أخيرا.. رجال الروهينجا يستمتعون بارتداء السراويل في بنجلاديش
كان على المسلمين الروهينجا ارتداء العباءات التقليدية في ميانمار حيث كانت زيا موحدا غير رسمي لتمييز المسلمين ووضعهم في منزلة أدنى
على مدار 28 عاما، لم يجرب عبد العزيز أبدا الراحة والسعادة التي يجلبها ارتداء السروال، حيث كان كغيره من المسلمين الروهينجا عليه ارتداء العباءات التقليدية في ميانمار التي كانت زيا موحدا غير رسمي لتمييز المسلمين ووضعهم في منزلة أدنى، حسب اللاجئين الروهينجا الذين قالوا في تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن ارتداء السراويل في المدن كان ممنوعا من قبل السلطات المحلية في بعض المناطق، بالرغم من عدم وجود قانون صريح يمنع ارتداءها.
وبالتزامن مع احتفال المسلمين بعيد الفطر الأسبوع الماضي، استغل اللاجئون الروهينجا المناسبة التي جرت العادة أن يتم شراء ملابس جديدة فيها، للتخلص من العباءات وارتداء السراويل.
ويقول عبد العزيز: "الآن أعيش في ديمقراطية وفي الدول الديمقراطية يرتدون السراويل". مضيفا: "لم يكن لدي أبدا أي سروال طويل أو حتى قصير في حياتي". واشترى عبد العزيز أول سروال من السوق المحلي الأسبوع الماضي بمبلغ 9 دولارات.
وفر ما يزيد عن 700 ألف مسلم من أقلية الروهينجا من بلده الأصلي ميانمار، وعبروا إلى بنجلاديش بعد حملة عسكرية عنيفة شنت ضدهم في أغسطس الماضي. وفي معسكر اللاجئين، يمكنهم اختيار ما يحلو لهم من ملابس ليرتدوها.
ويعيش أكثر من نصف شعب الروهينجا الآن في معسكرات في بنجلاديش. وعلى مدار 10 أشهر الماضية، أدى تدفق اللاجئين إلى إطلاق عملية تمدن سريعة على تلال بنجلاديش الجنوبية. وأصبحت مخيمات اللاجئين الآن أشبه بمدينة تحتوي على محلات وتزدهر في التجارة. ويجني اللاجئون أموالا عبر ممارسة التجارة أو برامج العمل التي تديرها منظمات المعونة.
ومنذ وصولهم إلى بنجلاديش، سعى عديد من رجال الروهينجا إلى الحصول على سراويل من خلال الملابس المتبرع بها التي توزعها الجمعيات الخيرية.
ووفقا للمقابلات التي أجرتها واشنطن بوست مع عدد منهم، بدأ حظر ارتداء الروهينجا للسراويل منذ أحداث عنف 2012. وترتبط السراويل في ميانمار بالثقافة الغربية، وعادة ما تكون مؤشر على التعليم والثراء وأيضا السلطة والقوة حتى أن جنود الاستعمار البريطاني كان يطلق عليهم قديما "شعب السراويل" في لغة ميانمار.
وفي ميانمار، يرتدي جميع الرجال العباءات الطويلة وليس المسلمين فقط، لكن شباب الروهينجا لا يتمتعون بنفس الحرية التي يحظى بها نظراؤهم من البوذيين في ارتداء السراويل في القرى.
يقول ماثيو سميث، الرئيس التنفيذي لمؤسسة Fortify Rights التي توثق الانتهاكات الحقوقية في جنوب شرق آسيا، إنه لم يسمع عن تقييد أو حظر على ارتداء السراويل من قبل، لكنه يصدق ما يقوله اللاجئون.
ويضيف أن السراويل كانت جزءا من الزي الموحد الخاص بجيش إنقاذ روهينجا أراكان؛ المتمردين المسلحين الذين كانوا يعتبروا إرهابيين في نظر حكومة ميانمار. مشيرا إلى أن الروهينجا تعرضوا إلى تقييدات أخرى في ولاية راخين، وتشمل الزواج والولادة وحتى إجراء إصلاحات في المنازل، بالإضافة إلى أن امتلاك هواتف محمولة أو نظارات شمسية أو دراجات بخارية أو أي شيء يدل على ثراء أو مكانة مرتفعة يمكن أن يعرض الروهينجا إلى غرامات أو اعتقال أو ضرب.
ويوضح اللاجئون الروهينجا أنه لا يوجد قانون رسمي يمنع ارتداء السراويل في ميانمار لكن أفراد الأمن يوقفون من يرتديها في نقاط التفتيش ويتهمونهم بأنهم مهاجرون غير شرعيين من بنجلاديش أو إرهابيون. وفي بعض الأوقات قام بعض الرجال بارتداء السراويل القصيرة خلسة داخل منازلهم.
ويعد ارتداء السراويل في مخيمات اللاجئين دليل أيضا على الاستيعاب الثقافي، حيث يبدو أن الروهينجا بدأوا في التعايش مع الثقافة البنجلاديشية للاستقرار في الأرض الأجنبية وسط أمل ضئيل جدا في العودة إلى بلادهم.
aXA6IDMuMTMzLjEzMy4zOSA= جزيرة ام اند امز