هل توقف البدلة الحرب؟ بركان الغضب الأوكراني يلفظ حممه على ترامب

رغم مرور أيام على المشادة الكلامية الحادة في البيت الأبيض بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لا زال الغضب الأوكراني من «سؤال البدلة» يلفظ حممه على الرئيس الأمريكي ومساعديه، ويعري ما وصفوه بـ«سطحية النقد».
وخلال الشجار العلني أمام وسائل الإعلام، سأل المراسل براين جلين، الذي يعمل في مؤسسة Real America's Voice الإعلامية اليمينية، زيلينسكي عن ملابسه، قائلا: لماذا لا ترتدي بدلة؟. أنت في أعلى مستوى في مكتب هذا البلد، وترفض ارتداء بدلة؟ ثم أضاف: هل تملك بدلة؟
ليرد زيلينسكي مستخدما الكلمة الأوكرانية التي تعني البدلة، قائلا إنه «سيرتدي زيا تنكريا بعد انتهاء هذه الحرب».
وفي الأيام التي تلت ذلك، تمسك العديد من أنصار ترامب الذين يصرون على أن زيلينسكي هو من بدأ المشاجرة في البيت الأبيض بملابس الرئيس الأوكراني، كدليل على أنه أهان مضيفيه.
غضب وتأييد
في المقابل، عبر الأوكرانيون عن تضامنهم مع رئيسهم، موجهين تساؤلات للولايات المتحدة حول موقفها من بلادهم، وما إذا كان الدعم سيتوقف على البدلة؟
وقد ارتدى زيلينسكي زيًا عسكريًا منذ اليوم الأول للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وغالبًا ما كان يرتدي قميصًا أخضر أو قميصًا أسود اللون تضامنًا مع القوات في الخطوط الأمامية، التي قوامها مدنيون أجبروا على استبدال بدلاتهم أو ملابس العمل الأخرى بالزي العسكري.
كما ارتدى في بعض الأحيان قميصًا تقليديًا أوكرانيًا باللون الأخضر العسكري، وهو القميص الوطني. وفي الآونة الأخيرة، ظهر كثيرًا مرتديًا قميصًا أسود طويل الأكمام بدون ياقة مع شعار أوكرانيا الثلاثي الشعب على الصدر. ولم يتغير أسلوبه على مدار ثلاث سنوات، بغض النظر عن أهمية الاجتماع. ولم يتغير شيء في ملابسه أثناء اجتماعه مع ترامب يوم الجمعة.
إلا أن سؤال البدلة، اعتبره أوكرانيون، بمثابة إهانة كبيرة لأوكرانيا وما مرت به البلاد خلال السنوات الثلاث الماضية.
وتدعم التعليقات بشكل كبير اختيار الرئيس زيلينسكي للملابس خلال اجتماعه مع ترامب، حيث تعتبرها رمزًا للتضامن مع شعبه والجهود الحربية الجارية. وينتقد الكثيرون ترامب وفانس لتركيزهما على ملابس زيلينسكي، معتبرين ذلك «تافهًا».
ونشرت وزارة الخارجية الأوكرانية، الأحد، سلسلة من الصور على موقع إنستغرام، تحت عنوان «الأوكرانيون يرتدون بدلاتهم».
وأضافت: «لقد غير مئات الآلاف من الأوكرانيين ملابسهم المكتبية الأنيقة إلى الزي العسكري لحماية منازلهم وعائلاتهم. وبالنسبة للآخرين، أصبحت الملابس اليومية رمزًا لمهمة مدى الحياة والتضحية وإنقاذ الأرواح»، كما جاء في المنشور: «في خضم الحرب، قد تبدو البدلات الأوكرانية مختلفة، لكنها تُرتدى جميعًا بكرامة مطلقة».
وأظهرت الصور جنودا أوكرانيين بكامل معداتهم، وطبيبا يرتدي زيا طبيا مغطى بالدماء بعد قصف مستشفى، وطيار مقاتل، وعمال إنقاذ يحملون مدنيا من شقة تعرضت للقصف، ومسعف قتالي يحمل مجموعة إسعافات أولية، ورجال إطفاء وعمال طاقة في مصنع تعرض للقصف.
سخرية وإدانات
وتُظهر الصورة الأخيرة رجلا وامرأة يرتديان ملابس من تصميم أوكراني في عرض أزياء. ويمسك الرجل، الذي يعاني من بتر ساقيه ولديه ساقان اصطناعيتان، بيد امرأة تظهر ساقها الاصطناعية أيضا من خلال ملابسها.
وتظهر إحدى الصور في السلسلة أيضًا زيلينسكي وهو يرتدي سترة خضراء وشارة عسكرية مموهة وهو يصافح جندية.
تم تداول المنشور على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي - كما هو الحال مع العديد من التعليقات الأخرى حول افتقار زيلينسكي إلى البدلة.
ونشرت ميلانيا بودولياك، التي قُتل شريكها الطيار المقاتل أندري «جوس» بيلشيكوف في عام 2023 في طائرة ميغ 29 من الحقبة السوفيتية أثناء انتظار الولايات المتحدة لإرسال طائرات إف-16، صورة لامرأة تحمل لافتة كتب عليها: «هل ستتوقف روسيا عن عمليتها العسكرية إذا ارتدينا جميعًا البدلات؟»
ونشر الممثل الكوميدي الأوكراني أنطون تيموشينكو صورة لنائب الرئيس جيه دي فانس، وقد رفع سرواله إلى منتصف ساقيه في مؤتمر العمل السياسي المحافظ الأخير، مع التعليق التالي: «وهؤلاء الرجال يتحدثون عن البدلات».
ونشر ميخايلو تكاتش، الصحفي في وكالة الأنباء الأوكرانية (أوكراينسكا برافدا)، محادثة وهمية على منصة «إكس»، في إشارة إلى كيفية تخلي أوكرانيا عن ترسانتها من الأسلحة النووية في عام 1994 مقابل ضمانات أمنية تم انتهاكها لاحقًا. يعتقد معظم الناس في البلاد أن روسيا لم تكن لتشن عملية عسكرية بأوكرانيا أبدًا إذا احتفظت كييف بأسلحتها النووية، مضيفًا: وأين بدلت؟ أين أسلحتنا النووية.
وكتب مستخدم آخر: «العام الرابع من الحرب الشاملة، وما زال يتعين علينا أن نثبت لترامبيين أننا نعيش في الجحيم. كم عدد البدلات التي لن يرتديها الأوكرانيون مرة أخرى؟».