"الحزام والطريق" وعصر الابتكارات.. حصاد أول أيام قمة الاقتصاد الإسلامي
انطلقت الثلاثاء أعمال اليوم الأول من الدورة الرابعة للقمة العالمية للاقتصاد الإسلامي 2018 بدبي.
شهدت أعمال اليوم الأول من الدورة الرابعة للقمة العالمية للاقتصاد الإسلامي 2018 المنطلقة الثلاثاء بدبي، تنظيم حلقة نقاشية بعنوان "الاقتصاد الإسلامي في ظل الرقمنة واللامركزية.. تقنيات بلوك تشين العملات الرقمية الأسواق والهويات الرقمية".
وتحدث في الجلسة كل من أنطوني بتلر كبير مسؤولي التكنولوجيا في شركة "آي بي إم" في دولة الإمارات، وديليب راو رئيس البنية التحتية والابتكار في شركة "ريبل" في الولايات المتحدة الأمريكية، ولي تشين الرئيس التنفيذي لشركة تشينلي الصينية، وسيرهات يلديريم رئيس الشؤون الرقمية في بنك أبوظبي الإسلامي.
- "قمة الاقتصاد الإسلامي" في دبي تستكشف فرصا بـ3 تريليونات دولار
- الإمارات الأولى في 5 قطاعات ضمن مؤشر الاقتصاد الإسلامي
وتناولت الجلسة الثانية مبادرة "الحزام والطريق" الصينية وكيفية الاستفادة منها، وتحدث فيها كل من البروفسور وانغ ييوي مدير معهد الشؤون الدولية في مركز الدراسات الأوروبية في جامعة رينمين في الصين، والدكتور عدنان شلوان الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك دبي الإسلامي، ونيل كوثبرت كبير الشركاء في شركة "دينتونس" في دولة الإمارات، وكايرات كيليمبيتوف حاكم مركز أستانة المالي الدولي في كازاخستان.
وحملت الجلسة الثالثة عنوان "صناعة مستقبل مشترك في عصر الابتكارات والتحولات الكبرى"، وتحدثت فيها شيارا أبيندينو عمدة مدينة تورينو في إيطاليا، وتاليا مينيولين الرئيس التنفيذي لوكالة تطوير الاستثمارات في تتارستان، وحمد عبدالمحسن المرزوقي رئيس مجلس الإدارة في بيت التمويل الكويتي، وأيمن سيجيني الرئيس التنفيذي للمؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص.
وشهد اليوم الأول جلسات متوازية تناولت موضوعات متنوعة، حيث تحدث في جلسة "الوقف الإسلامي وتحديات الاستمرارية" طارق تشيما الرئيس التنفيذي لشركة "دبل يو سي إم بي" من الولايات المتحدة الأمريكية، وكيمبرلي غيري من منظمة القيادات النسائية العالمية ومؤسسة العمل الخيري الاستراتيجي من الولايات المتحدة الأمريكية، ورشيد عويش المؤسس المشارك لشركة كونيكس كاب في لوكسمبورج، وحسام شاهين رئيس شراكات القطاع الخاص في مفوضية شؤون اللاجئين من الإمارات العربية المتحدة.
كما ناقشت جلسات اليوم الأول من القمة العالمية للاقتصاد الإسلامي، واقع الاقتصاد الإسلامي في ظل التطور الرقمي الكبير الذي تشهده الاقتصادات العالمية، وكذلك تقنيات بلوك تشين والعملات الرقمية الافتراضية وأسواقها.
وتناولت الجلسة أهمية تقنية الـ"بلوك تشين"، واستخدام الأصول المالية الافتراضية، بما يعزز من مكانتها في قطاعات الصيرفة الإسلامية.
وقدم أنطوني بتلر كبير مسؤولي التكنولوجيا في شركة "آي. بي. إم" في دولة الإمارات مجموعة أمثلة عن تطبيقات الـ"بلوك تشين"، ومجالات استخدامها التي لا تقتصر على العملات الافتراضية فحسب، بل تشمل كذلك سلاسل التوريد وتعقب الأصول.
وأكد أن القطاع الخاص يتقدم في إطار استخدام هذه التقنية التي بدأت بها الجهات الحكومية، ولا تزال مستمرة في تطبيق استراتيجياتها ووضع الخطط والتطبيقات.
وشدد ديليب راو رئيس البنية التحتية والابتكار في شركة "ريبل" في الولايات المتحدة الأمريكية على ضرورة جعل الإنترنت ذا قيمة مهمة في إطار تسريع المعاملات المالية العابرة للحدود، وتحدث عن "عملة XRP الرقمية" الأسرع في العالم وذات التكلفة المتدنية التي أطلقتها شركة "ريبل"، والتي من شأنها أن تحل من مشكلة نقص السيولة، وأن تتيح الفرصة للاستخدام الفعلي للأصول الرقمية والحسابات الافتراضية.
وأكد راو أن هناك فرصة كبيرة للاقتصاد الإسلامي، ليحتل مكانة مهمة في المنطقة عبر تشييد بنى تحتية، للاستفادة من الابتكار في هذه التقنيات الرقمية الجديدة وإيجاد معايير خاصة بمنتجاته المتنوعة.
وتحدث سرهات يلدرم الرئيس التنفيذي للتحول الرقمي في بنك أبوظبي الإسلامي عن ضرورة التفاعل مع المنتج، وأهمية البيانات، وتغيير الهيكلية عبر اعتماد الاتصال والذكاء الصناعي والعمليات المؤتمتة لتوفير تجربة مختلفة للمتعاملين، وقال: "بنك أبوظبي الإسلامي يمتلك رؤية متطورة لإدارة العمل المصرفي والتعامل مع القضايا التي ترتبط بحسابات الأرباح والخسائر".
وأضاف: "انطلاقاً من ذلك يهدف البنك إلى تقديم خدمات تعتمد تقنيات (البلوك تشين) لتحقيق أعلى درجات التنافسية مع المصارف الأخرى، وهذا ما يسهم في تقديم خدمات مصرفية تنافسية ومختلفة في القطاع المصرفي".
وأشاد المتحدثون في نهاية الجلسة بسعي منطقة الشرق الأوسط لتبوء مكانة رائدة في مجال التعاملات المصرفية وتحقيق تحول رقمي فريد من نوعه لتلبية متطلبات السوق، منوهين بأن المصارف الإسلامية على وجه التحديد تتبع هذا النهج في إطار المبادئ الإسلامية القائمة على الشفافية والوضوح وتخفيض مستوى المخاطر.
كما أكدت جلسة الحزام والطريق الصينية وكيفية الاستفادة منها في الاقتصاد الإسلامي، أهمية المبادرة لتطوير الدول الواقعة على طرفي الطريق، الذي يصل عدد سكانه من المسلمين إلى 1.6 مسلم.
وقال البروفسور نبيل بيضون، نائب رئيس جامعة حمدان بن محمد الذكية لتنمية المشروعات: "إن الحزام ليس طريقاً واحداً، ولا يقتصر على آسيا وأفريقيا، وأمريكا اللاتينية، فالمبادرة في جوهرها تقوم على تحقيق الترابط وبناء العلاقات الاستراتيجية بين مجموعة من المراكز الإقليمية الرائدة ذات الدور المحوري ومنها دولة الإمارات العربية المتحدة ومدينة دبي وما تقدمه من تسهيلات في مختلف المجالات، كما أنها تسهم إلى جانب تعزيز الروابط في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية إلى خلق حالة من التواصل الأفقي بين كثير من البلدان والثقافات.
وبدوره، أكد الدكتور عدنان شلوان الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك دبي الإسلامي، "أن هذه المبادرة تتيح فرصاً كبيرة للربط بين دول وأقاليم تساهم في 30% من الناتج العالمي.. ويترافق هذا مع فرص كبيرة في مجال التمويل تقدر بتريليونات الدولارات".