عهدنا عبارات شجب وإدانة من منظمة الأمم المتحدة لمختلف الأحداث حول العالم، فضلا عن عبارات الدعم لدول تعاني من أزمات وكوارث طبيعية.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فالنداءات الإنسانية لمساعدة الدول الفقيرة متكررة أيضا.
الأزمة الاقتصادية، التي تؤرق دول العالم كافة، أجبرت الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش على البحث عن دور جديد بدلا من دوره "الروتيني"، بالشجب وخلافه، والذي لا يحرك شيئا ولا يعطل شيئا، في ظل ظروف عالمية حالكة، لا يحتاج العالم فيها إلى العبارات، بل يحتاج إلى أفعال.
تصريحات "جوتيريش" كانت واضحة وصريحة، فالجميع "سيعاني من الاضطرابات"، ولم يستثن الرجل أحدًا قط حول العالم.
"جوتيريش" قال إن حرب روسيا-أوكرانيا وانهيار المُناخ يذكيان أزمة عالمية في الغذاء والطاقة والتمويل، وأن دولا نامية كثيرة -تغرق في الديون وليس أمامها سبيل للحصول على تمويل وتجد صعوبة في التعافي من كوفيد-19 قد تذهب إلى حافة الهاوية- نحن نرى بالفعل إشارات تحذير من موجة اضطرابات اقتصادية واجتماعية وسياسية لن يسلم منها أي بلد، على حد وصف الأمين العام للأمم المتحدة.
تصريحات "جوتيريش" تحذرنا من أن دول العالم، التي تتعامل مع تداعيات الأزمة الروسية-الأوكرانية، قد تكون هي ذاتها مصدرًا للأزمات، لا سيما الدول النامية، محذرًا من اضطرابات لا تُبقي ولا تذر.
انتهاء الحرب في أوكرانيا، أو على الأقل تخفيف عواقبها الاقتصادية، وبخاصة في مجالي الغذاء والطاقة، أصبح ضرورة قصوى، فدول العالم النامي لم تعد تتحمل الأوضاع الاقتصادية، والدول المتقدمة تعاني من ارتفاع فاتورة الاستيراد، إلا أنها بالطبع لا تزال أكثر قدرة على التحمل والصمود.
المبادرات الأممية حان دورها لوقف الحرب في أسرع وقت ممكن قبل أن تندلع شرارة أخرى للصراع في قارة آسيا، وقتها سيعاني العالم الأمرّين.
الانخفاض التدريجي الواضح في أسعار الوقود والاتفاق الموقع في إسطنبول التركية، والذي دخل حيز التنفيذ بشأن تصدير الحبوب الأوكرانية، يمثلان بارقة أمل لدول العالم، وانفراجة جزئية في الملفّين الشائكين الناتجين عن الحرب، وهما الغذاء والطاقة.
دعم الدول النامية -التي ترضخ لضغوط اقتصادية مهولة منذ بدء الحرب- في ملفّي الغذاء والطاقة، أمر لا يحتمل خِيارًا آخر في ظل معاناة شعوب تلك الدول، وقبل أن نصل جميعا إلى حافة الهاوية!
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة