روسيا تتهم إسرائيل بـ"الخيانة التاريخية"
الخارجية الروسية تبدي اندهاشها وانزعاجها الشديدين من دعم إسرائيل استبعاد موسكو من مشروع ترميم متحف يتحدث عن جرائم النازية
توترت الأجواء بشدة بين روسيا وإسرائيل في اليومين الماضيين، حتى وصل الأمر لتوجيه تهمة الخيانة لإسرائيل بعد رفضها مشاركة موسكو في ترميم متحف عن جرائم النازية ببولندا.
ومتحف سوبيبور بشرق هولندا يحكي قصة اعتقال هتلر للسوفيت والغجر واليهود الذين تم اقتيادهم من الدول التي سيطر عليها النازيون للاحتجاز في معتقل يحمل نفس الاسم قرب الحدود مع روسيا عام 1942.
ووفق ما نشره موقع "روسيا اليوم"، السبت، فإن هذا المعسكر بالذات ذاع صيته بين معسكرات الموت الأخرى التي نصبها النازيون في أوروبا لأنه المعتقل الوحيد الذي انتفض معتقلوه على سجانيهم، وكان قائد هذه الانتفاضة الضابط السوفيتي الأسير ألكسندر بيتشيرسكي.
ولكن هذه الانتفاضة لم يكتب لها النجاح المنشود، إلا من فرار عشرات من المعتقلين، من بينهم بيتشيرسكي، مقابل أعداد أخرى كبيرة بقوا بالمعسكر، وتم قتلهم خنقا.
ونشبت الأزمة حين أقصت الدول المشرفة على مشروع ترميم متحف سوبيبور، وهي هولندا وسلوفاكيا وبولندا وإسرائيل، روسيا من المشاركة في المشروع، وأيدت إسرائيل ذلك، رغم إدعائها بقتل عشرات الآلاف من اليهود في المعتقل، ورغم دور السوفيت في محاولة إنقاذهم.
واستدعت وزارة الخارجية الروسية سفراء تلك الدول لتقديم احتجاج على ذلك، وأبلغتهم بأن هذا الموقف منهم "غير أخلاقي".
وأشارت المسؤولة الروسية إلى أن موسكو كانت قد تلقت في وقت سابق تأكيدات على مختلف المستويات بمشاركة روسيا في مشروع الترميم، وفي المقابل كانت موسكو جاهزة للتمويل، وبعدها وجهت الخارجية الروسية اللوم بشكل أشد لإسرائيل بشكل خاص.
ففي مؤتمر صحفي، أمس الجمعة، اعتبرت ماريا زاخاروفا الناطقة باسم الخارجية الروسية أن "موقف إسرائيل الذي أيدت من خلاله عدم إشراك روسيا في مشروع ترميم متحف "سوبيبور" في بولندا يقرب من الخيانة".
وبشكل أكثر صرامة قالت: "أرفض رفضا قاطعا فهم موقف إسرائيل.. بالنسبة لي، أتكلم الآن بصفتي الشخصية، بصفتي شخصا يعتبر موقف هذه الدولة بشأن هذه المسألة أمرا غير مقبول على الإطلاق، وأعتقد أنه يقرب من حدود الخيانة، والخيانة التاريخية".
ولم يتضح بعد أسباب تلك الدول استبعاد موسكو من مشروع الترميم، وما إن كان مرتبط بسلسلة العقوبات الأمريكية والأوروبية على روسيا.