روسيا تبحث عن حليف "أمين" بالشرق الأوسط.. وإسرائيل الأقرب
مع تقاطع المصالح بين روسيا وبين إيران وتركيا والغرب؛ تبحث موسكو عن حليف يتلاقى معها في التحسب لمواقف إيران وتركيا خاصة في سوريا
مع اقتراب القضاء على تنظيم داعش المحصور في شمال سوريا وبدء حروب من نوع آخر في سوريا، تبحث موسكو عما وصفته صحيفة روسية بـ"الحليف الأمين" بالشرق الأوسط لضمان مصالحها في المنطقة والحد من التصعيد المتوقع فيها.
ونشرت صحيفة "نيزافيسيمايا جازيتا" مقالة للكاتب الروسي الشهير ألكسندر شاركوفسكي، وأعاد نشرها موقع "روسيا اليوم" المقرب من الحكومة، الثلاثاء، تتحدث عن مرحلة ما بعد داعش سوريا والشرق الأوسط.
وقال شاركوفسكي إن القضاء التام على "داعش" قد يصبح بداية لاندلاع حرب جديدة أوسع نطاقا.
وبرر ذلك بأنه مع اقتراب القوات السورية المدعومة من روسيا من المناطق التي تتمركز فيها القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة في شمال سوريا وخنق داعش فإنه ستظهر هناك "حالة غامضة".
ورسم الكاتب ملامح لتلك الحالة بأن القوات السورية الحكومية ستجد نفسها تحت نيران القوات الكردية وفصائل المعارضة المدعومة أمريكيا، وهذا يعني تلقائيا أن القوات الروسية الداعمة للطرف الأول ستكون معرضة لهذه النيران.
وطرح شاركوفسكي سؤالا حول كيف يمكن أن تتجنب موسكو اندلاع الحرب حينذاك حتى لا تتأثر قواتها بنيرانها؟
وأجاب أن موسكو قد تستثمر علاقاتها "الودية" مع القوات الكردية والتي تتمتع بقدرات قتالية عالية مقارنة بفصائل أخرى من المعارضة.
ولكنه أشار إلى مشكلة أخرى وهي أن القوات الكردية تطمح إلى الاستقلال بجزء من شمال سوريا؛ وهو ما سترفضه تركيا التي ستدخل في حرب أكيدة مع الأكراد لمنع ذلك، وهنا فالحل منع تركيا من تلك الحرب عبر انسحاب قواتها من شمال سوريا.
وفيما يخص أطراف أخرى في الأزمة السورية، ومنها جامعة الدول العربية، فإنها بطابعها السني ستسعى إلى السيطرة على الجزء الأكبر من سوريا لأن غالبية سكانها من السنة؛ ما يعني وقوع مواجهات وحرب أكيدة أيضًا مع إيران التي لها مصالحها في سوريا.
وعن إسرائيل فقد وصف موقفها من الأزمة السورية بأنه "ثابت لم يتغير".
وعلى ضوء ما سبق طرح سؤاله: "هل ستبقى موسكو على موقفها في الظروف الجديدة، أم أن عليها تغيير سياستها في المنطقة؟".
وأجاب بأن المسألة تكمن في أن إيران في المستقبل ستنافس روسيا بقوة، كما أن إيران بعيدة عن روسيا أيديولوجيا، وسبق أن أوضحت إيران عدة مرات أنها تنتهج سياسة خارجية تصب في مصلحتها فقط.. "وهذا ما يجب أن يقلق موسكو".
ودعا الكاتب في هذا الاتجاه إلى بناء علاقات "براجماتية" مع إيران.
وفي المقابل، اعتبر أن التقارب مع إسرائيل سيساعد روسيا على تسوية العديد من المشكلات، بما فيها العلاقات مع الغرب.
وفي هذا نقلت الصحيفة عن الخبير الإسرائيلي في الشؤون العسكرية- السياسية ياكوف كدمي، قوله بشأن تطور علاقات التعاون بين موسكو وتل أبيب؛ إن "مصالحنا متشابهة في المنطقة".
وأرجع ذلك إلى أن روسيا تريد أن تكون سوريا دولة علمانية مستقرة موحدة، يكون فيها للمعارضة دور سياسي، بشرط تخليها عن الصراع المسلح مع السلطة، وطرد التشكيلات المتطرفة كافة إلى خارج سوريا.
كما تنوي روسيا الاحتفاظ بقاعدتي طرطوس وحميميم لضمان وجودها في حوض البحر الأبيض المتوسط.
وإسرائيل تريد أن تبقى سوريا موحدة مستقرة، لكن من دون قواعد عسكرية إيرانية.. كما أنها ضد تعاون سلطات دمشق مع "حزب الله" اللبناني.
كما أن إسرائيل لا تنوي التصعيد في المنطقة باحتلال قطاع غزة، بل على العكس من ذلك تحاول الاتصال بالجناح السياسي لحركة حماس، بحسب الكاتب الإسرائيلي.