"استراتيجية مدمرة".. روسيا تتقدم بأوكرانيا و"صدمة القصف" تفجر القلق
نصرٌ أعلنته روسيا في معركة لوهانسك يعكس نجاح "استراتيجية الدمار" التي يتبعها جيشها وفقا لقوته العسكرية وتقدمه التدريجي.
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، توضح سيطرة موسكو على مدينتي سيفيرودونتسك وليسيتشانسك، "نجاح الاستراتيجية المدمرة العسكرية الروسية التي تستند على القوة النارية المتفوقة والتقدم التدريجي".
لكنها تثير تساؤلات جدية أيضًا بشأن المدة التي قد يستغرقها كلا الجانبين في المواصلة على هذا المنوال، لا سيما القوات الأوكرانية الأقل سلاحا، والتي اضطرت للاعتماد على مجندين جدد وتعاني خسائر فادحة، إلى جانب الإجهاد الذهني للقتال، والتقهقر، والقصف الروسي المستمر.
كما تسببت الحرب الروسية في خسائر كبيرة بين صفوف قواتها، لكنها تواصل تقدمها البطيء، ومع السيطرة على ليسيتشانسك نهاية هذا الأسبوع، فقد سيطرت على مقاطعة لوهانسك بأكملها، مما يضعها في وضع يسمح لها بالضغط باتجاه المدن التي تسيطر عليها في أوكرانيا في مقاطعة دونيتسك.
"استراتيجية مدمرة"
بحسب "نيويورك تايمز"، تناسب "الاستراتيجية المدمرة"، التي تعتمد بشكل كبير على المدفعية طويلة المدى، التضاريس المسطحة وخطوط الإمداد الروسية القصيرة في الشرق، لكنها قد تنجح بأماكن أخرى.
ويظل غير واضح إلى أي مدى يستعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالذهاب بالهجوم، أو حجم الخسائر التي يمكن للجيش استيعابها بدون الحاجة إلى توقف طويل لإعادة بناء صفوفه.
ويقول المسؤولون الأوكرانيون إن هدفهم إلحاق أشد ألم بالروس من خلال إجبارهم على القتال من أجل المدن، كما حدث في سيفيرودونتسك وبدرجة أقل في ليسيتشانسك، لكن سقطت المدينتان، والآن تتزايد الشكوك بشأن هذا النهج.
لكن تثير هذه الاستراتيجية أيضًا الانقسام بين القوات الأوكرانية، حيث يعتقد البعض أن محاولة السيطرة على المدن غير مجدية.
"بالنسبة لي، حياة الإنسان أكثر أهمية من الاسم ليسيتشانسك"، هكذا قال اللفتانت كولونيل يوري بيريزا (51 عاما)، قبل أيام من قرار الأوكرانيين التخلي عن المدينة بدلًا من القتال.
وقال فولوديمير، وهو جندي متطور كان بين آخر أفراد وحدته الذين انسحبوا من سيفيرودونتسك في يونيو/ حزيران الماضي، إنه فقد أكثر من نصف فرقته البالغ عددها حوالي 100 جندي خلال المعركة، ملخصا الوضع بقوله: "أي دعم؟ لم يكن هناك دعم."
وبينما أومأ برأسه صوب دبابة أوكرانية من طراز "T-80" بالجهة المقابلة من الشارع، قال إن وحدات الدبابات جاءت لإغاثة الجنود عندما لم تظهر قوات المدفعية.
صدمة القصف
في بداية الحرب، حاولت القوات الروسية الاستيلاء بسرعة على العاصمة كييف، لكنها تعرضت لهزيمة مريرة على يد الأوكرانيين. وبعدها حولت موسكو تركيزها على منطقة دونباس في الشرق، وغيرت استراتيجيتها.
والآن، نادرًا ما تتقدم القوات الروسية بدون قدر هائل من الدعم الذي غالبا ما يأخذ شكل قصف مدفعي ثقيل، حتى إذا كان ذلك يعني أن ما ستسيطر موسكو عليه عبارة عن حطام.
وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن القتال أنهك الجانبين كما يتضح، وقدّر المسؤولون الأوكرانيون أن قواتهم تتكبد مئات الخسائر في اليوم، وتقدر الاستخبارات الغربية الوفيات الروسية بأنها في مستوى مماثل.
وأصبحت القوات الأوكرانية تعتمد بشكل متزايد على القوات الأقل تدريبا مثل الموجودة بقوات الدفاع الإقليمي والحرس الوطني لدعم الوحدات المنهكة على الخطوط الأمامية.