العقوبات الأمريكية تضع روحاني في مواجهة سخط الإيرانيين
إعادة فرض العقوبات الأمريكية ضد إيران تضع روحاني في عدة مآزق على مختلف الأصعدة بعد دمار حلم إنقاذ الاقتصاد.
وضع قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إعادة فرض العقوبات الأمريكية على إيران نظيره حسن روحاني في مأزق سياسي واقتصادي واجتماعي، كما وضعه فى مواجهة السخط المتصاعد لجميع فئات الشعب الإيراني.
ووجد روحاني نفسه يتلقى الانتقادات والنصائح الصارمة من جميع نواحي البلاد، حيث قال قائد الحرس الثوري الإيراني إن روحاني يجب أن يظهر "حسما" في إنقاذ الريال المتهاوي، بينما أطلقت العديد من لجان البرلمان الإيراني استدعاءات لروحاني ليدلي بشهادته حول عودة العقوبات الأمريكية، في ظل احتجاجات منتشرة في مختلف أنحاء الدولة.
ويعد هبوط قيمة الريال الإيراني في مركز أزمات النظام الإيراني، حيث يهدد بتحول المواجهة الجيوسياسية في البلاد إلى كارثة اقتصادية محلية كاملة بمجرد ضم العقوبات الأمريكية المتعلقة بالنووي لصناعة وإنتاج النفط في إيران في نوفمبر المقبل، استكمالاً لقرار إعادة فرض العقوبات ضد طهران.
ورغم تركيز معظم العالم على العقوبات التي سيعاد فرضها في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وتستهدف النفط الإيراني، فإن الموجة الأولى من العقوبات ستضرب منطقة ضعيفة في الاقتصاد الإيراني بشكل أقسى مما توقعه أغلب الخبراء والمحللين.
وأوضحت شبكة "سي إن إن" الأمريكية أن العقوبات ستفتت جهود إيران، على الأقل لعامين، وهي المدة المتبقية من حكم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لإدراك قوتها الاقتصادية الكاملة، والتي كان من المفترض أن تجنيها بموجب الاتفاق النووي الموقع في منتصف 2015.
إلا أن تحقيق القوة الاقتصادية الكاملة يحتاج إلى إمكانية الوصول للعملة الأجنبية، وهو ما تحاصره العقوبات الأمريكية على إيران بمنع كل جهود بنكها المركزي من تقديم إغاثة للموردين والمصدرين في إيران الذين يعانون بسبب هبوط الريال.
وتضع إعادة فرض العقوبات الأمريكية روحاني في مأزق أكبر، حيث تسبب مجرد ذكر عودة العقوبات ضد إيران خلال الشهور الماضية، في تقويض أي زخم اقتصادي شيدته طهران بعد توقيع الاتفاق النووي.
ونوهت وكالة "بلومبرج" الأمريكية بأن الصفعة التي تلقاها روحاني غير مقتصرة على أجندته الاقتصادية الإصلاحية، التي من المفترض أن توفر وظائف وأجوراً أكبر للشعب الذي يشكل 60% منه شباب أقل من 30 عاماً.
وقالت إن تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران يأتي في وقت حساس في ظل نزاع فكري حول مستقبل السياسة الإيرانية، بينما يقترب المرشد الإيراني علي خامنئي من عامه الثمانين.
ومنذ ديسمبر/كانون الأول الماضي وتندلع احتجاجات ضد الحكومة الإيرانية؛ اعتراضاً على ارتفاع تكاليف المعيشة واختفاء الحريات المجتمعية وانتشرت المظاهرات في عدة مدن بمختلف أنحاء البلاد، ما دفع النظام لفرض القمع، ما زاد السخط بين فئات الشعب الإيراني.
ولا تخفى العواقب الواسعة للأزمة التي تواجهها إيران حالياً، فبعد استبعاد أي آمال في تمويل من دول الغرب للاقتصاد الإيراني بموجب عودة العقوبات الأمريكية في ظل تهاوي الريال، من المرجح أن تسارع طهران جهود التقرب من الصين.
ويبقى روحاني في ظل تلك الصدمات تحت ضغط من أنصار الملالي المتشددين الذين لا يثقون على الإطلاق في الولايات المتحدة، بل سيكونون الخاسر الأكبر في حال انفتاح إيران على الاقتصاد العالمي؛ نظراً لأن مخالبهم تمتد إلى أبعد وأوسع مدى في جميع مستويات الدولة.
aXA6IDMuMTM3LjE1OS4xNyA= جزيرة ام اند امز