صابر باتيا مؤسس "هوتميل".. الهند بداية الرحلة ولكن وادي السيليكون ليس نهايتها
![صابر باتيا](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2022/7/26/62-181454-sabeer-bhatia-success-story_700x400.jpg)
لمس العالم فائدة الإنترنت في التواصل بين الآخرين مع بداية ظهور وسائل التواصل المختلفة التي كان من الممكن استغلالها من خلاله.
ومن أبرز هذه الوسائل، أول برنامج للبريد الإلكتروني يعرفه العالم على الإطلاق وهو برنامج " هوتميل"، لمبتكره الهندي صابر باتيا، والذي نرصد ضمن هذا التقرير رحلة نجاحه الملهمة.
لم يخطط صابر باتيا؛ مؤسس HoTMaiL أن يصبح ما هو عليه الآن، صحيح أنه كان، منذ صغره شغوف بمجال التكنولوجيا، إلا أنه كان يرغب أن يحصل فيها على درجة الدكتوراة لا أن يصبح رائد أعمال؛ إذ أن رحلته إلى وادي السيلكون ولقائه هناك برواد أعمال عظماء هو ما غيّر مسار حياته.
نشأته
كان باتيا من مواليد 30 ديسمبر/كانون الأول عام 1969، وهو من أبناء بلدة شانديجار الهندية، وكانت أسرته من الأسر العاملة متوسطة الدخل، ووالده كان ضابطا في الجيش الهندي، في حين سلكت والدته الطريق الوظيفي بأحد البنوك.
تلقى باتيا تحصيله الدراسي في واحدة من المدارس الثانوية المحلية، ثم في المرحلة الجامعية، انتقل إلى معهد بيرلا للتكنولوجيا والعلوم، ومن بعده إلى معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا بالولايات المتحدة.
وفي عام 1989، دعم باتيا تحصيله العلمي، بانضمامه لجامعة ستانفورد البريطانية، وخلال دراسته بهذه الجامعة، قرر التوقف عن ملاحقة شهادة الدكتوراه واكتفى بالماجستير فقط.
في هذه المرحلة، أثر "سكوت ماكيلي" رجل الأعمال الأمريكي المؤسس لشركة الحاسوب "صن ميكروسيستمرز" في صابر باتيا، وحصل منه على الإلهام للسعي خلف حلم يتمنى تحقيقه، كما كان من المؤثرين في مسيرته الراحل ستيف جوب، وهو ما دفع صابر في النهاية لاستغلال كفاءته بالانضمام لشركة أبل.
حياته المهنية
انطلقت المسيرة المهنية لصابر باتيا مع شركة أبل، وكان أول المناصب التي شغلها هو منصب مهندس أجهزة، واستمر بهذا المنصب لمدة عام.
وذلك قبل أن ينتقل إلى شركة ملهمة الأول ماكيلي، حيث عمل لمدة عامين في شركة "صن ميكروسيستمز"، خلالهما تمكن من فهم فرضية ظهور العالم الافتراضي الجديد.
استوعب صابر باتيا في عمله بهذه الشركة الناشئة القدرات المهولة التي يمكن أن تتيحها شركة الويب.
في هذه المرحلة من حياته، التقى باتيا بشريكه "جاك سميث"، الذي سيشاركه في النجاحات المستقبلية، ومعا قاما بتأسيس شبكة على الإنترنت باسم "جافاسوفت"، التي مهدت لوجود بريد إلكتروني للمرة الأولى على شبكة الإنترنت.
تأسيس هوت ميل
هذه الشبكة كانت بمثابة إطلاق العنان لفكرة تأسيس أول بريد إلكتروني في العالم، واختار له باتيا اسم HoTMaiL "هوتميل"، كونه يتضمَّن حروف "إتش تي إم إل" وهي لغة الترميز المستعملة لكتابة قواعد صفحات الويب.
الخدمة حققت نجاحا غير متوقع بعد طرحها للاستخدام مجانا، وكان مصدر أرباحها من الإعلانات على شبكة الإنترنت، ودفع هذا النجاح الكثير من الشركات للاستثمار في مشروع البريد الإلكتروني الناجح، وكان الإطلاق الرسمي للبريد بالتزامن مع عطلة عيد الاستقلال بالولايات المتحدة عام 1996.
وفي أول ستة أشهر جذب الموقع ما يصل لمليون مشترك، وفي ديسمبر/كانون الأول 1997، وصل عدد المشتركين حول العالم لـ 8.5 مليون مستخدم.
مشاريع أخرى
عقب بيع Hotmail في عام 1997، أصبح صابر باتيا محللًا استراتيجيًا للإنترنت لشركة Microsoft Corporation في أبريل/نيسان 1999 لمدة عام تقريبًا، ثم ترك الشركة لبدء موقع ويب جديد آخر، يسمى “Arzoo Inc”، والذي تم إغلاقه لاحقًا.
وعام 2006، أعاد إطلاق “Arzoo” كبوابة سفر. بدأ صابر باتيا جنبًا إلى جنب مع المؤسسين المشاركين Shiraz Kanga و Viraf Zack، BlogEverywhere، والذي كان موقعًا إلكترونيًا يحاول الاستفادة من فن “التدوين” الناشئ.
وفي نفس العام، أصبح صابر باتيا المستثمر الرئيسي لـ “NeoAccel”، بائع أمن الشبكات وصانع SSL VPN – Plus.
ويناير/كانون الثاني 2008، أعلن صابر باتيا عن إطلاق مشروعه الأخير SabSeBolo.com، وهو نظام مجاني لعقد المؤتمرات عن بعد على شبكة الإنترنت. يعتزم صابر باتيا تطوير مدينة جديدة في الهند تسمى Nanocity.
جوائز وإنجازات
حصل صابر باتيا؛ رجل الأعمال الهندي، على العديد من الجوائز والتقديرات. وفيما يلي بعض الجوائز التي حصل عليها صابر باتيا:
“رائد أعمال العام”، من قبل شركة رأس المال الاستثماري Draper Fisher Jurvetson (1998).
كما حصل على جائزة TR100، التي قدمها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا إلى 100 من المبتكرين الشباب الذين لديهم أكبر تأثير على التكنولوجيا.
وتمت تسميته في قائمة “Elite 100″، وهي قائمة مجلة Upside لأهم صانعي الموضة في الاقتصاد الجديد.
كما تم اختياره من قبل مجلة San Jose Mercury News and POV كواحد من أنجح عشرة رواد أعمال في عام (1998).
واعبترته الـ TIME واحدًا من “الأشخاص الذين يجب مشاهدتهم” في إدارة الأعمال الدولية (2002).