محاكمة تنكأ جراح رواندا.. هل يلتئم الجرح الغائر؟

رغم مرور عقود على الحرب الأهلية في رواندا، تبدأ اليوم محاكمة أحد أمراء المليشيات المسلحة التي أودى التقاتل بينها لمقتل الآلاف.
يتعلق الأمر بفيليسيان كابوغا أحد "الممولين" "المفترضين لإبادة التوتسي في رواندا عام 1994 الذي يحاكم ابتداء من الخميس المقبل، في مثول هو الثاني، أمام محكمة لاهاي الدولية، بتهمة ارتكاب إبادة جماعية، وجرائم ضد الإنسانية.
كابوغا اعتُقل في منتصف مايو/ أيار 2020 بإحدى ضواحي باريس، بعدما ظل فارا طوال 25 عاما، وهو متهم خصوصا بالمشاركة في إنشاء مليشيات انترراهاموي الهوتو، الذراع المسلحة الرئيسية للإبادة التي ذهب ضحيتها أكثر من 800 ألف قتيل؛ بحسب الأمم المتحدة، غالبيتهم من أقلية التوتسي.
والمحاكمة هذه مرتقبة جدا في رواندا حيث كان كابوغا أحد أغنى المواطنين في 1994. وكان يومها رئيسا لمؤسسة الإرسال الحر "ميل كولين" (RTLM)، التي وجهت نداءات لقتل التوتسي.
ويشتبه في أن كابوغا ساهم كذلك في العام 1993 في شراء كميات كبيرة من السواطير؛ وُزعت على عناصر المليشيات في أبريل/ نيسان 1994.
وقد وًجهت إليه خصوصا تهم ارتكاب إبادة جماعية والحث المباشر والعلني على ارتكاب إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية من بينها الاضطهاد والقتل.
وقد دفع "أمير الحرب" الرواندي ببراءته خلال مثوله الأول أمام المحكمة عام 2020.
وتبدأ المحاكمة عند الساعة 10,00 بالتوقيت المحلي (الساعة الثامنة توقيت غرينتش) بمرافعات تمهيدية يليها عرض الأدلة، اعتبارا من الخامس أكتوبر/ تشرين الأول، أمام الآلية الدولية المكلفة بإنجاز أعمال المحكمة الجنائية الدولية الخاصة برواندا.
المثول الأول
خلال جلسة تمهيدية في أغسطس/ آب، وصل كابوغا إلى المحكمة على كرسي نقال وبدا في حالة وهن. سعى محاموه لتجنيبه المحاكمة نظرا إلى وضعه الصحي. ولم يتأكد حضوره إلى المحكمة الخميس القادم إذ أن القضاة سمحوا له بالمشاركة في الجلسات عبر الفيديو.
إلا أن غرفة البداية في المحكمة الأممية رأت في منتصف يونيو/ حزيران أن وضع فيليسيان كابوغا (87 عاما) يسمح بمحاكمته.
وتتهم منظمة الناجين الرئيسية "إيكوبا" فيليسيان كابوغا بمحاولة تأخير المحاكمة نظرا إلى سن المتهم.
وفي حال توفي قبل مثوله أمام القضاء ستشمله قرينة البراءة، وسيشكل ذلك ضربة مدمرة للقضاء على ما قال رئيس المنظمة ايجيد كنكورانكا في وقت سابق.
ويحتاج المتهم إلى مراقبة طبية متواصلة ومكثفة ويقيم راهنا في مستشفى تابع لإدارة السجون على ما أفادت الآلية الدولية بمحكمة لاهاي التابعة للأمم المتحدة.
آخر المتهمين
وقالت المحكمة إن خبراء عديدين شاركوا في إعداد ملف المحكمة الذي يظهر من دون أي لبس أن كابوغا يعاني وضعا صحيا ضعيفا.
بيد أن الآلية الدولية اعتبرت أن من مصلحة القضاء بدء المحاكمة في أسرع وقت ما يعني أن تجرى في لاهاي. وللمحكمة فرع آخر في آروشا في تنزانيا لكنه لا يمتلك المعدات الطبية اللازمة للمتهم.
كابوغا هو آخر المشتبه فيهم الرئيسيين في الإبادة الرواندية الذي يحال على المحاكمة؛ فآخرون مثل أوغستان بيزيمانا؛ أحد كبار مهندسي هذه المجازر وبروتاي مبيرانيا القائد السابق لكتيبة الحرس الرئاسي في القوات المسلحة الرواندية، توفوا ولم يمثلوا قط أمام القضاء الدولي.
aXA6IDMuMTYuMzAuMTU0IA== جزيرة ام اند امز