هدنة روسية هشة.. الغوطة تنزف وسط صراع على "الممر الآمن"
الهدوء تسارعت وتيرته إلى حد الانفجار وسقوط طفل قتيل كأول ضحية مع الساعات الأولى للهدنة.
هدنة روسية هشة ضرب النظام السوري بقواعدها عرض الحائط، الثلاثاء، وذلك في يومها الأول بعد إقرارها بأمر من الرئيس فلاديمير بوتين.
المرصد السوري لحقوق الإنسان وشهود قالوا إن الهدوء ساد منطقة الغوطة الشرقية بشكل عام مع بدء سريان وقف لإطلاق النار لمدة 5 ساعات، صباح اليوم.
لكن الهدوء تسارعت وتيرته إلى حد الانفجار وسقوط طفل قتيل كأول ضحية مع الساعات الأولى للهدنة، التي لم ينجح سريانها في وقف نزيف دماء المدنيين السوريين.
ضرب الهدنة بالقنابل
المرصد السوري لحقوق الإنسان أعلن أن ضربات جوية للنظام السوري أصابت بلدتين بالغوطة الشرقية، الثلاثاء، رغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلنته روسيا.
وأفاد المرصد السوري أن طائرات هليكوبتر أسقطت قنبلتين على بلدة الشيفونية، كما قصفت طائرة حربية بلدة الأفتريس.
ونفى مصدر بجيش النظام السوري تقرير المرصد، وفقا لما جاء على وكالة أنباء رويترز، دون تقديم مزيد من التفاصيل في هذا الصدد.
وكان بوتين، قد دعا، أمس الإثنين، لهدنة يومية من الساعة التاسعة صباحا حتى الثانية ظهرا (من 07:00 إلى 12:00 بتوقيت جرينيتش)، الثلاثاء، وإتاحة "ممر إنساني" للسماح للمدنيين بمغادرة المنطقة، التي أسفر قصفها عن مقتل المئات منذ 18 فبراير/شباط الجاري.
ومنذ بدء التصعيد العسكري في 18 شباط/فبراير، وثق المرصد السوري مقتل أكثر من 560 مدنيا بينهم نحو 140 طفلا.
وترافق التصعيد حينها مع تعزيزات عسكرية لقوات النظام في محيط الغوطة الشرقية تنذر بهجوم بري واسع.
ووثق المرصد قبل بدء تطبيق الهدنة مقتل 7 مدنيين، هم رجل قتل جراء سقوط قذائف على مدينة دوما، حيث قتلت أيضا سيدة جراء انهيار منزلها المتصدع بفعل القصف.
ومن بين الضحايا أيضا جثث 5 مدنيين بينهم طفلان تم انتشالها من تحت أنقاض مبنى كانت غارة جوية قد استهدفته في وقت سابق قرب بلدة مسرابا.
الأمم المتحدة: الإغاثة مستحيلة
الأمم المتحدة أكدت استمرار المعارك، الثلاثاء، في الغوطة الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة رغم "الهدنة الإنسانية" التي أعلنتها روسيا.
وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، جينس ليرك، للصحفيين في جنيف: "القتال مستمر هذا الصباح، وفقا للتقارير الواردة إلينا من الغوطة الشرقية".
وأضاف ليرك أنه لا يزال من المبكر الحديث عن أي عمليات إغاثة للمدنيين في ظل تواصل الاشتباكات.
وأوضح ليرك أن "الأمم المتحدة حشدت (جهودها) وهي مستعدة لدعم قوافل الإغاثة بشكل فوري لدخول عدة مناطق في الغوطة الشرقية لدى سماح الظروف بذلك".
وتابع "نحن جاهزون، ولدينا خطط لإجلاء مئات الحالات الطبية في أقرب وقت ممكن".
لكنه أكد "استحالة" سماح الأمم المتحدة في الوقت الحالي بإطلاق أي عمليات إغاثة للمدنيين في ظل استمرار المواجهات.
بدوره، أكد الناطق باسم منظمة الصحة العالمية، طارق ياسرفيتش، للصحفيين، أن لدى وكالته أسماء 1000 شخص بحاجة إلى الإجلاء من الغوطة الشرقية، حيث تم تصنيف حالات 600 منهم بأنها "معتدلة أو شديدة" الخطورة.
صراع "الممر الآمن"
على صعيد آخر، دارت معركة بيانات وتصريحات بشأن "الممر الآمن" في الهدنة الروسية، ففي دمشق نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" أن "إرهابيي جبهة النصرة والمجموعات الإرهابية تستهدف بـ5 قذائف مسار الممر الآمن لخروج المدنيين من الغوطة في مخيم الوافدين، لمنع خروجهم ومواصلة استخدامهم دروعا بشرية".
بينما دخل الكرملين خط الصراع، اليوم الثلاثاء، قائلاً إن تشغيل ممر الإجلاء، الذي ساعدت روسيا في فتحه، من الغوطة الشرقية سيعتمد على قوات المعارضة الذي يدعي أنها تحتجز المدنيين رهائن وتخرب الممر.
وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، في مؤتمر عبر الهاتف، الثلاثاء، إن روسيا تأسف للوضع في الغوطة، وموسكو ستواصل العمل على مساعدة المدنيين على مغادرة المنطقة رغم ما وصفه بـ"استفزازات" المعارضة.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية تأكيد فصائل سورية معارضة في الغوطة الشرقية، الثلاثاء، استعدادها لإخلاء عناصر جبهة النصرة الإرهابية وعائلاتهم من المنطقة بعد 15 يوما من دخول وقف إطلاق النار، الذي أعلنه مجلس الأمن الدولي حيز التنفيذ الفعلي.
وفي بيان مشترك وجهته إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن، أعلنت فصائل جيش الإسلام وفيلق الرحمن وحركة أحرار الشام "التزامنا التام بإخراج مسلحي تنظيم هيئة تحرير الشام وجبهة النصرة والقاعدة وكل من ينتمي لهم وذويهم من الغوطة الشرقية لمدينة دمشق خلال 15 يوما من بدء دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ الفعلي".
وكان مجلس الأمن الدولي أصدر قرارا، مساء السبت الماضي، والذي طالب بهدنة لمدة 30 يوما في أنحاء البلاد، للسماح بدخول المساعدات الإنسانية والإجلاء الطبي.
الضحية الأولى طفل
وقُتل طفل، الثلاثاء، جراء قصف لقوات النظام السوري على الغوطة الشرقية، هو الأول بعد بدء تطبيق الهدنة الإنسانية الروسية، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، لوكالة الأنباء الفرنسية، إن "طفلا قتل وأصيب 7 مدنيين آخرين بجروح، جراء اطلاق قوات النظام لـ4 قذائف على الأقل على بلدة جسرين".
ليكتب النظام السوري بعد هذا الإعلان صفحة جديدة من سطور عدوانه المستعر على المدنيين في الغوطة الشرقية.
aXA6IDMuMTQyLjEzMS41MSA= جزيرة ام اند امز