الغاز الروسي.. قصة حرب باردة في أجواء ملتهبة
اشتعلت الحرب بين موسكو وواشنطن على خلفية أزمة غاز تضرب أوروبا، وتبادل الطرفان الاتهامات على مدار الساعة، خصوصا بعد جنون الأسعار.
وبلغت أسعار الغاز الطبيعي 1400 دولار لكل ألف متر مكعب، "اليوم يتجه السعر بالفعل إلى 2000 دولار لكل 1000 متر مكعب"، أكثر من عشرة أضعاف أعلى متوسط سعر خلال العام الماضي، وهو مستوى غير مسبوق.
وحسب بورصة نيويورك التجارية, تمت تجارة العقود الآجلة للغاز الطبيعي في نوفمبر/تشرين الثاني على 5.721 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية وقت كتابة الخبر, انخفض بنسبة 0.78%.
تصعيد روسي
وفي تصعيد روسي جديد بشأن التهديد الأمريكي المستمر بفرض عقوبات على موسكو، جراء مشروع نورد ستريم الذي يمد أوروبا بالغاز الروسي بتكلفة أقل من سعر الغاز الأمريكي، وهو ما تعتبره الولايات المتحدة "احتكارا" لأسواق الغاز، وتتهم الكرملين باستخدام الغاز كـ"سلاح"، قال متحدث باسم الكرملين إن روسيا "ترفض بشكل قاطع" الاتهامات الأمريكية أنها تستغل أزمة الطاقة كسلاح جيوسياسي.
وأضاف أن الولايات المتحدة هي التي دائما ما تهدد بفرض عقوبات ضد المشروعات التجارية التي يمكن أن تساعد في تحقيق الاستقرار بأسواق الطاقة الأوروبية.
وتابع أن بلاده كانت ولا تزال تتحلى بالمسؤولية، ومستعدة لتلبية احتياجات الطاقة لشركائها في أوروبا، وأن بلاده مستعدة لمناقشة إبرام اتفاق طويلة المدى لتوفير احتياجات الطاقة، حسبما نقلت وكالة بلومبرج للأنباء.
وفي السياق نفسه، لا تزال روسيا تقلل من أهمية اتهامات يتم توجيهها لها بأنها تستغل صادرات الغاز الطبيعي كأداة لتسريع الموافقة على تشغيل خط أنابيب "نورد ستريم 2" المثير للجدل إلى أوروبا.
ونقلت وكالة "بلومبرج" للأنباء عن ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين، القول أمس الخميس، إن الزيادة المحتملة في الإمدادات الروسية إلى المنطقة لا تتوقف على الحصول على موافقات لبدء عمل الخط الجديد، وإنما تعتمد على "الطلبات والالتزامات التعاقدية والاتفاقيات التجارية".
بوتين وأسعار الغاز
كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال أمس إن روسيا ربما تتمكن من إرسال كميات قياسية من الغاز إلى أوروبا هذا العام، وهو تصريح أدى إلى وقف سلسلة من الارتفاعات في الأسعار.
وكان نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك قال إن من السبل لتحقيق مثل هذه الزيادة هو الترخيص السريع لعمل "نورد ستريم 2".
وتم الانتهاء من مد خط نقل الغاز البحري المثير للجدل بين روسيا وألمانيا، إلا أن عمله يتوقف على عملية طويلة ومعقدة وشديدة التسييس لاستخراج التصاريح.
كانت صادرات جازبروم الروسية تقترب من تسجيل مستوى قياسي في النصف الأول من هذا العام، إلا أنها تراجعت في سبتمبر/أيلول، في وقت كانت فيه أوروبا تعمل جاهدة لإعادة ملء خزاناتها قبل الشتاء.
وتعمل روسيا على إعادة ملء مواقعها التخزينية، ما أثار انتقادات بأنها تتعمد إنقاص الإمدادات لتسريع إصدار التصاريح لخط الأنابيب الجديد.
وترد جازبروم بأنها تفي بجميع الالتزامات التعاقدية، وتهدف حتى إلى زيادة الصادرات كلما كان هذا ممكنا.