الصفوف علامة مميزة في مدن إثيوبيا.. تمنع التدافع والسرقة
الكثير من الأشخاص يتعجبون من هذا النظام الذي يتبعه الإثيوبيون، فهم يقفون في صفوف لكل شيء، حتى لو كان العدد قليلا.
عند تجولك في مدن إثيوبيا تجد صفوفاً هنا وهناك، وعندما تقترب منها، تجدهم ينتظرون المواصلات العامة، أو يصطفون لشراء سلع معينة بإحدى الجمعيات الاستهلاكية، وقد يكون صفاً للحصول على منتج محدد مثل الجازولين.
وصار الوقوف في صفوف من الأمور المعتادة في شوارع إثيوبيا خاصة العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
محاربة السرقة
في الماضي، عانى المواطنون من التدافع سواء في محطات التاكسي والحافلات أو في صفوف الجمعيات الاستهلاكية، وكان الكثير من الناس يتعرضون للسرقة، خاصة كبار السن والحوامل والمرضى، وبمرور الوقت تعلم الناس تنظيم أنفسهم، الأمر الذي أصبح تلقائياً وثقافة لها مكانتها في المجتمع.
ويقول هيلو، الذي تواجد في صف يتكون من 4 أفراد، عن سبب الاصطفاف رغم قلة عددهم: "كنا في الماضي نتدافع، نحن كبار السن نعاني لركوب المواصلات، والحوامل والنساء يتعرضن للسرقة، خاصة القادمات من القرى، والآن أصبحنا ننظم أنفسنا في صفوف، وعندما تحضر تقف ويقف خلفك من جاء بعدك، وهذا في كل شيء، وأصبحنا نحترم بعضنا البعض، ولا يأخذ واحد مكان الآخر، الكل يحرص على الخدمة حسب ترتيبه، وهذا تجده في الحي والمستشفى والسوق".
من جانبه، قال قيتوم برهي: "هي فكرة جيدة للنظام، وأعتقد أننا الآن أصبحنا في مرحلة وعي كامل، وبدأنا نحترم الجميع، وخاصة أن هناك كبار السن ونساء حوامل، فالوقوف في صفوف يساعد الجميع".
ويؤكد قيتوم، الذي تواجد أيضاً بالصف: "أصبحنا قدوة لكل من يزور إثيوبيا من الدول المجاورة، حيث يتعجب الجميع من هذا النظام الذي يتبعه الإثيوبيون، فهم يقفون في صفوف لكل شيء، حتى لو كان العدد قليلا، وهذا يجعل الكل يحترم النظام في إثيوبيا".
صفوف رغم صعوبة الطقس
ورغم صعوبة الطقس وهطول الأمطار بشكل شبه يومي في العاصمة أديس أبابا، فإن الوقوف في صفوف يظل سمة أساسية، والكل تجده يحمل الشمسية التي تقيه الأمطار والطقس.
الصفوف في إثيوبيا تشمل الكبار والصغار والنساء والرجال، الغني والفقير، ولا تجد طوابير مخصصة لفئة دون الأخرى، بل يصطف الجميع في صف واحد من أجل نيل مراده.
مواقع للتسلية والضحك
وتحفل هذه الصفوف بالعديد من المواقف والأحاديث والنكات الساخرة، خاصة من كبار السن، الذين يتحدثون عن حكاوي وأحاديث الماضي والحاضر والفروقات بينهما، وما بين باعة الصحف الذين يقومون بتأجير الصحيفة لحين انتهاء دور الشخص، وباعة اليانصيب والباعة المتجولين الذين يعرضون السلع على المصطفين.
حتى الشباب تجدهم يصطفون في دور السينما والمسارح وملاعب الكرة والميادين ونوادي المشاهدة، لكي يرفهون عن أنفسهم.
aXA6IDMuMTQ1LjE5Ni4xNTAg
جزيرة ام اند امز