روسيا.. المرأة تدفع غرامة بدلا من المعتدي عليها
منظمة غير حكومية تقدم الدعم لضحايا العنف المنزلي قالت إن النساء تضطررن إلى دفع غرامات المعتدي إذا لم يدفع الرجل
أثار تعديل قانون يجبر الروسيات ضحايا العنف المنزلي على دفع الغرامات بدلا من أزواجهن المعتدين أو شركاء حياتهن الذين يسيئون معاملتهن موجة من الانتقادات في البلاد.
وبموجب هذا التعديل المثير للجدل، الذي أجري على قانون روسي يجرم بعض أشكال العنف المنزلي في فبراير/شباط الماضي، فإن العنف ضد الزوجة أو الأطفال الذي يؤدي إلى كدمات أو نزيف وليس كسر العظام يعاقب عليه بالحبس 15 يوما أو غرامة 30 ألف روبل (510 دولار أمريكي) إذا لم يحدث ذلك أكثر من مرة في العام، وفي السابق، كانت هذه الجرائم يعاقب عليها بالحبس لمدة أقصاها عامين.
مارينا بيسكلاكوفا، رئيسة "مركز آن"، وهي منظمة غير حكومية تقدم الدعم لضحايا العنف المنزلي، قالت في تصريحات لصحيفة "الجارديان" البريطانية، إن النساء تضطررن إلى دفع غرامات المعتدي إذا لم يدفع الرجل.
وأشارت إلى أنها عملت مع امرأة تعيش في ملجأ استلمت إخطارا من المحكمة "يطالبها بدفع غرامة عن زوجها الذي يسيء معاملتها؛ لأن النقود تأتي من حساب مصرفي مشترك".
وقالت إن ظروف النساء اللواتي تتعرضن للإيذاء المنزلي قد أصبحت أسوأ بكثير منذ تمرير التعديلات على القانون، والتهديد الذي تشكله الغرامات يزيد من ردع النساء عن التماس المساعدة أو إبلاغ الشرطة عن مرتكبي العنف.
وتوقعت أن "الإحصاءات الرسمية ستظهر تراجعا في الحالات أعداد القضايا العام المقبل، ليس بسبب أنه تم اتخاذ الكثير من الإجراءات، ولكن بسبب رفع دعاوى قضائية أقل".
واعتبرت أن تلك التعديلات تبعث رسائل إلى النساء بأنه من غير المجدي البحث عن المساعدة، وإلى الجناة بأنهم يحق لهم ذلك.
وفقا لموقع العنف المنزلي الروسي homeviolence.ru، الذي يرصد تلك الحالات، تتعرض أكثر من 16 مليون امرأة سنويًا للعنف المنزلي في روسيا، ولكن 10٪ منهن فقط تذهبن إلى الشرطة.
وتقدر وزارة الداخلية أن العنف المنزلي يقتل 14 ألف امرأة من هؤلاء النساء سنويًا، وهو ما يعادل وفاة واحدة كل 40 دقيقة.
ويضغط الناشطون الروس من أجل وصول مشروع قانون لمنع العنف الأسري إلى مجلس الدوما (الغرفة الأدنى للبرلمان الروسي) فيما حصل التماس يدعم مشروع القانون على 258 ألف توقيع.
بدورها قالت إلينا بوبوفا، الناشطة التي قامت بحملة من أجل مشروع قانون حول منع العنف المنزلي، إنه "من الشائع أن تدفع المرأة غرامة المعتدي عليها".
وأضافت "وفقا للقانون، يجب على المرأة أن تدفع إذا كانت هي وزوجها يتشاركان حسابا مصرفيا عائليا مشتركا. في الواقع، فإن الرجل غالبا ما يطلب من المرأة أن تدفع لأنه يعتقد أنها مخطئة عندما اشتكت، أو لأنه لا يملك ما يكفي من المال".
وكانت هناك سلسلة من قضايا الاعتداء المنزلي البارزة في الأشهر الأخيرة، وفي الأسبوع الماضي، ألقي القبض على زوج مارجريتا غراتشيوفا (26 عاما) بعد محاولته قطع يديها بفأس.
ووفقا لبوبوفا، تعرضت جراتشيوفا للضرب على يد زوجها ديمتري في عدد من المناسبات، وأبلغت الشرطة بالهجمات لكنها لم تتلق أي مساعدة.
وأشارت إلى أنها نجت من هذا الهجوم الأخير، ولكن اضطر الأطباء إلى بتر إحدى يديها، كما أنهم غير متأكدين ما إذا كانت ستستعيد قدرتها على استخدام الأخرى.
aXA6IDMuMTQ5LjIzNC41MCA= جزيرة ام اند امز