تكنولوجيا الحرب ترتد على أوكرانيا.. روسيا تختبر قوارب مسيرة

مع تزايد الاعتماد على التكنولوجيا في أوكرانيا، اختبر أسطول البحر الأسود الروسي قوارب مسيرة جديدة مقاومة للتشويس تعمل بالألياف الضوئية.
وكشفت وكالة "تاس" الحكومية الروسية أن أسطول البحر الأسود استلم قوارب مسيرة لاختبارها، مشيرة إلى أنه من المقرر إجراء اختبارات قتالية في سبتمبر/أيلول الجاري.
وقال أليكسي تشاداييف، المدير العام لمركز "أوشكوينيك" للأبحاث والإنتاج، الذي طور القوارب المسيرة الجديدة، إنه يمكن استخدام هذه الأنظمة لشن هجمات أحادية الاتجاه، وكحاملة طائرات للمسيرات، ولمواجهة المسيرات البحرية الأوكرانية.
وأضاف تشاداييف أن القوارب المسيرة الجديدة مزودة بكابل ألياف بصرية محمي يدور حول عجلة قابلة للتعزيز موضحا أن هذا الكابل ثقيل، ويغوص إلى القاع عند فك البكرة.
ومنذ اندلاع حرب أوكرانيا، تتسابق موسكو وكييف لامتلاك المزيد من الأنظمة غير المأهولة كما يسعى كل طرف للرد على ابتكارات الطرف الآخر والتغلب عليها مع إجراء تجارب على قوارب مسيرة بحرية وطائرات مسيرة مزودة بالألياف البصرية التي تجعلها محصنة ضد تكتيكات الحرب الإلكترونية.
وشهدت حرب أوكرانيا استخداما مكثفا للمسيرات أكثر من أي صراع آخر في التاريخ حيث استخدم كلا الجانبين مجموعة من الأنظمة غير المأهولة، مثل الطائرات رباعية المروحيات، والمسيرات الكبيرة ذات الأجنحة الثابتة، والروبوتات الأرضية، والقوارب المسيرة، وغيرها وذلك وفقا لما ذكره موقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي.
وأشار الموقع إلى أن أوكرانيا تفوقت خلال معظم الحرب في مجال استخدام القوارب البحرية المسيرة حيث طورت نماذج محلية الصنع واستخدمتها لضرب السفن الروسية، وإسقاط الطائرات المقاتلة الروسية.
ونظرًا لعدم قدرتها على القتال بقوة بحرية تقليدية، فقد أتاحت هذه القدرات غير المأهولة لأوكرانيا كييف أسلوبًا غير متكافئ لمقاتلة أسطول البحر الأسود الروسي خاصة وأن كييف أنشأت أول وحدة عسكرية في العالم مخصصة للقوارب المسيرة.
ومع ذلك، فإن روسيا تتعلم وتتطور وقال ضابط أوكراني رفيع الشهر الماضي إن روسيا أصبحت تُدرك كيفية صد هجمات القوارب المسيرة كما أنها بدأت تصنيع أنواع متعددة من القوارب المسيرة.
وفي أواخر أغسطس/آب الماضي، قالت روسيا إنها استخدمت قاربا بحريا مسيرا "عالي السرعة" لمهاجمة سفينة الاستطلاع المتوسطة التابعة للبحرية الأوكرانية "سيمفيروبول" في محاكاة لنوع الهجمات التي تنفذها القوات الأوكرانية بانتظام ضد السفن الحربية وسفن الدوريات الروسية.
وخلال مناورات "عاصفة يوليو" السابقة، اختبرت روسيا قوارب مسيرة ضد أهداف بحرية.
وفي خضم تطورات القوارب البحرية المسيرة، انطلق سباق تقني جديد يعتمد على تدابير الحرب الإلكترونية المضادة مما أدى إلى تعقيد عمليات المسيرات وتعرضها للتشويش والتعطيل.
لذا، ظهرت مسيرات الألياف الضوئية كوسيلة للتغلب على الحرب الإلكترونية حيث تتصل هذه المسيرات بمشغليها عبر كابلات بدلاً من ترددات الراديو المعرضة للتداخل الإلكتروني والآن تستخدم روسيا وأوكرانيا هذه التقنية مع العمل باستمرار على تطويرها.
ومع ذلك، فإن هذه الأنظمة ليست معصومة من الخطأ فالكابل الرفيع الذي يمتد خلف المسيرات قد يعلق في الأشجار أو على عوائق أخرى لتصبح المسيرات حينئذ عديمة الفائدة وقد تحدث هذه المشكلة أيضًا في الماء.