ارتفاع حالات السطو المسلح والخطف والقتل بمدينة سبها الليبية
ناشط سياسي بجنوب ليبيا لـ"العين الإخبارية" يدعو الجيش الوطني الليبي إلى إحكام سيطرته على الجنوب وطرد العصابات التشادية
كشفت تقارير إعلامية ليبية، السبت، عن ارتفاع حالات السطو المسلح والخطف والقتل بمدن الجنوب الليبي، وعلى رأسها مدينة سبها التي تعتبر عاصمة الجنوب.
وقال عميد بلدية سبها المكلف بوسيف محمد، في تصريحات صحفية، "إنه تم تسجيل 30 حالة سطو مسلح، و10 حالات خطف، وأكثر من 8 حالات قتل منذ بداية يناير/ كانون الثاني الجارى بالمدينة.
وأوضح عميد سبها، قائلا: "العصابات التشادية تتمركز على بعد 3 كيلومترات من وسط مدينة سبها وحتى بلدية غدوة وتراغن وبقية الصحراء الجنوبية"، مضيفا أن البلدية تشهد حالة من الهدوء الحذر بعد مهاجمة مجموعة مجهولة مقر مديرية الأمن في سبها مؤخرا.
ويمتد الجنوب الليبي على رقعه جغرافية كبيرة وشاسعة، مع وجود سكاني ضعيف جدا، لا يتعدى نصف مليون نسمة، مما عزز وجود العصابات التشادية التي تتربح من "الحرابة" والخطف والتهريب.
وأوضح الناشط السياسى بالجنوب الليبي عبد الحكيم الباشا، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن مدن الجنوب الليبي تعانى من التهميش المتعمد من جانب الحكومة، إضافة إلى انعدام الخدمات الصحية والتعليمية والأمنية.
وطالب الباشا، بضرورة دخول الجيش الوطني الليبي المدن الجنوبية كافة وإحكام سيطرته على تلك المناطق، وطرد العصابات التي تتبع المعارضة التشادية والسودانية المسلحة من أراضيهم.
وأوضح الناشط السياسي أن العصابات التشادية المسلحة التى تنتمي لحركات المعارضة بتشاد تعمل أيضا في تسهيل وتهريب المخدرات والسلاح والبضائع الليبية المدعمة، مما أدى إلى تفاقم الأزمات الأمنية، وهروب العديد من العائلات إلى مناطق الشمال.
وتعتبر سبها، عاصمة إقليم فزان، أكبر المدن الواقعة فى الجنوب الليبي، وتضم وادي البوانيس، وهو ثاني أكبر مناطق سبها، ويتكون من ثلاث مناطق، هى "الزيجن"، و"سمنو"، و"تمنهنت"، التي تقع بها قاعدة تمنهنت الجوية.
في السياق نفسه، قال مصدر دبلوماسي ليبي لـ"العين الإخبارية"، إنه من المقرر أن يقوم المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة بزيارة إلى الجنوب قريبا.
يذكر أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، أصدر الخميس الماضي، تقريره ربع السنوي عن الحالة في ليبيا بعد آخر تقرير مماثل قدمه في 24 أغسطس/آب الماضي، وأقر بقتال الجيش الوطني للعصابات التشادية في جنوب البلاد.
وتطرق التقرير المكون من 17 صفحة، وتداولته وسائل إعلام ليبية، إلى أوضاع المنطقة الجنوبية، مؤكداً تدهور الظروف الاجتماعية والاقتصادية في المنطقة، ووجود نشاط للعصابات التي تحاول تصوير الحرب ضدها على أنها حرب عنصرية ضد الأفارقة وذوي البشرة السمراء.
كان القائد العام للقوات المسلحة الليبية، المشير خليفة حفتر، قد أصدر نهاية العام الماضي، قرارا بتشكيل غرفة عمليات في الجنوب بقيادة العميد محمد المهدي الشريف، و8 عمداء لتطهيره بالكامل من تلك العصابات التي تمتهن "الحرابة" والخطف والسرقة، في كل من مدن سبها وبراك الشاطي وأوباري ومرزق والكفرة.