا شعارنا في العمل
عندما نستقبل رمضان ونحن بعافيتنا، وأن الوطن الذي نعيش فيه يُهيئ لنا الأمن والأمان والسلام، وأننا نُصبح ونُمسي ولا تُخالج أرواحنا وساوس قهر الظلم وعربدة الحروب ودخانها.
تذكّر أنك في نعمة، وأن المدارس والجامعات مفتوحة على مصراعيها لنا لننهل من العلم الذي حُرم منه كثيرون، وأن المؤسسات والوزارات تستقبلنا بكل ودّ، وأن المساجد تُبارك وجودنا والشوارع والطرق مرصوفة في رُقيّ الحضارة العصرية.
تذكر أنك في نعمة !
عندما يمر علينا اليوم ولا نشعر بالجوع أو الخوف أو تأنيب الضمير أو المشاعر المبعثرة بين الكره والحقد واللامبالاة وأننا نُقّبل جبين طفل ويد امرأة عجوز ورأس رجل مُكافح.
تذكر أنك في نعمة، تذكر حينما تُغلق عليك باب بيتك دون الحاجة لأقفال إضافية لتغفو باطمئنان وتستيقظ على أصوات أسرتك للصلاة وتسمع نداء الله (حي على الصلاة) وتُلبّي بالذهاب وأنت تحمل معك رائحة الفجر ودعاء الوالدين، أنك بخير وفي نعمة.
فلنرتقي في رمضان في العمل والبيت وأن نُحسن التصرّف في أُمورنا كلها، فلتكن ابتسامتنا هي تحيتنا وإخلاصنا شعارنا في العمل
تذكر شهداء الوطن الذين خرجوا من ديارهم وتركوا حياة الدعة والسكينة وأهلهم وأبنائهم لُيلّبوا نداء الواجب، ولم يعودوا للحياة التي ما زلنا نعيشها ونُكابدها، فأنت في نعمة.
اقترب شهر الرحمة ودعوات التكبير للتراويح وعبير روائح ليلة القدر، عام مضى على رحيله ورحيل كثيرين، تشبّعت الأرض من أرواح البشر واستبشرت بالشهداء رحيقاً، ونحن نُعانق الحياة ونُكابدها، فلتكن حياتنا مختلفة كل العام ولا نختصّ هذا الشهر بالفضيلة والمثالية، لتكن حياتنا إيجابية في العمل والبيت مع الجيران والأهل، شهر رمضان دعوة صريحة للتأمل في نفوسنا وأحوالنا ومعاملاتنا وما ينطوي عليه من أسرار الإنسان، والصائم يبلغ درجة ومنزلة كبيرة عند الله بأخلاقه قبل صومه فالصوم لا يعني الامتناع عن الطعام والشراب فقط بل كفّ أذاه عن الآخرين وحُسن خُلقه، وجاء في الحديث عن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن المؤمن ليُدرك بُحسن خُلقه درجة الصائم القائم". مما يدّل على أن الأخلاق هي أساس أي عبادة.
ستجد أنواعا من البشر، فُكن أنت المعني في الآية القرآنية (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس)، ستقابل فئات من الناس تنظر للصوم على أنه مرض أو إعاقة أو كسل فتجد العصبية وبذاءة اللسان ترتسم على الملامح وتكسو الوجوه الكآبة فضلاً عن التذّمر الذي يعاني منه الناس في هذا الشهر، مما لا يليق بالمسلم المفترض أن يسلم الآخرون من لسانه ويده، فلُنرّبي نفوسنا على النهج المستقيم منهج القرآن الذي مدح الله عز وجل رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بأن خُلقه القرآن الذي يُرّبي النفس البشرية على الفطرة السليمة.
اجعل مقتطفات يومك كلها إيجابية القرآن وأخلاقه ولا يُؤثّر إعاقة أي تفكير سلوكك ومحاولة تعويض النقص الناجم من الإحساس أثناء الصوم بالقرآن بقراءته والتّمعن في كلماته وليس فقط في تحريك الشفايف أو العيون لأن كل آية لها معاني كثيرة، ولنتدبر قصصه فهي مليئة بالحكم والمواعظ والتربية الأخلاقية، ومعرفة أغوارها البعيدة، فلو طبقنا كل ما نقرأه من الآيات لعلمنا أن الله أراد لنا الخير، وأشكر جميع الجهات الرسمية والمغردّين المجتهدين في رفع معنويات الإيجابية والسلوك الفطري السليم من خلال المشاركات الجادة في رفع كفاءة الموظف لتحقيق الاستمرار وزيادة الإنتاج برفع العامل النفسي بالتحفيز بكل أنواعه، خاصة في مواقع التواصل الذي يضّم نخبة من الناس والتواصل فيه بات سهل المنال لهذا وجب توظيفه على النحو السليم بتوعية المواطن لخلق بيئة إسلامية إيجابية تعكس أخلاق المسلم، وأُولى خطوات العمل الجاد هو الإخلاص في العمل لمنح الطاقة الإيجابية ولن يكون العمل ناجحاً بدون بيئة مُحفزّة وإيجابية، وهذا بالضبط ما يسعى إليه المؤمن في حياته أن تكون جميع أُموره طوال العام ناجحة وإيجابية.
وبما أن الصوم علاج لأمراض عديدة فهو أيضاً ضبط للنفس وللسلوك وتبرئتها من أوهام المرض والتعب والإجهاد، لذلك سنحرص أن تكون أيام الصوم مباركة وصادقة مع الله، ولن نُكثر من ضجيج الثرثرة والتذّمر لأتفه الأسباب فالعمل واحد ولن يختلف أو يتغير.
هاشتاقات كثيرة معنية في توعية المسلم في هذا الشهر، يعكس الكّم الهائل من المسؤولية الملقاة على عاتق كل غيور ومهتم لدينه فنحن نحمل رسالة إنسانية على الأرض لاستخلاف الله لنا عليها وهي أمانة عجزت السموات والأرض بحملها فحملها الإنسان، لهذا هذا الشهر المبارك يعكس أخلاقنا للآخرين خاصة لغير المسلمين على هذا الوطن الغالي، فلنرتقي بأخلاقنا ونُظهر الإسلام على وجهه الصحيح، #لن_أسرف_في_رمضان يجب تفعيله مصداقاً لقوله تعالى: {وكلوا واشربوا ولا تُسرفوا} جملة جميلة وتربوية تخلق روح التفكّر والتأمل في حال الفقراء الذين وليس شعاراً نرفعه ونبقى مكتوفي الأيدي، فما يخطّه القلم لابد أن يصدقه العمل، وجميع الأعمال الخيرية والتي تنفع الناس تلقى صداها من أهل الخير في عام الخير وبلد الخير، #حفظ_النعمة فلنحفظ النعمة التي أنعمها الله علينا من الزوال بشكره وحفظها بعدم الإسراف فكل نعمة نمتلكها سيسألنا الله عنها، عن اللقمة التي تزيد عن حاجتنا ونرمي بها في القمامة! ويحتاجها غيرنا في #فطوركم_سحورهم فما نراه فائض هو عون لإخواننا في كل مكان فلنرتقي في رمضان في العمل والبيت، وأن نُحسن التصرّف في أُمورنا كلها، فلتكن ابتسامتنا هي تحيتنا وإخلاصنا شعارنا في العمل لنكسب رضا الله ونُتقن الوفاء لوطننا، لُحسن الظن بالغير ونعذر الآخرين في ردة فعلهم ونثق في قدراتنا بجعل يوم عملنا هو صدقة جارية لنا وأجر مضاعف لما نقوم به ونحن صائمون.
كل عام وخيرنا لنا ولغيرنا، كل عام والإمارات وأهلها والمقيمين فيها بخير وحب وسلام، هي حياة نعيشها لأجل الخير، هي أيام معدودات فلنُحسن المعاملة ونُظهر أجمل ما في داخلنا.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة